بالصور ..رمضان في غزة..أسواقٌ مليئة بالمتفرجين!

غزة/ سناء كمال – خاص زمن برس

لم تحرم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وازدياد معدلات الفقر، أهله من التمتع بالأجواء الرمضانية حتى وإن اقتصرت على المظاهر فقط، وخلت من الكثير مما كانوا معتادين عليه في السنوات الماضية، كالتسوق يوميا وشراء الفوانيس للأطفال، وصلة الرحم في الأيام الأولى من الشهر المبارك بسبب محدودية الدخل.

سوق الزاوية "سوق القيسارية" هو أشهر أسواق القطاع القديمة، يعج بالآلاف من المواطنين يوميا في شهر رمضان، فلا يكاد الزائر له يستطيع السير من كثرة الزحام، وأصوات الباعة تنادي على بضاعتهم علهم يجدون مزيدا من المشترين.

غير أن أغلب المواطنين يرتادون السوق فقط لتلبية رغبة تأصلت فيهم في مثل هذه الأيام، أو لابتياع الاحتياجات الأساسية تاركين ما هو ثانوي لغير يوم، حين تكتمل جيوبهم بالنقود.

المواطنة أم محمد (50 عاما) مصرية الأصل وتسكن قطاع غزة، تشتكي سوء الأحوال الاقتصادية، وتقول لزمن برس: "الأحوال صعبة للغاية وليست كما كانت بالسابق، حيث الوضع الاقتصادي صعب ويسوء يوما بعد يوم خاصة في ظل إغلاق الأنفاق وزيادة البطالة".

وأضافت: "كثير من الناس الذين ترونهم في السوق يأتون فقط لتلبية عادة يمارسونها على مر سنوات طويلة، ولكنهم لا يبتاعون إلا الأغراض الأساسية وليست الثانوية كالفوانيس وألعاب الأطفال".

وكان بجوار الحاجة أكياس مليئة ببعض الخضروات كالباذنجان والبطاطا والطماطم، دون أي نوع يذكر من اللحوم التي يعتاد عليها الغزيون من أجل موائدهم الرمضانية المشهورة  بتنوع الأكلات على المائدة الواحدة.

البائع ممدوح المزين (41 عاما) قال لزمن برس إن الناس متواجدون بكثرة في السوق يوميا، خاصة بعد فترة العصر، ولكنهم يأتون له لمشاهدة معروضات السوق، وربما مجادلة التجار حول الأسعار، تاركين محالهم دون شراء شيء.

ويرجع المزين السبب إلى إغلاق المعابر الأساسية للقطاع، وكذلك الأنفاق التي تهرب من خلالها البضائع على خلفية الأحداث في مصر، إضافة إلى محدودية الدخل التي تزداد سوءا يوما بعد يوم على حد تعبيره.

في حين أن أكثر التجار المستفيدين – وإن لم تكن بالشكل المطلوب – فهم العطارون فسوقهم يسير بسرعة فائقة في رمضان.

العطار أبو حازم الحلو (70 عاما)، لم يستطع أن يتحدث إلينا لكثرة الزبائن، وأوضح أن هذه الأيام الأكثر مبيعاً خاصة وأن ربات البيوت يحتجن إلى الكثير من البهارات لموائدهم الرمضانية، وكذلك التمور التي يستخدمنها في إعداد القطايف وبعض الحلويات الرمضانية.

وفي إحدى زوايا سوق الزاوية يكتظ الناس على بائع القطايف أبو محمد مدوخ، المشهور بتقنية صناعته لعجينه القطايف، ولكن حين يخيرون أنفسهم بينها وبين الأساسيات يبتعد عدد منهم مفضلين الأساسيات عليه.

أبو أحمد صيام (30 عاما) طلب منه طفله أن يشتري له كيلو قطايف، لكنه لم يستطع أن يلبي لابنه مطلبه لعدم توفر المال الكافي له، مفضلا تأجيله ليوم آخر.

البائع مدوخ يقول لزمن برس:" في الماضي لم نكن نستطع أن نلبي طلبات كافة المواطنين لكثرة المشترين، أما هذه الأيام بالكاد يطلب منا الزبائن كميات من القطايف، حيث نبيع النصف كيلو وأحيانا أقل من ذلك، وإن زادت عدد الكيلوات لا تتعدى الكيلو والنصف".

ويشهد قطاع غزة ركودا  اقتصاديا هو الأصعب منذ سنوات، كما أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر معين رجب لزمن برس، وأن ما يتم توريده إلى قطاع غزة لا يتعدى المواد الاستهلاكية والغذائية، وهو لا يؤثر على الاقتصاد العام.

وأوضح رجب أن الغزيين يعيشون حياة اقتصادية صعبة للغاية على الرغم من ظهور بعض الأنماط الاستهلاكية الجديدة، من خلال افتتاح مراكز التسوق الضخمة التي توفر العديد من البضائع المستوردة، لكنها تبقى باهظة الثمن وتقتصر على فئة محدودة من المجتمع.

ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل تفرض حصارا مشددا على قطاع غزة منذ سبع سنوات، ويزداد شدته بين الفينة والأخرى حسب التغيرات في المنطقة.

حرره: 
ز.م