مبادرون ملهمون يستعرضون إنجازاتهم في مشاريع تعليم الكبار

رام الله: التقى أكثر من عشرين مبادرا تربويا من مبادري "إلهام فلسطين" في مدينة رام الله لمناقشة ومتابعة المبادرات التي يعملون عليها ضمن مشروع "سفراء إلهام لتعليم الكبار" الذي ينفذ في محافظات شمال الضفة الغربية، بدعم من مؤسسة التعاون الدولي التابعة للجمعية الألمانية لتعليم الكبار “DVV“.

وقال أ. رامي قرط مدير البرامج في الجمعية الألمانية لتعليم الكبار إن مؤسسته سعيدة بالمبادرات التربوية المختلفة التي يعمل عليها المعلمون والمشرفون ومديري المدارس لأنها تدعم الإبداع والتميز في البيئة التعليمية وهذا هو الطريق –حسب قرط- لتنمية المجتمع وتطويره، خاصة في ظل وجود تربويين يتحلون بصفات الريادة والإقدام والمسؤولية الاجتماعية لتعليم الكبار، وتقليل الفجوات المعرفية في المجالات المختلفة العلمية والتكنولوجية والارشادية التي يتم العمل عليها.

من ناحيته أكد أ. حذيفة جلامنة مدير البرامج في مؤسسة التربية العالمية استمرار مبادرة "إلهام فلسطين" في دعم مبادريها التربويين في المبادرات التي بدأوا العمل عليها في شهر تموز الماضي بعد تدريب مكثف خضعوا له في مدينة نابلس حول مفهوم تعليم الكبار ومهارات الارشاد والتوجيه، والتطوير الجماهيري، وآليات الضغط والمناصرة، وتطوير وبناء الشراكات، وبناء الخطط التنفيذية مع المجتمع المحلي بالتعاون مع مراكز تعليم الكبار الموجودة في مناطقهم.

وأشار جلامنة إلى أن هؤلاء التربويين خرجوا بمبادرات متميزة تتم متابعتها ودعمها بكافة الوسائل الممكنة، وأنه قد تمّ تفعيل منصة إلكترونية خاصة بهم (منتدى إلهام فلسطين التفاعلي) ليتمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض في مختلف المناطق وتعميم تجاربهم المميزة التي أحدثت فرقا في البيئة التربوية والتعليمية الفلسطينية.

وخلال اللقاء الذي عقد في فندق "سيتي إن" برام الله، قامت كل مجموعة من المبادرين بعرض تجربتها وتوضيح المرحلة التي يتم العمل عليها حاليا، وتمت مناقشة كل مبادرة وأخذ التغذيات الراجعة عليها من قبل المشاركين. ومن هذه المبادرات (تعليم الحاسوب للكبار) التي ينفذها في جنوب نابلس أ. أحمد شحادة، وأ. كهرمان نجم، والأستاذة مطيعة حيث قاموا بالتنسيق مع المجلس البلدي في بلدة عوريف، ومع مديرية جنوب نابلس بتعليم الحاسوب واستخدام الانترنت للكبار في البلدة من خلال عدة لقاءات تدريبية شاركت فيها ربات البيوت، وبعض المعلمات وأصحاب المحلات والمهندسين المتقاعدين. وأكد شحادة أن المشاركين أصبحوا الآن يستخدمون برامج "مايكروسوفت" المختلفة كالطباعة والجداول، ويتعاملون مع الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ويوتيوب وسكايب.

وفي قلقيلية ينفذ كل من الأساتذة سعيد خضر، وصهيب زيد مبادرة لتطوير قدرات المعلمين في مدرسة ذكور قلقيلية على استخدام الحاسوب وتوظيف الدراما والمسرح كأساليب تدريس وترفيه للطلاب، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي كجمعية النهضة النسوية، ومجلس الشباب في المحافظة. حيث قاموا بتدريب المعلمين على كتابة القصص الصغيرة، وعلى مهارات التمثيل كالإرتجال والتركيز وغيرها. وشارك جميع معلمي المدرسة في كتابة مسرحية مشتركة مثلوها من خلال الطلاب تحت عنوان "التهميش". وأكد أصحاب المبادرة أنهم سيستمرون في العمل وسيقومون بنقل الفكرة لمدارس البنات وتعميمها على قلقيلية.

كما وينفذ الأستاذان حاسم الشاعر، ومحمود أبو علبة مبادرة في خمس مدارس من ذات المحافظة تتعلق بالتوجيه المهني للكبار يشارك فيها الآباء والأمهات لمساعدة أبنائهم في اتخاذ القرار بشأن الدراسة المستقبلية، وذلك بالتعاون مع مؤسسات محلية ساعدت بتنفيذ تدريب في ثلاثة مجالات هي: التعرف على الذات، والتفاعل مع الآخر، والبحث عن عمل.

أما في محافظة سلفيت، فتنفذ كل من لبنى زهد، وتغريد سليمان، وسكينة صالح في مدرسة بنات مردة الثانوية مخيما صيفيا للأمهات (أم تربي، تعلّم، تحمي أبناءها)، يركز على مهارات التعلّم النشط، وعلى تعليم الحاسوب، وتقوم فيه الأمهات بتصميم ألعاب تربوية مع أبنائهن تخدم المنهاج الدراسي وتستخدم كوسيلة من وسائل التدريس داخل الصف. وشاركت في المخيم ثلاثون من الأمهات أصبحن قادرات على إنتاج ألعاب تربوية، وعمل أبحاث مساعدة لأبنائهن باستخدام الحاسوب والانترنت، كما يتقن مبادئ في الاسعاف الأولي لحماية أبنائهن من الحوادث المنزلية المختلفة. وقد قامت الأمهات بتشكيل (مجلس أصدقاء المدرسة) ومن المقرر أن يتطوعن في تعميم الفكرة على بقية المدارس بالتعاون مع مؤسسات أهلية في سلفيت.

وينفذ الأستاذ محمد عليوي من المدرسة الإسلامية الثانوية في مدينة نابلس، مبادرة توعوية خاصة بالأمهات اللواتي يواجهن أوضاعا اجتماعية صعب كوفاة الزوج أو الطلاق، وتقوم المبادرة التي تنفذ بالتعاون مع جمعية التضامن الخيرية وأساتذة متخصصون من جامعة النجاح الوطنية، بإعطاء محاضرات لخمسة وعشرين أمّا في طرق التربية السليمة، والدعم النفسي والاجتماعي، ومهارات حل المشكلات التي يواجهنها مع أبنائهم كالكذب والسرقة والإحباط.

وفي مدرسة النور للمكفوفين، ينفذ المعلمان سمير أبو الرب، وسلام هب الريح، مبادرة لتعليم طريقة "بريل" للأمهات اللواتي فقدن بصرهن ليتمكنّ من تعليم أبنائهن وتدريسهم، وقال أبو الرب إن 22 أمّا مشاركة أتقنت لغة بريل بصورة جيدة جدا وإن ستّاً أخريات سيستمر تدريبهن ليتقنّها. وأكدت هبّ الريح أن المبادرة تمكنت من إعادة 4 طلاب مكفوفين لمقاعد الدراسة بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم في جنين، كما ويتم التحضير لتدريبهم على استخدام البرامج الناطقة ليتمكنوا من استخدام الحاسوب والانترنت.

وينفذ كل من لينا سلمان ووسيم العطعوط مبادرة في تعليم التصنيع الغذائي للامهات في مدرسة بنات فرعون الثانوية بالتعاون مع مديرية التربية في طولكرم وجمعية المرأة العاملة ومؤسسة إنجاز. حيث تقوم الأمهات بتصنيع المربيات والمخللات والأجبان بإشراف متخصص من وزارة الاقتصاد، وتقوم الطالبات بالعمل على تأسيس شركة لتسويق المنتج لصالح الأمهات وأسرهن. كما وتشارك في المبادرة طالبات من جامعتي القدس المفتوحة وخضوري للمساعدة في تأسيس الشركة وتسييرها.

(باقة ورد لمن تردّها ببستان) هي مبادرة للأستاذتان جميلة خالد ونور جبر من نابلس عملتا على جمع أمهات من مخيمي بلاطة وعسر لتبادل التجارب وأخذ مجموعة من التدريبات المتنوعة بالتعاون مع شبكة من المجتمع المحلي كجامعة النجاح، ومكتب التعليم التابع لوكالة الغوث في نابلس، ومركز النشاط النسوي، ومراكز يافا، والسفير، وإنجاز. وقد استمتعت المعلمات بالتدريب على الإدارة الذاتية، وحقوق المرأة بين الشرع والقانون، ورياضة اليوغا، وورشات عمل في صناعة الخزف والطين، إضافة إلى محاضرة حول الأعشاب البرية في فلسطين، وذلك بإشراف أساتذة متخصصين تطوعوا من جامعة النجاح لتدريب هؤلاء الأمهات.

أما الأستاذ مازن عنبس، فتتمحور مبادرته على تعليم الكبار فن الخطابة، بحيث يطورون قدراتهم على هذا الصعيد الأمر الذي من شأنه أن يساعدهم في حياتهم اليومية في قضايا كثيرة ومتنوعة.

وفي نهاية اللقاء الذي عرضت فيه هذه المبادرات وغيرها وشدد أصحابها على استمراريتها وتوسيعها، أكد حذيفة جلامنة أنه سيتم تنظيم احتفالية تشارك فيك جهات رسمية وشعبية لتكريم أصحاب هذه المبادرات والمشاركين فيها والمؤسسات المحلية التي رعتها ودعمتها، وسيكون ذلك في مدينة نابلس نهاية الشهر الجاري.