ريم تلحمي: لست مغنية طرب وأساليبي متعددة

تغني لغزة المرأة، غزة البحر غزة الأنا والأنا الأخرى
ريم تلحمي: لست مغنية طرب وأساليبي متعددة
حاورتها: عناية جابر
هل هذه زيارتك الأولى إلى لبنان؟
^ في الحقيقة هي زيارتي الثانية، الأولى كانت في حفل في ذكرى مجزرة تل الزعتر في بيت الدين مع كورال المعهد الوطني الموسيقي.
بالإضافة إلى تلبيتك دعوة الزميل وهبي إلى حلقته، لماذا لم تعملي على التحضير لحفل في لبنان حالياً؟
^ هذه الفترة ليست مناسبة لي لإقامة مثل هذا الحفل الذي تقترحين، فأنا انتهيت للتو من إطلاق ألبومي الجديد (يحملني الليل) كما أعمل على التجهيز لعرض غنائي كبير يفارق الصورة النمطية المتعارف عليها في الحفلات الكلاسيكية، يعني خارج إطار مطربة وفرقة كما هو معروف ومتداول.
ما الذي تريدينه بالضبط وما هو الإطار الذي تقترحينه؟
^ «مش عارفة». حتى اللحظة الصورة ما زالت غير واضحة بالنسبة إليّ. أنا ابنة مسرح وأتيت من المسرح لذلك تجدينني ممتلئة حماسة إلى شكل مغاير للذي يعرض حالياً، وآمل من الجمهور أن يكون مستعداً لتقّبل أكثر من شكل، بل لتقّبل كافة الأشكال التي تعرض عليه. الفن الذي أقدمه غير تجاري، ورغم تأكدك من ان جمهورك أتى ليستمع إلى مادة غير سوقية وغير ركيكة، إلا انه يبقى مع ذلك جمهوراً قليل العدد، بل ويتناقص مع الوقت. أنا لست مغنية طرب، لذلك أريد ان أقدّم أكثر من أسلوب ولست قلقة في تحديد أسلوبي. قدمت سابقاً أكثر من أسلوب وعندي أبداً تلك الرغبة في مفاجأة الناس بأساليب جديدة.
بماذا تساعدك نشأتك المسرحية؟
^ المسرح يتيح لي أن ألبس شخصية وأعيشها وأدخل في تفاصيلها. غنيت في المسرح في إنتاجات مسرحية كنت عملت فيها كممثلة.
بماذا تصنفين نوع الغناء الذي تؤدينه؟
^ الموسيقى المصاحبة لغنائي هي موسيقى حديثة، حتى نقدر أن نطلق عليها موسيقى فلسطينية آنية، تعتمد على الموروث الفلسطيني التراثي من جانب، ومن جانب آخر تجمع كل التجارب الموسيقية العربية التي أثرت بشكل أو بآخر في أدائي مثل التجربة المصرية، واللبنانية خصوصاً التي هي أقرب إليّ لأني بنت الشمال الفلسطيني، كما ان فيروز أقرب لذائقتي من أم كلثوم، بمعنى ان صوتي وأدائي أقرب إلى الصوت والأداء الفيروزيين.
سمعت لك «يا قدس وين الروح» باد فيها الأداء الأوبرالي، من أين تأتى لك ذلك؟
^ تأتى فعلياً من دراستي للموسيقى الغربية وتقنيات الأداء العربي. أرى ان الناس يمكنها ان تصنّف صوتي على انه أوبرالي، لكنني أبحث عن اللمسات والنبرات والأماكن الشرقية في صوتي، وهي تعتمد على أثر المكان وأثر الأصول التي لنا. الغناء الكنسي (بما أني روم كاثوليك) أثّر في صوتي وفي إبراز الجوانب الغربية التي كانت مؤثرة في تراتيلنا عندما كنا أطفالاً.
«يحملني الليل»
أين أنتِ من هذا التأثير؟
^ أنا روحي متعلقة أكثر بالشرقي، لكن كما قلت لكِ دراستي كانت موسيقية غربية، وأعمل على دراسة شرقية حين يتاح لي الوقت.
كلمينا عن ألبومك الأول الصادر حديثاً؟
^ ألبومي الجديد «يحملني الليل» هو أولى الانتاجات التي تحمل اسما شخصيا على الرغم من مسيرتي الغنائية الطويلة. كنت أشارك سابقاً في انتاجات لزملاء لكن هذا العمل الراهن هو عملي الخاص الذي اهتممت بكل تفاصيله، فأنا التي اخترت الشاعر خالد جمعة من غزة كاتب كلمات كل الألبوم، والملحن سعيد مراد من القدس وهو الموزّع لكل الأغاني، بالإضافة إلى عازفين من القدس وكافة فلسطين.
المميّز في تفاصيل العمل، انه بداية كان يتم النقاش عنه عبر السكايب لصعوبة الحصول على تصاريح لدخول غزة أو الخروج منها كما حصل مع الشاعر خالد جمعة ولكن مع الوقت بدأت الأفكار تتوضح عن مدينة غزة وانكشفت مدينة مليئة بالفرح والأمل والحب والجمال، وبدأ عشقي لهذه المدينة يتجدد، وتحولت إلى مسار عملي والأفق الذي أحبه فانكتبت أغاني تصف غزة الأخرى، غزة المرأة، غزة البحر، غزة الأنا والأنا الأخرى، وبدأت الألحان تأخذ شكلها من جمل بسيطة تحمل معاني عميقة وتبحث في فضاء آخر بعيد عن الدم والشهداء. بعد 14 سنة حين حصلت على تصريح لدخول غزة قدرت أن ألمس تفاصيل الأشياء التي كنت اشتغل عليها للألبوم، فأصبحت أشياء ملموسة وحقيقية أكثر.
هذا الألبوم حملني لغزة، لإمكانية تغيير شكل مدينة. حملني للرفض، وللإيمان الشديد برفض إقصاء غزة وحصارها، وأصبحنا نريد كسر الحواجز، وكلها قابلة للكسر. في غزة، المكان يكرس الحياة والجمال.
على ماذا تراهنين في ألبومك الجديد؟
^ أراهن على ثقافة النور ضد ثقافة الظلام. أراهن على سمعتي في الغناء، وأراهن على انفتاح الناس نحو المختلف والحميمي، كما أراهن على قوة الكلمات وعلى قوة اللحن، وطبعاً... أراهن على صوتي الذي لا يزال عنده بحار كثيرة يخوضها.