هل يُعيد سقوط «الإخوان» العلاقات الحمساوية ـ الإيرانية

غزة: ذكرت مصادر رفيعة المستوى في حركة حماس، أمس، أن جلسات حوار عُقدت بين مسؤولين إيرانيين وحمساويين وقياديين من «حزب الله» في الفترة الماضية بهدف إعادة العلاقة التي وصلت إلى درجة القطيعة على خلفية موقف الحركة من الأزمة السورية، في وقت يرى البعض أن حماس أجبرت على العودة مجدداً إلى حلفائها السابقين، بعدما خسرت حليفها الاستراتيجي، أي «الإخوان المسلمين» في مصر، وذلك غداة عزل الرئيس محمد مرسي.
وفي هذا الإطار، أكد القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة، أن «العلاقة مع إيران إستراتيجية»، مشيراً إلى أن «ما حدث فيها جاء نتيجة التأثر بالموقف السوري»، ولافتاً إلى أن «كلاً منا حريص» على الآخر حسب ما نقلته صحيفة السفير.
وشدد يوسف في حديثه إلى «السفير» على وجود حوارات ولقاءات بين الطرفين، وذلك لإيجاد مخرج لما وصفه بـ«الواقع المأساوي» الذي طغى على هذه العلاقة خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح يوسف أن المسؤولين الإيرانيين حريصون على أن تعود العلاقة مع حماس إلى سابق عهدها، وضرورة أن يتفهم كل طرف موقف الآخر في ما يتعلق بالمشهد السوري.
لكنّ غازي حمد، وكيل وزارة الخارجية الحالي في الحكومة المقالة بغزة، قال أن ليس لديه علم بشأن الحوارات الجديدة التي جرت بين الطرفين.
وعاد أحمد يوسف ليؤكد أن حركة حماس «لا تريد أن يجعل الموقف السوري علاقتنا تصل إلى حد القطيعة إلى الأبد»، موضحاً أن «بيننا قضية ومصالح مشتركة ومقاومة الاحتلال، خصوصاً أن هناك استهدافاً للقضية الفلسطينية ولحزب الله وإيران».
وأشار يوسف إلى أن الأجواء التي تمر بها المنطقة في ظل «الربيع العربي» اوجدت تفاهمات معينة بين الطرفين، لا سيما أن «هناك مؤامرة تحاك في المنطقة لأجل خلق الفوضى داخل الكثير من الدول العربية والصراع الداخلي الذي يضعف كل الجبهات، وهذا ندفع ثمنه نحن».
ورأى يوسف أن العلاقة الجديدة ستنعكس إيجاباً على الوضع الفلسطيني والمقاومة بشكل عام، مؤكداً أنها ستلعب دوراً إيجابياً في حل الكثير من الاشكاليات، ولافتاً إلى أن حركة حماس تحافظ على تماسك الصف العربي والفلسطيني.
وفي السياق ذاته لم ينف حمد في حديثه مع «السفير» حدوث تواصل في بعض الأوقات مع إيران، مشيراً إلى أنه «برغم التغيرات الحاصلة، إلا أن حماس متمسكة في موقفها الأصيل الثابت».
من جهته، أشار المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر ابو سعدة أنه برغم التوتر الشديد في العلاقة بين حماس وإيران، إلا أن العلاقات لم تنقطع تماماً بينهما، إذ كان هناك على الدوام بعض الخطوط التي حاولت حماس أن تبقيها مفتوحة.
ورأى أبو سعدة أن سقوط الرئيس المصري محمد مرسي وخسارة «الإخوان المسلمين» في مصر، حتم على حماس إعادة النظر في مجمل علاقتها في المنطقة، وبالتالي تعزيز علاقتها مع إيران، خصوصاً أنه لم يعد لها حلفاء في المنطقة، بعدما خسرت «سوريا» و«حزب الله» ومصر، مؤكداً أن هذا جزء من سياسة الحفاظ على علاقات مع الدول للحصول على الدعم السياسي.
بدوره، قال المتحدث باسم حركة فتح في الضفة الغربية أسامة القواسمي إن ثمة مشكلة كبيرة لدى حركة حماس، وحالة تخبط متجددة، نتيجة لعدم وجود إستراتيجية حقيقية في علاقاتها مع الدول العربية بشكل عام.