رغم انقسامهم بسبب الأحداث الغزيون زينوا الشوارع بالفوانيس كأهل المحروسة

غزة: على وقع الأحداث العاصفة التي تضرب مصر منذ مطلع الشهر الجاري عقب تنحية الرئيس محمد مرسي، يستقبل سكان قطاع غزة المحاصر شهر رمضان بأزمات، أفقدته الطعم والنكهة المصرية التي كانت حاضرة خاصة في أسواقه الشعبية.

السكان الغزيون وعددهم يفوق الـ 1.7 مليون نسمة، عودتهم سنوات الحصار الإسرائيلي باللجوء إلى مصر كبديل في سد الاحتياجات الخاصة فترة المواسم والأعياد، ومن بينها موسم التسوق في شهر رمضان.

فعلى وقع أحداث مصر، وما نجم عنها من تشديد الرقابة على حركة تهريب السلع عبر الأنفاق المقامة أسفل الحدود، وما تلاها من إغلاق معبر رفح البري المخصص لتنقل السكان لليوم الخامس على التوالي، تأثر بشكل كبير القطاع الساحلي، فلم تر تلك البضائع الرمضانية المصرية المشهورة، كبعض أنواع الأجبان والحلويات إلا بشكل قليل، سرعان ما نفدت من الأسواق لعدم التمكن من إدخال باقي الكميات المطلوبة من الأنفاق.وستحرم عملية إغلاق معبر رفح البري العديد من الأسر الغزية من الجلوس مجتمعة على مائدة الإفطار، بعد أن تقطعت السبل في أعداد كبيرة من المسافرين، خاصة ممن علقوا في مطارات مصر، وينوون جميعهم الوصول إلى عوائلهم في غزة قبل دخول الشهر الفضيل، ‘لا اعلم كيف سأقضي الصيام بلا أمي وأبي، وكيف سنصوم ونفطر بدونهم’، تقول زهرة أحمد وهي فتاة احتجز والداها في المملكةالسعودية كغيرهم من المعتمرين بسبب إغلاق المعبر. ولم تسمح عملية إغلاق معبر رفح وإغلاق مطار العريش لمئات المعتمرين من قطاع غزة من العودة لمنازلهم، كذلك حال الإغلاق دون خروج مئات آخرين لأداء عمرة رمضان الأثمن والأغلى عند المسلمين، ولا يوجد موعد محدد من قبل السلطات المصرية لإعادة فتحه من جديد.

وهناك بحسب مسؤولين في غزة العديد من المرضى الذين ينوون العلاج بالخارج، إضافة إلى أصحاب الاقامات في الخارج الذين أثر عليهم إغلاق المعبر بشكل سيء حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي.

ومن تجليات تأثر غزة بأحداث مصر، الوقود المهرب الذي فقد منذ اليوم الأول للأزمة، وانعدامه أثر على حركة المواصلات داخل القطاع، بعد أن توقفت العديد من المركبات عن العمل، وستتجلى أزمة المواصلات هذه بشكل كبير في شهر رمضان، الذي تكثر فيه زيارات الأهل، وسيكون لها مردود عكسي في ساعات فصل ووصل التيار الكهربائي، إذ أعلن عن جدول جديد في رمضان، سيجعل انقطاع التيار الكهربي لساعات أطول. وجعل الحصار الإسرائيلي المفروض على سكان قطاع غزة منذ أكثر من ست سنوات، من مصر الرئة الوحيدة التي يتنفس منها المحاصرون ذلك الهواء الذي حرمتهم منه إسرائيل، فاستعانوا للحصول على البضائع التي منع دخولها من المعابر الرسمية بموجب الحصار، بتهريبها عبر الأنفاق، وأهمها مواد البناء والمواد الخام والوقود الذي يجلب لغزة بثمن قليل.

ووسط الإنذارات بحدوث أزمات إنسانية وصحية بسبب إغلاق الأنفاق التي تمر منها السلع والمواد الخام والوقود المستخدم في القطاع، حرص السكان على متابعة أحداث مصر أولا بأول، وكالعادة انقسموا بين فريقين واحد مؤيد لقرارات الجيش، كان أغلب أعضائه من أنصار فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والفريق الآخر من أنصار حركة حماس ويعارض تنحية مرسي، وكلا الفريقين يظهر آراءه بشكل كبير على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وحاولت غزة الخروج بمظهر الشهر الجميل، فزينت شوارعها وبيوتها بفوانيس رمضان، محافظة بذلك على عادة جديدة استقدمتها من مصر المجاورة، وستنتظر بحسب ما قال أحد السكان ساعات وصل التيار الكهربائي لتضيئها ابتهاجا بشهر الصيام.

حرره: 
م . ع