على الحدود اللبنانية السورية: هدوء ما قبل العاصفة

بيروت: على بعد يوم من اجتماع الكونغرس الأميركي للتصويت على القرار بشأن توجيه ضربة عسكرية على سوريا، تبدو الحدود اللبنانية السورية هادئة إلى حدٍّ بعيد. غير أن وحدها أصوات القصف التي تصل من الزبداني، تذكّر بالحرب التي تعيشها سوريا. لكن ما يتوقّعه أهالي البقاع فور حصول الضربة ويستعدّون له، يختلف تماماً عن الواقع الحالي، فهم يحسبون لموجات نزوح جديدة ألف حساب.

على نقطة المصنع الحدودية، لا يشبه المشهد اليوم ما كان عليه الأسبوع الماضي عندما كانت الضربة الأميركية بحكم المؤكد، يومها كانت أعداد السوريين اللاجئين إلى لبنان إلى ازدياد والزحمة تملأ المعبر. اليوم وبعد تحديد تاريخ محدّد لإصدار قرار بتوجيه ضربة أو عدمه، فإنّ حركة السوريين الوافدين الى لبنان "عادية"، وبـ"العادية" نعني أنها تشبه حركة النزوح في الأيام السابقة، ويُسجَّل في الوقت نفسه مرور عدد من السيارات المغادرة من لبنان إلى سوريا.

يقول أحد السائقين العمومين الذي يعمل على خط بيروت - الشام إن تنقلاته هدأت هذا الأسبوع بشكل ملحوظ، وإن السوريين يسألونه عن حركة المعبر التي عادة تزدحم في ساعات الصباح، موضحًا أن حالة الخوف والنزوح الجماعي في الأسبوع الماضي خفتت إلى حد كبير حالياً، نقلا عن "NOW" اللبنانية.

إلا أن التطورات السياسية والعسكرية دفعت بأهالي البقاع الأوسط إلى إقامة مخيمات جديدة، تحسباً لموجة نزوح جديدة. هذه المخيمات ليست طبعاً قرار رسمي من الدولة اللبنانية، بل هي عبارة عن خيم خاصة يدفع السوريون النازحون ثمنها، وبدل إيجار الأرض التي تنصب عليها، بما يوازي حوالي 600 ألف ليرة في السنة، دون أن تتوافر فيها مقومات الحياة الأساسية من مياه وكهرباء.

والمخيمات هذه استُحدِثت بعدما بات البقاع مليئاً بالنازحين السوريين، في ظل غياب لأي خطة عمل من قبل الدولة اللبنانية. وغالبية هذه المخيمات تهتم بها الجمعيات الموجودة في المنطقة التي تؤمن المساعدات الطبية والغذائية الاساسية لكنها لا يمكنها ان تتكفل وحدها بالأعداد الكبيرة التي تأتي إلى لبنان.

 

 

 

 

 

 

 

حرره: 
ع.ن