"القيادة الفلسطينية" تشتكي الغياب الامريكي عن جلسات المفاوضات

رام الله: اشتكت القيادة الفلسطينية من غياب المبعوث الامريكي مارتن إنديك عن حضور الجولة الثانية من المفاوضات التي عقدت الاسبوع الماضي في القدس الغربية في حين تتوالى التحضيرات لعقد لقاء تفاوضي جديد في غضون الايام القادمة باريحا في الضفة الغربية.
وجاءت الشكوى الفلسطينية من غياب انديك بعد نجاح اسرائيل في تحويله الى ‘شاهد زور’ على تلك المفاوضات التي ارسل للمنطقة من اجل المشاركة فيها وحضور جلساتها، الا ان تل ابيب منعته من ذلك الامر وحالت دون حضوره للجولة الثانية من المفاوضات.
وكان وزير الخارجية الامريكية جون كيري اختار مارتن إنديك كمبعوث امريكي لمحادثات السلام وارسله للمنطقة للمشاركة في جلسات المفاوضات ليكون شاهدا على ما يجري خلف الابواب المغلقة ولتحديد الطرف المعطل للوصول لاتفاق سلام حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي.
إلا ان المبعوث الامريكي الذي وصل قبل اكثر من اسبوع للمنطقة لم يحضر الجولة الثانية من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي عقدت الاسبوع الماضي وذلك بقرار اسرائيلي، الامر الذي دفع القيادة الفلسطينية للتعبير عن تذمرها من الغياب الامريكي، وذلك خلال استقبال الرئيس محمود عباس لانديك الاثنين في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله.
وكان عباس اشتكى الغياب الامريكي عن جلسات المفاوضات في ذلك اللقاء، مذكرا بالتعهد الذي قطعه كيري على نفسه بان يكون هناك حضور امريكي في جلسات المفاوضات لتحديد الطرف الذي يماطل ويتهرب من استحقاقات السلام.
وعلى ذلك الصعيد اكدت الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الثلاثاء بان إسرائيل طلبت تغييب الوساطة الأمريكية عن اللقاءات التفاوضية التي تم استئنافها نهاية الشهر الماضي.
وأعربت عشراوي عن رفض القيادة الفلسطينية لـ’تغييب’ الجانب الأمريكي عن المفاوضات بطلب إسرائيلي، وقالت للاذاعة الرسمية الثلاثاء بان إسرائيل ‘لا تريد طرفا ثالثا في المفاوضات، بما في ذلك الولايات المتحدة وهي المنحازة، وهناك تحالف استراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة والجانب الإسرائيلي أوعز لهم بعدم الحضور’.
وتابعت عشراوي قائلة: ‘هذا أمر غير مقبول’، مشيرة للانحياز الامريكي لاسرائيل، وموضحة بان الحضور الامريكي لجلسات المفاوضات ‘لكي يشهد من هو المسؤول عن تعطيل المفاوضات’.
وشددت عشراوي على ان الغياب الامريكي عن جلسات المفاوضات أمر غير مقبول فلسطينيا خاصة وان هناك تعهدا من الادارة الامريكية للجانب الفلسطيني بالمشاركة في جلسات المفاوضات لتحديد والكشف عن الطرف المعطل للمفاوضات واعلان ذلك امام العالم اجمع.
وتتحدث الاوساط السياسية الفلسطينية خلف الكواليس حول اصرار اسرائيل على تهميش دور المبعوث الامريكي قدر المستطاع، بل وحتى إبقائه في الظلمة بما يجري في جلسات المفاوضات التي عقدت الاسبوع الماضي في القدس الغربية.
وحسب الكواليس الفلسطينية فان انديك يشعر بجفاء في العلاقة مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ، وقام بإخبار كيري بذلك وتذمر له من أسلوب الإسرائيليين الذي لا يتناسب مع الدور الامريكي وإصرار الإسرائيليين على تقييد وصوله للجانب الفلسطيني الذي حاول اللجوء إليه خلال الجولة الثانية من المفاوضات.
وفي حين تواصل اسرائيل تغييب انديك عن جلسات المفاوضات مع الفلسطينيين تريد له ان يصب جل اهتمامه نحو الاتصالات مع الاردن في اطار السعي لضمان أمن اسرائيل في اي حل سياسي قادم بالمنطقة.
وفي ذلك الاتجاه قام المبعوث الامريكي السبت الماضي بزيارة عمان حيث التقى مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ‘لإطلاعه على سير المفاوضات، وجس نبض الأردن بخصوص ترتيبات أمنية خاصة بين الأردن وإسرائيل على طول غور الأردن، معززة برقابة إلكترونية، وشبكات إنذار مبكر ودوريات أردنية إسرائيلية مشتركة’.
وفي واشنطن يعتقد العديد من الخبراء أن إسرائيل ستحاول الاستفادة من الظروف السائدة بالعالم العربي وخاصة مصر لتمديد المفاوضات لفترات طويلة تستغلها كستار لتطبيق أكثر المشاريع الاستيطانية طموحاً منذ العام 1967، والقاضي ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة بالاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وخاصة في القدس الشرقية بما يجعل تلك المفاوضات فارغة المضمون.
واستؤنفت مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل يومي 29 و30 من الشهر الماضي في اجتماعين بين مفاوضين بين الجانبين عقدا في واشنطن برعاية أمريكية.
وعين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بهذا الصدد المبعوث الأمريكي المخضرم إنديك، الذي خاض مفاوضات ‘كامب ديفيد 2000′ بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وكان الرئيس محمود عباس استقبل في رام الله الاثنين، انديك مطالبا إياه بدور أكثر فاعلية في رعاية المفاوضات مع إسرائيل.