احتدام الخلافات داخل الائتلاف الحكومي في اسرائيل حول المفاوضات

تل أبيب:  قوبلت الموافقة المبدئية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنشيط محادثات السلام مع السلطة برعاية أمريكية بتشكك واستخفاف اليوم الأحد من قبل بعض أعضاء الائتلاف اليميني الحاكم بمن فيهم أعضاء من حزبه.

وفي ضوء عدم تحديد موعد لبدء المفاوضات وغياب برنامج عمل معلن لشروطها فإن نتنياهو لا يبدو عرضة حتى الآن لمواجهة أزمة سياسية.

وتنم الإشادة النادرة به من قبل المعارضة التي تنتمي ليسار الوسط عن أنها على استعداد كي تصبح عوضا عن أي من حلفائه القوميين الذين قد يخسرهم نتيجة التوصل لاتفاق سلام في المستقبل.

والتزم نتنياهو والرئيس عباس الصمت بشأن المحادثات المرتقبة تجاوبا مع طلب بالتحفظ من وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي أعلن عن انفراجة يوم الجمعة بعد أشهر من جهود الوساطة المكثفة.

وتأمل واشنطن في استضافة مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين في غضون أسبوع لإطلاق محادثات "الوضع النهائي" التي تهدف إلى اقامة دولة فلسطينية إلى جوار اسرائيل.

إلا أن افيجدور ليبرمان شريك نتنياهو في تحالف ليكود بيتنا سخر من فكرة إمكانية التوصل إلى ما هو أكثر من الاتفاق المؤقت بشأن الصراع المستمر منذ عشرات السنين.

وكتب على صفحته على فيسبوك "من الأهمية بمكان التفاوض لكن الأكثر أهمية هو أن تكون المفاوضات مبنية على الواقع وليس الأوهام."

وأضاف "لا حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني .. على الأقل ليس خلال السنوات القليلة المقبلة لكن العمل الممكن والمهم هو إدارة الصراع."

وسخر وزير النقل يسرائيل كاتس عضو حزب اليكود من "الرئيس عباس الذي تدير حكومته الضفة فيما تسيطر حماس على قطاع غز"كما نقلت رويترز.

وقال كاتس للصحفيين "ما يسيطر عليه ابو مازن من الفلسطينيين أقل مما يسيطر عليه (الرئيس بشار) الأسد في سوريا" في إشارة إلى الصراع المستمر في سوريا منذ عامين.

وأضاف "تماما مثلما لا يفكر أحد في التنازل عن أي أراض للأسد في ظل الوضع الراهن فإن أحدا لن يفكر بجدية يقينا في التنازل عن أراض لأبو مازن في وقت لا يسيطر فيه كلية على أغلب السكان الفلسطينيين."

وقالت اسرائيل يوم السبت انها ستستجيب لدعوة الرئيس عباس للإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين المحتجزين منذ ما قبل بدء المفاوضات الدبلوماسية بين الجانبين عام 1993.

وبعدما واجه تحديات في الماضي بشأن قضايا حاسمة على الصعيد المحلي مثل هل يجب التعامل مع الفلسطينيين او خوض حرب مع ايران بسبب برنامجها النووي سعى نتنياهو إلى طمأنة الإسرائيليين بأنه قوي بما يكفي لاتخاذ قرارات صعبة.

وهدد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي الاسبوع الماضي بالانسحاب من الحكومة في حال قبول المطلب الفلسطيني - بان تكون حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية قرب حدود الضفة الغربية وغزة - شرطا للتفاوض.

وقال بينيت "اصرارنا على مبادئنا اتى بثماره."

وأضاف "مع بدء المفاوضات سنصر على مواصلة الحياة الطبيعية وبناء القدس ويهودا والسامرة ...سنشرع في هذه الرحلة بحذر وبعيون مفتوحة. لسنا سذجا."

ولفت معلقون سياسيون اسرائيليون إلى أن حزب البيت اليهودي الذي يتولى وزراؤه حقيبة الإسكان يشكو على مدى أشهر من التباطوء الفعلي في الانشطة الاستيطانية بأوامر من نتنياهو إلا أنه لا يزال في الحكومة.

وفي حال انسحاب الحزب من الحكومة اعتراضا على اتفاق نهائي للسلام مع السلطة فإن نتنياهو قد يتوقع ايجاد بديل وهو حزب العمل اليساري الذي يتزعم المعارضة حاليا.

وقالت شيلي يحيموفيتش زعيمة حزب العمل للإذاعة العبرية في اشارة إلى استعداد نتنياهو لدخول المحادثات المتوقع أن تستمر لأشهر "نتابع هذه التحركات بتفهم ودعم."

حرره: 
ا.ش