المشهد الإسرائيلي الأسبوعي من 10-17 تموز 2013

أولا : المشهد السياسي

- من جديد تناولت وسائل الإعلام أخبارا عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" للمنطقة الأسبوع الحالي،استمرارا لجهوده التي بذلها لأشهر مضت من خلال زيارات مكوكية عقد خلالها اجتماعات ولقاءات مراتونية مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين وبعض قادة دول الإقليم ذات العلاقة بعملية التسوية "الأردنية وتركيا وبعض دول الخليج"،زيارات استحضر خلالها الوزير كيري وسائل الضغط اللازمة والضرورية في وجه كل طرف،وسائل ضغط تهدف إلي جسر الهوة وتقريب الطرفين من البدء بعملية تفاوضية تغير أجواء المنطقة الملتهبة.

- زيارة كيري القادمة والمؤجلة لأسبوع لأسباب عائلية وشخصية،تحمل معها وفقا لكل المعلومات خطة عملية أو لنقل رزمة حوافز للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تمكنه من تحقيق اختراق يعيد الطرفين لطاولة المفاوضات بعد فترة انقطاع استمرت سنوات حكم نتنياهو، الرزمة تتضمن جدولا زمنا لتجميد الاستيطان يبدأ من لحظة بدء أول جولة مفاوضات وكذلك درجة التجميد حيث انه لا يشمل تجميد الاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبيرة التي علي ما يبدو سيتم استبدال مساحتها مع أراضي تحت السيطرة الإسرائيلية قبل عام 1967م ،وكذلك تتضمن الرزمة جدولة للإفراج عن المعتقلين الذين مر علي اعتقالهم أكثر من عشرون عام أي الذين اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو،جدولة تستهدف الإفراج عنهم علي دفعات تكون الأولي مع بداية أولي جولات المفاوضات وقدرت الكثير من الأوساط المقربة من المفاوضات أن عددهم سيكون أربعون معتقلا،يتبعهم دفعات أخري حتى تكتمل القائمة التي تتضمن 103 معتقلين، دفعات أخري مرهونة بالتقدم في المفاوضات، فقد كشفت محافل في واشنطن لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية,عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على إطلاق سراح ما لا يزيد عن أربعين أسيرا فلسطينيا تصفهم إسرائيل "تلطخت أياديهم بالدماء" وذلك قبل استئناف المفاوضات مع الطرف الفلسطيني،وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الموافقة تعد تغييرا جوهريا في موقف نتنياهو, علما بأنه رفض حتى اليوم دفع ثمن بغية إقناع الجانب الفلسطيني بالعودة إلى طاولة المفاوضات،وأشارت المحافل في واشنطن إلى أن نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ينتظران رد الرئيس محمود عباس على هذه المبادرة, التي تتضمن الإفراج عن ما مجموعه 103اسيرا فلسطينيا على مراحل في المستقبل, بعد استئناف المفاوضات،وتوقعت الصحيفة أن يتم إخلاء سبيل الأسرى الأربعين قريبا خلال شهر رمضان, في حال وافق أبو مازن على هذه الرزمة،وسعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإقناع نتنياهو بهذا المقترح بعد رفض الرئيس الفلسطيني أبو مازن مقترحا بالإفراج عن 60 أسير فلسطيني على ثلاث مراحل بالتزامن مع بدء المفاوضات،وجاء هذا النجاح لوزير الخارجية كيري في سياق مساعي الولايات المتحدة إعطاء الرئيس عباس قوة في الشارع الفلسطيني،خاصة أن الإفراج عن 40 أسيرا ممن اعتقلوا قبل أوسلو يعطي زخما جماهيريا للرئيس الفلسطيني خلال شهر رمضان ويسهل عليه العودة إلى المفاوضات،كذلك يسهل الأمر على الإدارة الأمريكية تحميل المسؤولية للرئيس الفلسطيني أبو مازن على فشل المفاوضات حال رفض ذلك ،وكذلك تتضمن الرزمة حزمة إغراءات اقتصادية مقدمة للسلطة الفلسطينية قيل أنها تبلغ الأربع مليارات دولار،علي شكل هبات وأيضا علي شكل مشاريع استثمارية ضخمة في الضفة الغربية تهدف إلي تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين في الضفة الغربية .

 

- زيارة كيري المرتقبة للمنطقة لن تقتصر علي لقاء قادة إسرائيل والقادة الفلسطينيون،فستتضمن الزيارة عقد لقاءات بين كيري وبعض زعما المنطقة حيث ستكون عمان احدي محطاته الرئيسية ليلتقي خلالها مع الملك الأردني وكذلك مع وفد الجامعة العربية التي ذهب لواشنطن وأعلن عن موافقته علي مبدأ تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين،وعن اللقاء المرتقب مع وفد الجامعة العربية أعلن رئيس الجامعة "محمد العربي" أن الوفد سيلتقي كيري ليبحث معه أخر تطور الأوضاع في المنطقة بشكل عام وكلك للاطلاع علي نتائج جهوده جول عملية التسوية والمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي .

- كما كل مره تستقبل الحكومة الإسرائيلية من خلال بعض وزرائها المتطرفين بتصريحات متطرفة تتناقض مع جهود كيري من جانب ومع تصريحات نتنياهو حول إصراره علي المفاوضات وقناعته بحل الدولتين،ففي تصريح يتناقض مع ها الطرح اصدر مكتب نتنياهو تصريحا تضمن نفيه للأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام حول موافقة رئيس الحكومة الإفراج عن معتقلين فلسطينيين،وأضاف المصدر أن نتنياهو يرفض تقديم أي تنازلات لإعادة الجانب الفلسطيني لطاولة المفاوضات،وأضاف مكتب رئيس الحكومة أن خبر إطلاق اسري تلطخت أيديهم بالدماء ليس صحيحا وعلي الفلسطينيين العودة للمفاوضات دون شروط مسبقة،وفي تصريح أخر قال وزير المواصلات الليكودي المتطرف "إسرائيل كاتس" بان حل الدولتين لم يعد  ممكنا، وأعلن عن رفضه لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م، مقترحاً إعطاء المواطنين الفلسطينيين حكماً ذاتياً، بدلاً من إقامة الدولة الفلسطينية،وقال "كاتس" خلال اجتماع للمجلس الاستيطاني "ييشع" إنني أعارض إقامة دولة أخرى بين الأردن والبحر، لم يطرح أبداً أي اقتراح مثل هذا أمام الحكومة التي أنا عضو فيها لأن ذلك غير مقبول وبالذات لسبب واحد وهو أحقيتنا في هذه الأرض،وأضاف، في نظري فإن الحل الوحيد هو إعطاء الفلسطينيين حكماً ذاتياً مع صلة سياسية مدنية مع الأردن،وفصل مدني من غزة ضمن صلة سياسية مع مصر،وخلال نفس الاجتماع قال وزير البناء من حزب البيت اليهودي المتطرف "أوري أريئيل" ،هناك مفاوضات سياسية وأشياء مثل هذه يجب دفنها في بداياتها وإلا فإنها ستتطور وسيصعب علينا إزالتها،إنني أعارض وبشدة التنازل عن أي جزء من أرض إسرائيل .

- من جانبها أجرت وزيرة العدل ورئيسة طاقم المفاوضات "تسيفي ليفني" اتصالا تلفونيا مع الرئيس محمود عباس هنأته فيه بحلول شهر رمضان،وقالت المصادر أنه الاتصال الأول من نوعه بين الوزيرة والرئيس عباس،الاتصال لم يتطرق إلي أي موضوع سياسي وإنما جاء في إطار الاتصالات البروتوكولية.

 

- في حديث موسّع لرئيس جهاز "الشاباك" السابق "يوفال ديسكن" مع موقع "والاه" العبري، حذر من الكارثة التي ستحل على "دولة إسرائيل الديمقراطية اليهودية" في المستقبل غير البعيد، معتبرا أن إسرائيل وصلت تقريبا لنقطة اللاعودة ويمكن تخطت ذلك وأصبح حل الدولتين من خلفنا، ما يطرح عديد التساؤلات عن المستقبل وضرورة البدء في التفكير بالتعامل مع البديل،
وقد نشر الموقع اليوم الجمعة هذا اللقاء المطول والذي تطرق فيه للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتأثيرات المتغيرات العربية وحتى الإسرائيلية على هذا الصراع، منطلقا من النقطة الأساسية بعدم وجود قيادة إسرائيلية وحتى فلسطينية لديها القدرة والاستعداد الحقيقي لإنهاء الصراع، ما يعني سقوط حل الدولتين وعدم إمكانية تطبيق هذا الحل ليس قريبا وإنما يعتقد أن إسرائيل وصلت لنقطة اللاعودة، ولا تستطيع خلال الفترة القادمة العودة إلى المفاوضات وإنهاء الصراع على أساس قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل،ويسهب "ديسكن" الذي ما انفك عن توجيه سهام انتقاداته للطبقة السياسية الحاكمة في إسرائيل وعلي رأسها نتنياهو بعد أن تسرح من الخدمة العسكرية،تصريح "ديسكن" هذا هو واحد من سلسلة تصريحات انتقاديه لأداء الحكومة ورئيسها ،ففي وصفه للقيادة الإسرائيلية وعدم قدرتها على الوقوف في هذا الاستحقاق وعدم قدرة الحكومة الحالية على إخلاء البؤر الاستيطانية المنتشرة في الضفة الغربية، ولا يوجد في المدى المنظور قيادة إسرائيلية قادرة على الوقوف أمام هذا الاستحقاق، ما يعني أن الأمور تتجه نحو دولة واحدة ما بين النهر والبحر، وفي ظل هذا الموقف والذي يؤكد عليه الواقع ليس فقط إسرائيليا وفلسطينيا وإنما أطراف كانت ولا زالت مع مبدأ حل الدولتين لإنهاء الصراع،ويعتمد "ديسكن" في موقفه على تحليل لطبيعة الأحزاب الإسرائيلية ومواقفها وما حصل في الانتخابات الأخيرة من تراجع للأحزاب الرئيسية والتي تعلن موقفا مؤيدا لحل الدولتين، وما حصلت عليه الأحزاب الأخرى والتي لم تعلن بشكل صريح عن مواقفها السياسية اتجاه الصراع مع الفلسطينيين مثل حزب "يوجد مستقبل"، وكذلك حالة الإحباط المتواصل لدى الفلسطينيين وعدم قناعتهم بالمفاوضات وجدواها، مؤكدا بأن حالة الهدوء الأمني التي يتغنى بها البعض الإسرائيلي قد تنفجر أكثر دموية وعنفا في أي لحظة،ويصل في حديثه إلى السيناريو الوحيد الممكن والذي لا يؤيده كونه يشكل خطرا حقيقيا على دولة إسرائيل "الديمقراطية اليهودية"، هذا السيناريو المتمثل بدولة واحدة ما بين النهر والبحر، ولكم أن تتخيلوا المستقبل وتعتمدوا على الأرقام الصادرة عن إسرائيل عام 2010، والتي تقول ان نسبة اليهود ما بين السكان القاطنين ما بين النهر والبحر 53%، ولكم أن تتخيلوا ماذا ستكون هذه النسبة بعد بضعة سنوات،وعليه تطرح العديد من التساؤلات هنا، كيف سنتعامل مع الفلسطينيين في هذه الدولة الواحدة ؟، هل نعطيهم مساواة كاملة وحق الانتخاب والترشح ؟ ، هل نعطيهم حكم ذاتي في المناطق التي يعيشون فيها ويدرون شؤونهم بأنفسهم ؟ ، وماذا سيكون موقف الفلسطينيين داخل مناطق عام 48 ؟ ، وكيف سنتعامل إذا رفض الفلسطينيون الحكم الذاتي وأرادوا المشاركة الكاملة والانتخاب والترشح والمساواة ؟، كيف سنتعامل مع الجدار القائم اليوم وهل سيبقى ونفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين ؟، ماذا سيكون موقفنا عندما يتعامل معنا العالم على أساس أننا دولة "فصل عنصري" ؟،وماذا سيكون مستقبل الدولة الديمقراطية اليهودية؟،
هذه التساؤلات وغيرها يجب التفكير بالأجوبة عليها منذ اليوم وليس كما قال زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بنيت يجب أن نعتاد على الفلسطينيين بعد ضم مناطق "C" للدولة كما نعتاد على "الشظية في المؤخرة"،لأننا بعد فترة لن نستطيع معرفة من هي "الشظية" ومن هي "المؤخرة"، خاصة أنه لا يوجد حل في حال وجود دولة واحدة ما بين النهر والبحر إلا أعطاء الفلسطينيين مساواة كاملة.

 

 

- المشهد السياسي الأخر الذي يرخي بظلال تداعياته علي الأمن والاستقرار الإسرائيلي ،تطورات الأوضاع في مصر،التي تراقبها إسرائيل عن كثب ،تراقبها خشية من ارتداداتها علي مستقبل العلاقات السياسية والأمنية بين البلدين،وكلك حول دور مصر المستقبلي في قضايا المنطقة التي تتداخل فيها المصالح الإسرائيلية،الحكومة الاسرائيلية تراقب تطور الاوضاع عن قرب وبدون اطلاق تصريحات لحساسية الاوضاع وعدم رغبتها بزج نفسها في هذه التطورات،حالة الصمت الرسمية لا تعبر عن حالة الامبالاة او عدم الاهتمام بقدر ما هي حالة فرضتها الظروف وحساسية التدخل الاسرائيلي لعدم اتضاح الصورة بشكل نهائي في مصر,واكثر ما ايع عن التدخل الاسرائيلي ينحصر في الموافقة الاسرائيلية علي تعزيز الجيش المصري لقواته في سيناء من معدات وطائرات كانت ممنوعة وفق الاتنفاقية الامنية في اتفاق كامب ديفيد،لشن حرب واسعة النظاق علي المجموعات الاصولية المتطرفة التي تخشي اسرائيل من شن هذه الجماعات عمليات عسكرية تجاه إسرائيل بهدف توريطها في الدخول في حرب لا ترغب في دخولها .

ثانيا : الملف الداخلي الإسرائيلي

- بدا رئيس حزب الليكود نتنياهو يفقد السيطرة علي حزبه وبدت سطوته باهته ولم يعد يقرر في مصير الحزب ،فلقد اجري الحزب الأسبوع الماضي انتخابات لرئيس اللجنة المركزية للحزب وهو المنصب الأكثر تأثيرا من ناحية قدرة رئيس اللجنة المركزية من التأثير علي التصويت داخل اللجنة المركزية في القضايا السياسية والحزبية الداخلية وكذلك قدرته علي الحد من قوة رئيس الحزب وتشكيل لوبيات مناهضه له ،فاز في هذا المنصب الحساس احد أعضاء الحزب من التيار الأكثر يمينه وهو احد الصقور الشباب "داني دانون" نائب وزير جيش الاحتلال ،"دانون" دخل الانتخابات بتصريحات أرقت نتنياهو عندما صرح انه يعارض حل الدولتين وان نتنياهو لا يستطيع تمرير مثل هذا الموقف داخل أروقة الحزب،دانون كرئيس للجنة المركزية سيصعب علي نتنياهو من طرح أي مشروع سياسي يتضمن حل الدولتين .

- لهذا السبب ولفقدان سيطرته علي مؤسسات الحزب الذي بات ينحو اتجاه اليمين المتطرف ألغى رئيس الحكومة الإسرائيلية مساء أمس الخميس وبشكل مفاجئ مشاركته في مؤتمر الليكود الذي كان قد انعقد مساء أمس، وكان من المفترض أن يلقي الخطاب المركزي في المؤتمر،وأشارت القناة العاشرة الإسرائيلية إلى أن إلغاء مشاركة نتنياهو تأتي بعد أن لم يعد قادراً على إمساك الخيوط في مؤسسات الحزب في أعقاب الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، في حين قرر نتنياهو عدم إلقاء كلمته بعد أن قررت "محكمة الليكود" تأجيل التصويت على قضيتين مركزيتين،وجاء أنه كان من المفترض أن يخول أعضاء المؤتمر مركز الليكود، الهيئة الفاعلة بين المؤتمر والثاني، صلاحية اتخاذ قرارات بشأن الدستور بأغلبية عادية وليس بأغلبية نسبية،وبحسب ما جاء في القناة العاشرة، فإن الحديث يدور عن قرار كان سيمنح مركز الليكود ورئيسه نائب وزير جيش الاحتلال "داني دانون"، قوة كبيرة مقابل نتنياهو في قضايا مختلف عليها في داخل الحزب، مثل الوحدة مع "إسرائيل بيتنا"،أما القرار الثاني الذي كان يفترض أن يتخذ اليوم فهو تحديد موعد الانتخابات لمؤسسات الحزب، إلا أنه تقرر أنه لا يمكن إجراء الانتخابات إلا بعد الانتخابات البلدية التي ستجرى في أكتوبر المقبل من العام الحالي،وبحسب مصادر في الليكود فقد كان من المفترض أن يتحدث نتنياهو في كلمته عن قرارات مهمة،إلا أن تأجيل القضيتين جعله يحجم عن المشاركة في نهاية الأمر،تجدر الإشارة إلى أن فوز دانون برئاسة مركز الليكود يجعله قادراً على التحكم بتغيير دستور الليكود ومنع الوحدة مع "إسرائيل بيتنا"، ويصعب على نتنياهو المصادقة على اتفاقيات سياسية مستقبلية

 - ما بحدث في الليكود اليوم،يعيدنا للخلف عندما كان "ارئيل شارون" رئيسا للحكومة ورئيس حزب الليكود،فلقد انقلب الحزب علي شارون عندما تبني فكرة الانطواء التي تتضمن انسحاب جيش الاحتلال من غزه وإخلاء المستوطنات،انقلب الحزب علي رئيسه بزعامة المنافس في ذاك الوقت "نتنياهو" عندما شكل لوبي معارض لخطة شارون ،لوبي جرد شارون من عناصر قوته وبات حزبه هو الحزب المعارض لخطته السياسية،وعلي أثرها خرج شارون من الليكود وشكل حزب "كاديما" ليكتسح الانتخابات بأغلبية ساحقة،إلي أن أخرجه المرض من الحياة السياسية برمتها،ويتفكك كاديما بين أقطابه الذين جمعهم شارون بشخصيته القيادية،نتنياهو سيواجه نفس المصير،فالحزب ومؤسساته وبتركيبته اليمينية المتطرفة لن تمكن نتنياهو من التوصل لحل علي أساس حل الدولتين،ولن يبقي أمام نتنياهو من خيارات إلا ،إما الخضوع للأغلبية اليمينية المهيمنة علي مؤسسات الحزب،وهذا يعني عدم استمراره في عملية تفاوضية تنتهي بالتوصل لحل يقوم علي أساس حل الدولتين، وإما الخروج من الليكود وتشكيل حزب جديد يخوض من خلاله مفاوضات سياسية جادة،أو الاعتماد علي أحزاب الوسط واليسار" حزب العمل وحركة ميرتس" عند إجراء التصويت علي الاتفاق في الكنيست .

 

- حزب العمل لا يختلف وضعه كثيرا عن حزب الليكود،فلقد خضعت زعيمة الحزب "شيلي يحموفيتش" لمطلب الأغلبية في الهيئات القيادية لتقديم موعد إجراء انتخابات اللجنة المركزية وانتخاب زعيم الحزب، "يحموفيتش" أعلنت عن تقديم موعد الانتخابات وهي غير راغبة في هذا الاقتراح لكنها أرغمت عليه،قادة من الحزب أعلنوا أنهم سينافسونها علي زعامة الحزب من خلال تحميلها مسؤولية الفشل في الانتخابات وتراجع شعبية الحزب الجماهيرية ،التقديرات تشير إلي أن يحموفيتش لازالت تمسك بزمام الأمور في الحزب وليدها قاعدة عريضة ربما تمكنها من الفوز برئاسة الحزب مرة أخري .

ثالثا : الملف الأمني

- أعلن جيش الاحتلال عن خطة تقليص في مصروفاته طالت تقليص العديد من فروع الجيش وكافة أسلحته البرية والبحرية والجوية،وحافظ فقط جهاز الاستخبارات علي ميزانيته بل وزادت عن السابق، تقليصات طالت تفكيك كتائب برية مشكلة من جنود الاحتياط،وكذلك تقليص تدريب الطيارين وتقليص الطلعات الجوية،وكذلك طالت التقليصات شراء قطع بحرية وعدم شراء المزيد من بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ.

 

- رغم هذه التقليص العميق قال وزير جيش الاحتلال "بوغي يعلون" عن خطته الجديدة للجيش الإسرائيلي، بالقول،إن معارك جيش قبالة جيش، مثلما حصل في الحرب عام 1973، تتضاءل تدريجيا، وأنه بعد سنوات قليلة سيكون هناك جيش إسرائيل آخر،واعتبر يعالون الخطة على أنها "ثورية،وقال يعالون في تصريحات صحافية له مساء أمس الخميس في ظل تغير التهديدات، وفي أعقاب القدرات التي طورها جيش الاحتلال،فقد توصلنا إلى نتيجة أنه يجب إجراء إصلاحات مهمة، وعدم رهن المستقبل بالحاضر،وفي حديثه عن تقليص التدريبات والنشاطات العملانية للاحتياط، قال إن هناك مخاطرة على المدى القصير، ولكن ذلك لا يمس بتعزيز قوة الجيش على المدى البعيد،وتطرق يعالون إلى حجم المخاطر في أعقاب تطبيق الخطة التي تشتمل على خفض ملموس في حجم المعدات الثقيلة للجيش، قال إن ذلك يتم بمسؤولية، ويشتمل على الاستثمار في الوسائل القتالية وفي الأجهزة التي تساعد الجيش على مواصلة الحفاظ على فجوة تكنولوجية كبيرة مقابل الدول والمنظمات المحيطة بإسرائيل،وأشار أيضا إلى أن الأولويات موجهة إلى الاستخبارات والتسليح الدقيق (الجوي والبري) والتصنت والدفاع الفعال والحرب الإلكترونية، مضيفا أن هذه الخطوات ستنفذ انطلاقا من إدراك أن ميادين القتال الحالية والمستقبلية تختلف تماما عما عرفتها إسرائيل في الماضي،وقال أيضا إن التكنولوجيا تستخدم وتتلائم مع الواقع الجديد، مضيفا أن المستقبل المنظور قد يقود إسرائيل إلى مواجهات ستحسم من خلال التفوق التكنولوجي للجيش في الجو والبحر والبر، وبأقل معدات ثقيلة، وباستخدام معدات متطورة وغير مأهولة توفر تفوقا ملموسا على كل عدو،وبموجب الخطة التي وضعتها قيادة أركان الجيش، والتي لا تزال بانتظار مصادقة المستوى السياسي، فإن الجيش سيغير من نظريته القتالية ومن حجمه، بحيث يتقلص بشكل كبير،الأمر الذي سيبدو في تغيير طريقة نشاط الكتائب النظامية والاحتياط، وتغيير تركيبها.،وفي ها الصدد أيضا حذر قائد سلاح الجو السابق "عيدو نحوشتان" من المساس بتدريبات الطيارين وذلك في إطار التقليصات على ميزانية وزارة الجيش، معرباً عن أمله في أن تبقى ميزانية سلاح الجو دون مساس من أحد،وفي محاولة منه لتهيئة الأجواء بين الجيش ووزارة المالية قال "نحوشتان" في مقابلة تلفزيونية تم بثها على القناة العاشرة ،إن التغيرات في جيش الاحتلال تحدث بمسئولية كاملة من خلال تقديرات الرأي العام،ولفت القائد العسكري السابق إلى أن الميزانية بشكل عام تمثل أولوية عالية في كافة المجالات، كما أنها تأخذ بالحسبان النظرات الأخرى سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأمنية منها، مشيراً إلى أن إدارة الميزانية في تلك التخصصات يتم بتفكير سليم ومسئولية، على حد تعبيره،وتطرق "نحوشتان" إلى نقطتين مهمتين بحسبه تمسان في جيش الاحتلال الأولى التغيرات الحاصلة فى منطقة الشرق الأوسط والمتمثلة بعدم الاستقرار في البلدان المجاورة ما سيلزم الجيش بالتفكير من جديد في هيكلية الجيش،أما الأمر الآخر والمتعلق في ميزانية الجيش والتقليص في عدد كبير من دوائره ووحداته القتالية، لافتاً إلى أن جميع المسئولين في "إسرائيل" يجب أن يفهموا إلى أين تذهب الميزانية، مؤكداً على أن ميزانية الأمن بحسب تعبيره ستذهب للاستثمار في المستقبل لأنها من أكبر أولوياتنا،وأعرب قائد سلاح الجو السابق عن قلقه إزاء ما يحدث من تغيرات في المنطقة ما سيؤثر سلباً على أمن "إسرائيل"، معتبراً أن ذلك تهديد كبير للجيش الإسرائيلي يتوجب الحذر منه،وأوضح أن الاستثمار في جهاز الاستخبارات لم يتم المساس به وأنه يعمل بكل دقة وحرفية، معرباً عن أمله من أن يعمل جهاز الاستخبارات على تطوير ذاته، أما في وحدات التكنولوجيا والدفاعات الجوية فقد أشار إلى أن هناك هبوطاً في قوة العمل بداخلهما، مشيراً إلى أن هناك جوانب أخرى نلمس بها تطوير في الجانب العسكري،وعلى الرغم من ذلك إلا أن "نحوشتان" قد أوصى بعدم المساس في منظومة التدريبات الخاصة بجيش الاحتلال، مشيراً إلى أنه وفي حرب لبنان الثانية عرفنا أننا لا نستطيع الإمساك بأطر غير مؤهلة،ولفت إلى أن هناك متغيرات كبيرة قد تحدث أثناء المعركة، مشيراً إلى أن هناك خطر حقيقي يتمثل في ضعف أنظمة الدول المجاورة لنا وتقوية الجماعات المسلحة المعادية لنا.

- أما علي الصعيد العملياتي فقد كشفت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية ، أن الضربة التي نفذتها "إسرائيل" ضد مستودعات الأسلحة السورية في مدينة اللاذقية قبل أيام قليلة، تمت من البحر بواسطة غواصة "دولفين" وليس من الجو عبر سلاح الجو، كما جرت العادة في ضربات سابقة، وأن الضربة تمت بتنسيق محكم مع الولايات المتحدة الأمريكي،وأفادت الصحيفة بأن تلك الضربة هي الأولى التي ينفذها سلاح البحرية الإسرائيلي منذ بداية الأزمة السورية وأنها استهدفت شحنة صواريخ يبلغ  عددها 50 صاروخاً من طراز "ياخنوت p800 " وهي صواريخ مضادة للسفن تم نقلها إلى سوريا قبل بضعة أشهر فقط.

وكانت شبكة CNN قد نقلت،عن مصادر رسمية أمريكية قولها إن دوي الانفجاريات التي سمعت في ميناء اللاذقية في سورية في الخامس من الشهر الجاري كانت نتيجة عن غارة جوية إسرائيلية، إلا أنها تبينت لاحقاً أنها من قبل سلاح الغواصات ،ووفقاً للتقرير الصادر عن صحيفة التايمز فقد أطلقت أسطول الغواصات الإسرائيلية ألمانية الصنع صواريخ من نوع كروز على مخبأ للأسلحة حيث تم سماع دوي الانفجارات والتي هزت المنطقة التي توجد بها تلك المستودعات، من جانبها اعتبرت إسرائيل هذه التسريبات تعتبر مشكلة ومصدر قلق، معبره عن اعتقادها بأن الأسد بإمكانه في أي لحظة أن يرد بشكل محدود، وقالت مصادر أمنية إسرائيلية، يوجد في سوريا مئات القذائف والصواريخ الموجهة إلى "إسرائيل" وهي تحت سيطرة النظام وجزء منها بمقدوره الوصول للجولان وجزء أخر إلى وسط "إسرائيل"،وتابعت المصادر قولها بإمكان الأسد أن يصدر أوامر بإطلاق صاروخين أرض أرض تقليديين لشمال "إسرائيل" مما قد يسفر عن ضرر لنا وذلك سيؤدي إلى مشكلة وهي كيف سترد "إسرائيل"، وقالت المصادر أنه في المرتين السابقتين جاءت التقارير من مصادر أجنبية وجاء التأكيد من مسئولين أمريكيين من البنتاغون، لافتاً إلى أنه عكس الهجمات السابقة فان السوريين يثقون هذه المرة أن ما حدث في اللاذقية كان هجوم إسرائيلي .

- وفي اطار متابعتها لما يجري في الجبهة الشمالية قال مصدر عسكري إسرائيلي أن حزب الله متواجد استخباريا في الجولان السوري ويقوم بجمع معلومات وعمليات رصد واستطلاع على القوات الإسرائيلية، قائلاً،هذا التواجد لا يرقى حاليا لمستوى التحذير لكننا ندرك أهدافهم ونواياهم،وأضاف المصدر الذي لم يكشف عن هويته، قائلاً منذ تهديد نصر الله الذي أطلقه في شهر أيار الماضي بتحويل الجولان إلى جبهة ثانية،تم إرسال المزيد من الكتائب والسرايا العسكرية والدبابات للجولان التي بات لحزب الله فيها تواجدا معروفا لدينا،إلى ذلك أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، ان جيش الاحتلال عزز خلال الفترة الأخيرة من قواته في الجزء المحتل من الجولان على طول الحدود مع سوريا وقام بنقل دبابات واليات لهذا الغرض،وفي ذات الشأن قالت صحيفة "هآرتس"،إن رئيس أركان جيش الاحتلال "بني غنتس" قرر خلال الأسبوع الجاري إقامة "شعبة لوائية" خامسة في الجيش قريباً، تعمل في الجولان السوري،وذلك بهدف صد عمليات من الجانب السوري لخط فصل القوات، وستكون هذه الشعبة تحت إمرة الرائد "أوفك بوخريس"،وأشارت الصحيفة إلى أن "عصبة غاعاش، الشعبة 36" هي المسؤولة عن الجولان في جيش الاحتلال الآن، والتي تعتبر من أكبر الشعب في الجيش، وهي إحدى شعب المدرعات النظامية،وأضافت أن "غنتس" معني بأن يتركز عمل "الشعبة 36" على مهمات أخرى، وأن الجولان الذي تحول إلى جبهة نشطة بسبب الحرب الأهلية في سورية، وعمليات الجيش والمعارضة في القنيطرة والقرى الحدودية الأخرى، بحاجة إلى قيادة جديدة تتركز في الأمن الجاري،وأشارت الصحيفة إلى أن الشعب اللوائية في الجيش تنتشر على الحدود مع لبنان، وفي النقب، وقبالة قطاع غزة، وفي الضفة الغربية،كما أشارت إلى أنه خلال المداولات في هيئة أركان الجيش جرى التعبير عن مخاوف من تشكيل هذه الشعبة الجديدة، التي تصل تكلفتها إلى 200 مليون شيكل، خاصة وأن ميزانية الجيش قد جرى تقليصها. إلا أن "غنتس" حسم المسألة وطلب بدء العمل بتشكيلها.

- أما في الجبهة الجنوبية ،فان ما يجري في مصر وسيناء والجبهات الاخري ، يثير القلق لدي المؤسسة السياسية والعسكرية في إسرائيل ففي هذا الشأن قال وزير الأمن الإسرائيلي "موشي يعالون" مساء أمس الثلاثاء، إن عدم الاستقرار في مصر يلزم جيش الاحتلال "بالبقاء في حالة يقظة إستخباراتية وعملياتية، وفي مؤتمر نظمته جامعة تل أبيب، بمناسبة مرور 40 عاما على حرب 1973، قال يعالون إن الأحداث في مصر وسوريا ولبنان هي أحداث تاريخية يجب فهمها بعمق ولن تنتهي في الوقت القريب،وأضاف ،إن في مصر يوجد ثورة وثورة مضادة، وإن حالة عدم الاستقرار التي لا يمكن معرفة نهايتها تلزم الجيش بالتيقظ من الناحيتين الاستخبارية والعملياتية، وتلزم المستوى السياسي أيضا باليقظة التامة،وحول الوضع في سوريا قال يعالون إن "هناك حربا أهلية سقط فيها حتى الآن نحو 100 ألف قتيل، ولا أعرف كيف ستنتهي.. هذه الحرب عبرت الحدود إلى لبنان". وادعى أن إسرائيل لا تتدخل، وأن ما يحصل هو حدث تاريخي ذور أهمية كبيرة لن ينتهي قريبا،وفي حديثه في الشأن الفلسطيني قال يعالون "يجب ألا ننظر إلى الأمور بمصطلحات أبيض وأسود فقط، وإنما الرمادي أيضا". مضيفاً :" أن هناك تهديدات وفرصا أيضا وآمل أن تعرف إسرائيل كيف تستغل ذلك، وأقترح على إسرائيل معرفة كيفية التعايش في واقع فيه قضايا غير محلولة،وفي نهاية كلمته قال يعالون،يجب أن نعرف كيف نعيش مع التحديات باعتبار أننا لا تستطيع حل القضايا الآن، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي سيشغلنا لفترة ليست قصيرة .

 

 

حرره: 
م.م