"الفيدرالي" يبقي على سياسته الإقتصادية واسعار السلع والعملات تبدا بتغير

بقلم : عماد الرجبي

رام الله: في دقائق قليلة إرتفع سعر الذهب من 1290 دولار الى أكثر من 1360 دولار للاونصة، وهوى الدولار الى ادنى مستوياته منذ سبعة أشهر، فماذا حدث ؟

قرر البنك الأميركي الفيدرالي بشكل فاجا المستثمرين، مواصلة برنامجه بشراء السندات بوتيرته الحالية البالغة 85 مليار دولار شهريا، إضافة الى الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي في نطاق صفر الى 0.25 بالمئة.

وشكل هذا القرار مفاجاة للاسواق المالية التي كانت تتأهب لخفض (الفيدرالي) للتحفيز الاقتصادي، بواقع 10-15 مليار دولار شهريا.

وقال المركزي الأمريكي في بيانه انه سينتظر ظهور أدلة على استقرار الاقتصاد بشكل أكبر قبل ان يغير وتيرة مشترياته من السندات. وعبر أيضا عن مخاوف من أن زيادة حادة في تكاليف الاقتراض قد تقوض الاقتصاد.

التغير في العملات

وفور اعلان الخبر، إرتفعت اسعار الذهب لتقفز عن مستوى 1360 دولار للاونصة بعد ان وصلت قبل صدور الخبر الى 1290 دولار للاونصة، فيما هبط مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الامريكية امام سلة من ست عملات من 1.30 بالمئة الي 80.092 في اواخر التعاملات في سوق نيويورك وهو أدنى مستوى له منذ منتصف فبراير شباط.

ومن ناحية اخرى قفز اليورو إلي أعلى مستوى في سبعة اشهر امام العملة الامريكية مسجلا 1.3534 دولار في حين صعد الجنيه الاسترليني الي أعلى مستوى في ثمانية اشهر مسجلا 1.6150 دولار.

وامام العملة اليابانية هبط الدولار الي 97.82 ين وهو أدنى مستوى له في ثلاثة اسابيع.

وهبطت العملة الأمريكية ايضا الى أدنى مستوى لها في ثلاثة اشهر امام الدولار الاسترالي والفرنك السويسري.

حالة من الترقب شهدها العالم

وشهد العالم اليوم حالة من الترقب بشان سياسة الفيدرالي المستقبلية.

وينتهج البنك الفيدرالي سياسة منذ عام 2008 تقضي بضح 80 مليار دولار في الاسواق الاميركية شهريا، بهدف التخفيف من حدة الازمة المالية التي أصابته، غير ان تعافي الإقتصاد الاميركي في الاونة الاخيرة زادة من الترجيحات بان يغير البنك الفيدرالي من سياسته، من خلال تقليض حجم الاموال التي يضخها في الاسواق، حيث من المتوقع ان يعلن هذا الشهر عن بدء تقليص في الاموال قدره 10-15 مليار دولار شهريا.

هذه السياسة القت بظلالها على غالبية الاسواق العالمية، حيث انها بدات تستعد لهذه الخطوة قبل ايام من اجتماع البنك الفيدرالي، لهذا لاحظنا ان اليوم استمر الدولار في هبوط ليصل ادنى مستوى له، كذلك انخفضت بعض الاسهم قليلا.

التاثير على الاقتصاد المحلي

وهذه السياسة ايضا أثر على الاقتصاد المحلي، حيث تاثر المواطنون بانخفاض سعر صرف الدولار مقابل الشيقل الاسرائيلي وايضا انخفض مقابل الدينار الاردني، وعن سبب تأثر الدنيار بسياسة البنك الفيدرالي، فهو ارتباط البنك المركزي الاردني بالاميركي، لذلك العلاقة ما بين الدولار والدينار طردية.

اما هل ستَصدق التوقعات بشان بدء التقليص اليوم، فقد نقل الموقع الإلكتروني لقناة العربية توقعات المحللين الإقتصاديين قالت فيه " إن  المحلليين منقسمين حول حجم التقليص المرتقب، مع العلم أن إجمالي قيمة برنامج شراء السندات يبلغ 85 مليار دولار شهريا، فحوالي 52%، من المحللين يتوقعون تقليص البرنامج بأقل من 5 مليارات دولار، في حين يتوقع 48%، أن يفوق حجم التقليص 10 مليارات دولار".

وكان سعر الدولار انخفض الى ادنى مستوى له قبل نحو يومين وما زال ينخفض حتى اللحظة، غداة إعلان المرشح لرئاسة البنك الفيدرالي لورنس سمرز انسحابه من السباق على رئاسة (الفيدرالي)، ويعد سمرز من اقل المؤيديين لبرنامج التحفيز الكمي، لذلك تخوف المستثمرون من ان يستمر البنك الفيدرالي في سياسته الكمية دون توقف.

يشار الى ان قرار (الفيدرالي) اليوم سيؤثر على العديد من العملات والسلع كالدولار والدينار والذهب، فعلى سبيل المثال في حال لم ينفذ سياسته سترتفع اسعار الذهب وتنخفض اسعار الدولار، والعكس صحيح، اما على صعيد الاسهم الاوروبية فمن المتوقع ان ترتفع في حال لم يبدا الفيدرالي بسياسته التحفيزية.

حرره: 
ع.ن