بالصور.. غزة.. هل ينعم فقراؤها بالخير بعد رمضان؟!

غزة/ سناء كمال – خاص زمن برس
للمرة الخامسة على التوالي في يوم واحد يفتح الطفل محمد أبو شرارة (8 أعوام) باب منزلهم ويرى أمامه رجلا كبيراً في السن، يحمل مغلف يحتوي على أطعمة متنوعة، تبرعاً منه لعائلة محمد المحتاجة ضمن المساعدات الرمضانية التي يقدمها الرجل في شهر رمضان المبارك لمساعدة الأسر المحتاجة والفقيرة.
بدت الفرحة واضحة على أسارير الطفل التي عكستها ابتسامته العفوية، وحاول أن يحمل الطرد الكبير لوحده لكنه لم يستطع فراح ينادي والدته:" يما ، يما، هاي أجانا كمان غراض رمضان، والله لنكيف"، كلمات عفوية خرجت من فم طفل صغير لا يعرف سوى التعبير عن فرحته بهذه المساعدات التي بالكاد يراها بعد انتهاء شهر رمضان.
وقال فاعل الخير (الستيني) الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لزمن برس أن :" هذا الشهر هو شهر الخير ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعمالنا الصالحة فيه، وأن يدخلنا رحمته، لذلك نحاول أن نتذكر العائلات المعتازة لنسد حاجتها لننال المزيد من الأجر والثواب".
وأضاف:" تكثر صدقاتنا في رمضان، لكن ذلك لا يعني أننا لا نساعدهم في الأشهر الباقية من السنة، لكنها تكون أقل ذخرا، تبعا لمسؤولياتنا وانشغالاتنا أما شهر رمضان فهو شهر خالص للعبادة والأعمال الصالحة".
ويعيش الطفل أبو شرارة في بيت صغير مكون من غرفتين بسطح من الزينجو الممتلئ بالثقوب لا يقيه وعائلته حر الصيف ولا برد الشتاء القارص ومزاريب مياه الأمطار التي تتساقط فوق رؤوس النائمين في المنزل.
وتقول والدته لزمن برس :" حالتنا المعيشية صعبة للغاية، لا نستطيع أن نؤمن قوت يومنا في ظل الفقر، كما أننا لا نستطيع أن نجد عملا مناسباً يساعدنا على الحياة وتأمين الاحتياجات الأساسية".
وتضيف:" شهر رمضان بالنسبة لنا هو الشهر الأكثر سخاءً مادياً ومعنوياً، حيث يكثر أهل الخير من تقديم المعونات لنا، ولا تكاد ثلاجتنا ينقطع منها ألذ المأكولات وأشهى المشروبات، ناهيك عن النقود التي نحصل عليها من أهل الخير في حين لا نجدها في الأشهر الباقية".
وتناشد الوالدة أصحاب الضمائر الحية ألا يقتصر خيرهم فقط على شهر رمضان، وأن يجودوا مما عندهم حتى في الأشهر التي تعقبه.
كما وتطالب الحكومة الفلسطينية سواء كانت بغزة أو الضفة الغربية أن تهتم بالمواطنين، وتراعي شؤونهم الداخلية والمعيشية، بدلاً من الاقتتال على المناصب والكراسي السياسية وترك المواطنين مشغولين بهموم لم تكن بالسابق، حيث كان يتوفر العمل لأرباب البيوت وبالتالي تتحسن حياتهم المعيشية.
وتنشط الحركة في المؤسسات الأهلية في شهر رمضان المبارك، حيث تقدم المساعدات العينية والمادية للأسر الفقيرة وذلك تبعا للمتبرعين الذين يقدمون المزيد من الدعم في شهر رمضان المبارك .
ويرجع ذلك إلى زيادة دعم المانحين للمؤسسات الأهلية المخولة بمساعدة الأسر الفلسطينية المحتاجة .
وتتخوف العائلات من انحسار الدعم المقدم لهم بعد انتهاء شهر الخير، حيث أنه دخل في النصف الثاني منه، والذي تزداد فيه المساعدات بشكل كبير، ولكن مع انتهائه تنتهي كافة خيراته على حد قول عدد من ربات البيوت اللاتي يتخوفن انتهاء الخير عن أبنائهن.
وكان تقريرٌ لمنظمة العمل الدولية قد أكد ازدياد معدلات الفقر في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل ارتفاع معدلات البطالة لدى الفلسطينيين، وسط ركود نمو الاقتصاد.
وأشار التقرير إلى أن معدلات الفقر بلغت حوالي 38.8%، معزياً الأزمة إلى عدة عوامل :" منها استمرار عدم تقيد الجهات المانحة بالتزاماتها، وقرار إسرائيل بتعليق دفع إيرادات التخليص الجمركي ولو مؤقتاً، فضلاً عن زيادة وتيرة نمو المستوطنات".