إسرائيل تتوجه لبحث التعاون العلمي مع الصين والهند عقب مقاطفة اوروبا للمستوطنات

تل أبيب: أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجهات المختصة ببحث إمكانية التعاون العلمي بين إسرائيل والصين أو الهند، في أعقاب قرار الاتحاد الأوروبي بمقاطعة أي تعاون كهذا في إطار قراره بمقاطعة المستوطنات.
ونقلت يونابتد انترناشونال برس عن وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الجمعة قولها إن نتنياهو عقد اجتماعا أمس، حضره وزراء وموظفون رفيعو المستوى، وتم خلاله لأول مرة استعراض الشروط الجديدة التي يضعها الاتحاد الأوروبي أمام إسرائيل، في إطار مقاطعته للمستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ومن بين الشروط الأوروبية انضمام إسرائيل إلى المشروع الأكاديمي الأوروبي الكبير "هورايزون 2020" وهو برنامج الأبحاث الأكاديمية للسنوات 2014 – 2020.
وفي حال انضمام إسرائيل إلى هذا المشروع الأوروبي فإن الجامعات والشركات الإسرائيلية ستكون ملزمة بالإعلان عن عدم وجود أية علاقة لها مع مستوطنات في الضفة أو القدس الشرقية وهضبة الجولان وعدم رصد أموال للكليات ومعاهد الأبحاث في هذه المناطق المحتلة.
وسيدرّ هذا البرنامج على إسرائيل، في حال وافقت على الانضمام إليه دخلا لصالح الأبحاث العلمية والأكاديمية، بحيث مقابل كل يورو تستثمره إسرائيل في مشروع "هورايزون 2020" ستحصل على 1.5 يورو، ما يعني أنه مقابل 600 مليون يورو يتعين على إسرائيل أن تستثمرها في المشروع ستحصل الجامعات والشركات العلمية الإسرائيلية من الاتحاد الأوروبي على 900 مليون يورو على الاقل.
ويشار إلى أن إسرائيل هي الوحيدة من خارج الاتحاد الأوروبي التي تمت الموافقة على مشاركتها في المشروع العلمي الضخم.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه إذا وافقت الحكومة الإسرائيلية على الانضمام لهذا المشروع العلمي الأوروبي فإن هذا يعني أنها توافق على شروط الاتحاد الأوروبي والتنازل عن "سيادتها" على القدس الشرقية وهضبة الجولان، اللتين ضمتهما إليها، والاعتراف بأن حدودها هي حدود العام 1967.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نائب رئيس الجامعة العبرية في القدس لشؤون الأبحاث والتطوير العلمي، البروفسور شاي أركين، قوله إن عدم انضمام إسرائيل إلى مشروع "هورايزون 2020" من شأنه أن "يوجه ضربة شديدة للمجال العلمي، الذي يشكل الدافع الأساسي للنمو الاقتصادي لدينا".
لكن إسرائيل قررت خلال الاجتماع الذي عقده نتنياهو أمس إبلاغ الجانب الأوروبي بأنها ترفض التوقيع على الاتفاق، وإجراء محادثات مكثفة مع الاتحاد الأوروبي في محاولة لإرجاء تنفيذ القرار بمقاطعة المستوطنات.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن نتنياهو تردد في الموافقة على مطلب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، لكنه وافق على ذلك في أعقاب صدور القرار الأوروبي بشأن المستوطنات.
يشار إلى أنه في أعقاب قرار الاتحاد الأوروبي بمقاطعة المستوطنات، صادقت حكومة إسرائيل في بداية الأسبوع الحالي على بناء 1096 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة.