إسرائيل تدّعي الحياد! تعديل في تقدير الرد السوري

تل أبيب: تدّعي إسرائيل التزام الحياد تجاه ما يجري في سوريا، وأنها ليست طرفاً، ولكنها لا تتوانى عن إطلاق التهديدات لسوريا من ناحية، ومحاولة تهدئة جمهورها من ناحية أخرى. وقد كان ذلك دور رئيس الأركان الجنرال بني غانتس، الذي هدد كل من يفكر بالمساس بإسرائيل وطالب الجمهور بمواصلة حياته الاعتيادية. ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي إشارة إلى التوقعات، نشر بطارية «القبة الحديدية» الخامسة في منطقة تل أبيب، وهو يفكر بنشر البطارية السادسة قريباً.
وقد تراجعت أسهم الضربة العسكرية الغربية لسوريا في تقديرات الخبراء العسكريين الإسرائيليين، الذين قالوا إن الضربة التي كانت مقررة نهاية الأسبوع تأجلت إلى مطلع الأسبوع المقبل (الذي يبدأ يهودياً من يوم الأحد) لأسباب تتعلق بمصاعب سياسية، ورغبة أميركية في حشد المزيد من القوات الجوية في المنطقة.
وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من إدارة مستشفى «رمبام» في حيفا الاستعداد لاحتمال التعرض لضربة صاروخية. وبرغم ذلك، فإنه وجه إدارة المستشفى لإعداد طابق بكامله كمستشفى ميداني عسكري ومدني تحسباً لهجمات صاروخية على إسرائيل. ومعروف أن مستشفى «رمبام» يحوي طاقم طوارئ تحت الأرض، لم يكتمل بعد، مصمم لاستيعاب ألفي سرير. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مستشفى «أيخيلوف» في تل أبيب لم يكمل بعد طابق الطوارئ المفترض أن يحوي 800 سرير، ولكن تبذل جهود مركزة هذه الأيام لإنجاز المهمة.
وكان رئيس الأركان الجنرال بني غانتس قد خرج بأعلى صوت ليهدد سوريا وليطمئن الإسرائيليين، حيث قال إن «توجيه النيران نحونا، كما هو واضح لكل الزعماء سيكلفهم ثمناً باهظاً وخسارة العدو ستكون حازمة وقاسية». وشدد على أن «الجيش الإسرائيلي يواجه أياماً تطفح بالتحديات»، مؤكداً أنه ليس لإسرائيل ضلع في ما يجري في سوريا، وأن «جمع المعلومات، وقوات الهجوم ومنظومات الدفاع في الجو والبر والبحر متأهبة ومجهزة بأفضل جنودنا وقادتنا في القوات النظامية والاحتياطية».
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه برغم تعقيدات الجبهة السياسية الدولية، فإن الاستعدادات لا تزال مستمرة وحالة التأهب عالية لمواجهة التطورات. وواصل الجيش الإسرائيلي منع الإجازات في صفوف قواته في قيادة الجبهة الشمالية إلى أن تنتهي العملية الغربية. وواصلت شعبة الاستخبارات العسكرية العمل بكثافة من أجل إتمام بناء الصورة العامة حول سوريا والدول المجاورة، التي سينضم بعضها إلى التحالف الذي تقوده أميركا. ويبدو أن شعبة الاستخبارات العسكرية غيرت تقديرها بشأن الرد السوري من «احتمال ضئيل» إلى «احتمال غير كبير»، وهو ما يثير الارتباك في صفوف القيادة ويدفعها إلى إطلاق التهديدات.
ونشرت «معاريف» و«إسرائيل اليوم» استطلاعين متضاربين حول موقف الجمهور الإسرائيلي من الحرب في سوريا. وفيما أشار استطلاع «معاريف» إلى رفض 77 في المئة من الإسرائيليين تدخل إسرائيل العسكري في سوريا من دون أميركا، أظهر استطلاع «إسرائيل اليوم» تأييد 67 في المئة للهجوم على سوريا.
وأوضح الاستطلاع الثاني أنه خلافاً للرأي العام في أوروبا وأميركا، يؤيد أكثر من 66 في المئة من الإسرائيليين الحرب على سوريا برغم خشيتهم من انجرار إسرائيل إليها. ويرى 73 في المئة من الإسرائيليين أن أميركا ستشن الحرب على سوريا، وأكثر من 57 يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي سيشارك موضعياً فيها.