المشهد الإسرائيلي الأسبوعي من 2-9 تموز 2013

أولا : المشهد السياسي

- رغم انشغال الإدارة الأمريكية ودوائرها المتخصصة بالشرق الأوسط،وانشغال العديد من العواصم الدولية والإقليمية ومنها اتل أبيب،بالأحداث التي تعصف بمصر ودراسة وتحليل انعكاسها علي مجمل الأوضاع السياسية والأمنية علي منطقة الشرق الأوسط والعالم،إلا أن وزير الخارجية الأمريكي"جون كيري"وفي غمرة هذا الانشغال،عاود الإعلان عن زيارة مرتقبة له للمنطقة وتحديدا لإسرائيل ورام الله وعمان،لدفع عملية التسوية في المنطقة،وفي مسعى منه لإحياء المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة من جديد،زيارة كيري القادمة تثير الكثير من التساؤلات بعد ما صرح به قبل مغادرته مطار "بن غوريون" بان تقدما ما حصل في تقريب وجهات النظر بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني مع وجود بعض القضايا التي تحتاج إلي مزيد من البحث والوقت ،والسؤال الكبير هنا الذي يسبق هذه الزيارة المرتقبة ،هل استطاع كيري جسر الهوة في مواقف الطرفين بما يمكنه من الإعلان عن بدء المفاوضات المباشرة ؟.

- من الواضح أن كيري لم يستسلم ولا زالت لديه العزيمة والإصرار كي يستمر في جهوده للتوصل إلي وضع يعلن فيه عن بدء المفاوضات المباشرة، لهذا ابقي بعد مغادرته المنطقة كبير مستشاريه لشون المفاوضات والسلام "فرانك لونشتين" ليواصل مساعيه بالتنقل بين رام الله وتل أبيب في زيارات مكوكية ،حيث عقد اجتماعات مطولة وشبه يومية مع الجانب الإسرائيلي ممثلا "بتسيفي ليفني" وزيرة العدل الإسرائيلية ومسئولة ملف المفاوضات إلي جانب مستشار نتنياهو الخاص"اسحق مولخو"،ومع الجانب الفلسطيني ممثلا بصائب عريقات مسئول ملف المفاوضات في الجانب الفلسطيني،والسؤال الذي يبرز هنا ،هل استطاع أن يحقق مستشار الوزير "جون كيري" ،"لونشتين" من خلال لقاءاته واجتماعاته المكوكية من جسر الهوة بين الطرفين؟هل تمكن من حل النقاط العالقة التي كانت تحول دون بدء المفاوضات ؟؟، هل استطاع المستشار الأمريكي من حل عقدة وقف الاستيطان؟ وتحديد مرجعية لان تكون المفاوضات علي أساس حدود 1967م ؟ هل تلقي إجابات واضحة وقاطعة من طرفي عملية التسوية بخصوص هذه القضايا وغيرها ؟ هل وصل للنقطة التي يمكن لكيري أن يعود للمنطقة كي يعلن عن بدأ أول جولة مفاوضات مباشرة بين الطرفين ؟؟.

- ما يصدر من تصريحات وتعليقات وردود أفعال علي جهود الوزير كيري في الجانب الإسرائيلي لا توحي بان الحكومة الإسرائيلية قدمت تنازلات جوهرية تساعد الجانب الفلسطيني من العودة لطاولة المفاوضات،فلقد أكد نتنياهو انه لم يقدم أي تنازل في موضوع وقف الاستيطان ،بل أوضح بان الاستيطان ليس عقبة في العودة للمفاوضات،وأكد أن حدود الدولة الفلسطينية تحدده فقط نتائج المفاوضات التي استبقها بجملة اشتراطات تعجيزية تحت حجة ضمان امن إسرائيل في أي تسوية مستقبلية،عندما قال مكررا حديثه بان إسرائيل تصر علي أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح مع ضمان سيطرة إسرائيل علي أراضي في الضفة لأغراض أمنية في منطقة الأغوار واستمرار إشرافها الأمني علي المعابر مع الأردن ،تصريحات نتنياهو تأتي ضمن سلسلة تصريحات منسوبة إضافة إلي وزراء وأعضاء كنيست ،فلقد صرح وزير الداخلية "جدعون ساعر" انه لا يمكن القبول بشروط مسبقة لتحريك المفاوضات ولا يمك الموافقة علي بند الإفراج عن معتقلين فلسطينيين أيديهم ملطخة بدماء الإسرائيليين،وأضاف أن الفلسطينيين غيروا مواقفهم باستمرار خلال زيارة كيري الأخيرة مع ثبات إسرائيل علي مواقفها،وقال زعيم حزب إسرائيل بيتنا ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست وحليف نتنياهو في انتخابات الكنيست بان الإسرائيليين أصيبوا بالزهايمر الفلسطيني،إذ أنهم لا يتذكروا ما حصل هنا خلال العقدين الماضيين،ونسوا بأنه لا يوجد زعيم فلسطيني يريد أن يوقع علي اتفاق ينهي الصراع وأنهم لن يتخلوا عن حق العودة،وفي تصريح هو الاخطر من نوعه لانه يمس المقدسات الاسلامية قال وزير الاسكان الاسرائيلي "اوري ارئيل"من حزب البيت اليهودي انه ان الاوان لبناء الهيكل اليهودي مكان القدس الاسلامية ،واضاف انه يجب الاستمرار في بناء المستوطنات دون توقف حتي لو عرقل نتنياهو هذا البناء يجب مقاومته والاستمرار في الاستيطان .

 

- رغم هذه التصريحات التي توحي بان الموقف الإسرائيلي ثابتا علي مواقفه،ومتعنتا في قبول الشروط الفلسطينية،فان عودة كيري تؤشر علي أن هناك شيئا ما تحت الطاولة، شيئا تم طبخه والاتفاق عليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين،فكان لرد الرئيس عباس علي مقترح نتنياهو بما بات يعرف باجتماع الخيمة،بأنه مستعد للاجتماع معه في بيته أو بيت نتنياهو وانه لا داعي لعقد اجتماعات في الخيام،وأضاف أن كيري يحمل معه الجديد الذي ربما يساهم في العودة للمفاوضات،وقال فقط نريد أن نستفسر منه عن بعض التفاصيل،هذا وكشفت مصادر مطلعة أن الرئيس أبو مازن بالتوازي مع رضاه عن خطة كيري يستعد لبناء طاقم المفاوضات الفلسطيني من جديد،طاقم المفاوضات سيضم إلي جانب صائب عريقات رئيسا،كلا من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "محمد اشتيه" ورئيس جهاز المخابرات العامة "ماجد فرج"، هذا وصرح رياض منصور مندوب فلسطين في الأمم المتحدة بان كيري بذل جهودا جبارة وان جهوده جسرت الهوة وانه لم يبقي إلا الاستفسار عن بعض النقاط ،وفي هذا الإطار نشرت صحيفة "يديعوت احرنوت" خبرا نقلته عن صحيفة الحياة التي تصدر في لندن،أن خطة كيري تتضمن إطلاق صراح 103 اسري معتقلين قبل اتفاقية أوسلو خلال نصف عام، وإعلان إسرائيل عن وقف الاستيطان خارج التجمعات الإسرائيلية الكبرى والسماح للسلطة بالسيطرة علي مناطق "ج"،وتحويل أربعة مليار دولار للسلطة،وإعلان نتنياهو أن إسرائيل موافقة علي إقامة دولة فلسطينية علي حدود 1967م مع تبادل للأراضي يتم الاتفاق عليه،دولة تعيش جنبا إلي جنب مع إسرائيل في امن وسلام،دولة تعترف بيهودية دولة إسرائيل  .

- نجاح كيري في جسر الفجوة وإعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات،انتصارا يسجل لكيري شخصيا وللإدارة الأمريكية التي استطاعت أن تتخطي المعيقات،هذا النجاح إذا خرج للنور فانه يعطي الإدارة الوقت للتفرغ لمعالجة ملفات شرق أوسطية مرتبطة بملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،ملف البرنامج النووي الإيراني وملف الوضع في سوريا وملف حزب الله والمخاطر التي يشكلها علي الأمن الإسرائيلي وكذلك بناء حلف إقليمي يشارك الإدارة الأمريكية رسم خارطة المنطقة وترتيب أوراقها بما يضمن إعادة الهيبة الأمريكية في المنطقة وحماية حلفائها ومصالحها .

- في تطور سياسي أخر عكس نفسه بالضرورة علي المشهد السياسي الإسرائيلي،فان التطورات المتلاحقة الجارية في الساحة السياسية المصرية تثير لدي القيادة الإسرائيلية الرغبة في متابعة ومعرفة مجري ومسار هذه التطورات ونتائجها بما يشكله من قلق علي الأمن القومي الإسرائيلي،التطورات المتلاحقة في مصر تابعتها الحكومة الإسرائيلية من خلال مراقبة الوضع من دون إصدار مواقف معلنة وواضحة وقد فرض نتنياهو رئيس الوزراء من وزرائه والمسؤولين في إسرائيل التزام الصمت وعدم الإدلاء بتصريحات علنية لحساسية الوضع وارتداداته علي الأمن القومي الإسرائيلي ومستقبل العلاقات بين البلدين،والتداعيات الفورية والبعيدة لما جري وما يمكن أن يجري .

- القلق الذي يساور القيادة السياسية والأمنية من الأحداث المتلاحقة في مصر يتجلي في معرفة تداعيات هذه الأحداث علي ملف العلاقات الأمنية والسياسية بين البلدين ،فرغم حالة الصمت التي أبدتها إسرائيل إلا أن أصواتا رسمية بدأت بإعطاء وجهة نظرها،ففي هذا الشأن أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "يتسحاق أهرونوفيتش"، من حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، على ضرورة المحافظة على العلاقات مع دولة مصر، مشيراً إلى أن هناك حالة من القلق واليقظة على الحدود مع مصر،وقال وزير الأمن الداخلي، أنه من المهم أن تبقى هذه الدولة صديقة لإسرائيل، وان تكون لنا حدود هادئة مع مصر، هذه دولة مهمة جدا للحفاظ على العلاقات معها، موضحاً أنه في ظل حكم الإخوان المسلمين كانت العلاقات مع النظام غير سيئة، حيث كانت هناك علاقات جيدة تربطنا مع عناصر الأمن والجيش والاستخبارات المصرية،وفي تصريح يعتبر كسر للحضر الذي فرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي على المسؤولين الإسرائيليين بعدم التعليق على الشأن المصري، قال "أهرونوفيتش": "كان مهم لنا أن نحافظ على الحكومة التي كانت، ونحن نتابع بقلق إسقاط حكم مرسي بعد عام واحد فقط بانقلاب عسكري ولكن هذا شأن مصري داخلي، نحن نسمع الأخبار في مصر والوضع أصبح حساس جداً، ونلاحظ أن هناك متضررون طوال الوقت،وقال في تصريحات نشرتها صحيفة معاريف ، أنه صحيح إلى ألان  جيش الاحتلال يحافظ على اليقظة على الحدود طوال الوقت، وهناك اتصال يومي بين عناصر الأمن والجيش المصري المنتشرة على الحدود، لكن نحن ملزمون بالمحافظة على اليقظة أمام  العديد من المخاطر.

- تخشي إسرائيل من التطورات في مصر من جهة بعض الآثار الإستراتيجية الفورية التي يمكن أن تترتب على التغيير الذي حصل في مصر، فهناك خشية من أن تستغل الفصائل الإسلامية المتطرفة الفوضى من أجل تنفيذ عمليات ضد إسرائيل،فقد عبر مسؤولين رفيعي المستوى خشيتهم من وجود حالة فراغ تدخل من خلالها قوى جهادية مختلفة،وتحاول تنفيذ عمليات ضدّ إسرائيل،وعلى المدى الأبعد يخشى الإسرائيليون من مواجهة متواصلة بين الإخوان وجماعات إسلامية متطرفة أخرى، ومعارضيهم قد تتدهور إلى حرب أهلية، ونتيجة سيناريو كهذا، تبدو الفوضى أقرب من أي وقت مضى، الأمر الذي سيتسبب لإسرائيل بمشاكل كبيرة،في موازاة ذلك فان ما يعني إسرائيل هو أن تواصل مصر احترام اتفاقية السلام وتحافظ على الهدوء من خلال معالجة المسائل الإقليمية المشتركة للدولتين، بما فيها القضايا المتصلة بقطاع غزة وحركة حماس فيه، وإطلاق النار نحو إسرائيل وتهريب السلاح إلى القطاع،ولهذه الأسباب نقلت رسالة واضحة إلى القاهرة، مباشرة ومن خلال دول صديقة، عن الحاجة إلى ضمان ألا تترك سيناء لمصيرها بسبب الأحداث في الدولة،من جهة ثانية أكدت إسرائيل أنه ليس سراً أن التنسيق والتعاون العسكري والاستخباري بين إسرائيل ومصر تعزز في ظل حكم الإخوان المسلمين،حيث تزور وحدة الارتباط للجيش المصري إسرائيل على نحو دائم، ويُستقبل مسئولون إسرائيليون من المؤسسة العسكرية على نحو دائم في القاهرة، كما أدت مصر دوراً مهماً في اتفاق وقف النار مع حماس .

- هذا فقد اعتبرت بعض الجهات الإسرائيلية أن حكم الإخوان المسلمين لمصر قدم خدمات لإسرائيل في أربع مجالات تهم الاستقرار السياسي والأمني بين البلدين تتلخص في التالي :

1- صادق الإخوان المسلمين على اتفاق كامب ديفيد، ومع أنهم تحدثوا عن إمكانية تغيير الاتفاق، إلا أنهم عمليا نفذوه، بالضبط مثلما فعل نظام مبارك من قبلهم، ومع أن رجال الإخوان المسلمين ومسؤولين كبار في الحكومة لم يلتقوا بنظرائهم الإسرائيليين،ولكن على المستوى الأهم من ناحية إسرائيل، المستوى الأمنيالعسكري، بقيت العلاقات مستقرة وحسب مصادر أمنية إسرائيلية تحسنت حتى في السنة الأخيرة – وذلك بعد أن تضعضعت في السنة والنصف ما بعد إسقاط مبارك.

2- في إسرائيل تخوفوا من أن يمنح الأخوان المسلمون إسنادا للحركة الإسلامية حماس، إسناد يسمح لها بإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل ويشكل تهديدا يمنع ردا إسرائيليا مضادا، أما عمليا، فمع أن حماس ظنت أنها ستحظى بالحصانة إلا أن حكم مرسي لم يمنع إسرائيل من شن حملة "عمود السحاب"، الضرب الشديد لقيادة حماس والبنية العسكرية وإحلال وقف نار سريع احترمته حماس في النصف سنة الأخيرة بحرص.

3- في عهد حكم مبارك، لم يعمل الجيش المصري بشكل منظم وقوي ومصمم ضد أنفاق التهريب من سيناء إلى قطاع غزة،إلا انه في السنة الأخيرة، تحت حكم مرسي، أرسل الجيش إلى حملات مصممة ومركزة ضد نشطاء القاعدة ممن سيطروا على مناطق واسعة في سيناء وما لا يقل أهمية بالنسبة لإسرائيل،نفذت حملات واسعة لهدم أنفاق التهريب.

4- رغم المخاوف المسبقة من أن يتحقق تقارب بين إيران ومصر في أعقاب صعود الإخوان المسلمين إلى الحكم، فانه بالذات تحت حكم مرسي اتسعت الفجوات بين مصر السُنية وبين إيران الشيعية وكل احتمال للتعاون بين القوتين العظميين في المنطقة ليس واردا ألان .

ثانيا : الملف الداخلي الإسرائيلي

- أقرت الحكومة الإسرائيلية اليوم الأحد في اجتماعها الأسبوعي قانون الخدمة العسكرية الجديد والذي حمل اسم "بيري" نسبة لرئيس اللجنة الوزارية "يعقوب بيري" التي أعدت هذا القانون، وقد عارض القانون وزراء حزب "إسرائيل بيتنا" الشريك في الائتلاف الحكومي،كونه لم يتضمن العرب داخل أراضي أل 48، فقد صوت لصالح هذا القانون الجديد 14 وزيرا في حين عارضه 4 وزراء من حزب "إسرائيل بيتنا"،بالرغم من قبول اللجنة أن تلحق فصل كامل حتى نهاية هذا العام يتعلق بالعرب وكيفية خدمتهم العسكرية،وتحدث نتنياهو في بداية الاجتماع للمصادقة على القانون قائلا ،سنقوم بهذا التغيير تدريجيا، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة لجمهور المتدينين،وأضاف قائلا عن هدف هذا القانون ،دمج شباب المتدينين في الخدمة العسكرية وكذلك الخدمة المدنية، والأهم دمجهم في سوق العمل،وقد أعتبر وزير المالية زعيم حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد بأن سن هذا القانون سوف يؤدي إلى المساواة داخل إسرائيل ويصب في مصلحة المتدينين،يشار إلي أن هذا القانون الجديد بعد مصادقة الحكومة عليه سوف يطرح على الكنيست الإسرائيلي للتصويت عليه، وفي حال مر بالقراءة الأولى والثانية والثالثة فأنه سيصبح القانون الذي سيعمل فيه في إسرائيل، وخلال السنوات الخمس القادمة وفقا لهذا القانون سيجد المتدينين أنفسهم أمام الخدمة العسكرية في  جيش الاحتلال أو المدنية،وهذا ما سيفتح منذ اليوم صدام بين الأحزاب المتدينة وجمهورها وباقي الأحزاب العلمانية، خاصة أن القانون الجديد شمل طلاب المعاهد الدينية والذي تعتبره أحزاب المتدينين خط أحمر لا يمكن السماح به، وقد هدد بعض الحاخامات بالعصيان المدني في حال إقرار هذا القانون والبعض هدد بهجرة إسرائيل.

ثالثا: الملف الأمني

- قفزت الجبهة الجنوبية لتكون الأكثر سخونة وتوتر نتيجة لتطور الأحداث المتسارعة في مصر وسقوط نظام حكم الإخوان الذي قالت عنه المصادر الأمنية بأنه الفترة الأكثر تنسيقا وهدوءا في تاريخ العلاقات الأمنية بين البلدين، التوتر والقلق ينبع من خشية حدوث حالة فراغ امني في سيناء واستغلال هذه الحالة من قبل مجموعات متطرفة لتشن بعض الغارات علي الحدود الإسرائيلية أو تشتبك مع القوات الإسرائيلية المرابطة علي الحدود ، ففي هذا الشأن تواصلت الجهات الأمنية الإسرائيلية مع نظيرتها المصرية لتتعرف علي موقف الجيش والأمن المصري من تطور الأحداث في سيناء،المصادر الأمنية الإسرائيلية قالت بناءا علي الاتصالات أن الجيش المصري بصدد إعادة حالة الهدوء إلي سيناء وفرض السيطرة عليها والاستمرار في تدمير الأنفاق وإغلاقها .

- ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لم تفاجأ من "الانقلاب العسكري" الذي قام به الجيش المصري كما تسميه ، والذي أدى إلى عزل الرئيس محمد مرسي،وذلك وفقا لما صرح به سابقا رئيس الاستخبارات العسكرية "أمان" أفيف كوخافي، قوله قبل نحو أربعة شهور في مؤتمر "هرتسليا" حيث قال حينها أن "مصر ستواجه هزة جديدة"،و جاء في تصريحه أن حقيقة انتقال الإخوان المسلمين في مصر إلى دفة القيادة يلقي عليهم مسؤوليات كثيرة، وإن هذه المسؤوليات ستترجم إلى هزة ثانية ،وأضاف أن هذه الهزة سوف تؤثر على الشرق الأوسط كله وقد تصل إلى تونس أيضاً، متابعاً بالقول إن  الثورة الثانية ستعبر عن الإحباط المتفاقم للشعب المصري من سلطة مرسي، هذه الهزة بدأت بسبب وضع المواطن المصري، فهو لا يشعر بتحسن، ولم يرتفع المستوى الاقتصادي في السنوات الأخيرة .

- ماذا تقول أجهزة الأمن الإسرائيلي عن الفريق السيسي؟. هو بارد الأعصاب، وطني مصري مخلص، يعرف كيف ومتى يتخذ القرارات، قائد،هذه بعض الخطوط العريضة التي شكلت الصورة التي ركبتها الاستخبارات الإسرائيلية قبل عدة أشهر لشخصية الفريق عبد الفتاح السيسي الذي وان كان جديدا بالنسبة للشارع الإسرائيلي فهو معروف لجزء كبير من جنرالات وقادة إسرائيل العسكريين أثناء إشغال " السيسي" منصب قائد المخابرات الحربية حسب الصحيفة العبرية،لم يهبط السيسي على منصب القائد العام كشهب جاء من السماء بل جاء من أسفل السلم العسكري حيث تربى داخل مؤسسة الجيش وتدرج على سلمها وصولا لهذا المنصب الأرفع والأعلى, وبدأ حياته في قوات المشاة وتدرج ليصل في سن الـ 58 عاما إلى منصب قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع بعد أن عينه في هذا المنصب الرئيس السابق محمد مرسي ذاته ليحل مكان بطل حرب اكتوبر " الجنرال طنطاوي" الذي سبق له وان صنف السيسي كمؤيد ومتعاطف مع الإسلام السياسي وتحديدا مع الإخوان المسلمين لتكشف معطيات الواقع امرأ أخرا في شخصية الرجل تمثل بوطنيته المصرية التي تسبق تأييده وموقفه السياسي ،خرج قادة  جيش الاحتلال وكبار موظفي وزارة الجيش خلال الأشهر الماضية بانطباع قاطع بان القائد العام للقوات المسلحة المصرية يتمتع "بعامود فقري منتصب", وهو تعبير عبري يستخدم للدلالة على الصلابة والحسم ، فهو شخصية لا تعرف التردد ولا يخاف مطلقا المواجهة حتى وان كانت مع الرئيس مرسي نفسه, وأدار الجيش المصري تحت قيادته وبموافقة محمد مرسي علاقات تنسيق مقبولة ووثيقة مع إسرائيل طيلة العام الماضي تنسيق صنفته إسرائيل بأفضل مما كان عليه الحال خلال حكم مبارك والحديث لا زال للصحيفة التي تستند في تقريرها لما أسمته بتقييم الاستخبارات والجيش .

- القلق والخشية الإسرائيلية من فقدان الإخوان كرسي الحكم في مصر،تنبع من حرصهم علي معرفة التوجهات العسكرية الجديدة لحركة حماس التي كانت تلتزم بما يمليه عليها الرئيس مرسي خدمة لاستقرار مصر،والتسهيل لمرسي لبسط سيطرته علي مفاصل الدولة المصرية ،بعض المصادر الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن حماس لن تغير في توجهاتها تجاه إسرائيل ،خوفا من تهديد سيطرتها علي غزه في حال أن شنت إسرائيل حربا عليها،هذه التقديرات نابعة من قناعة إسرائيل بان حماس تهتم كثيرا باستمرار سيطرتها علي غزه،لضمان الأمن الشخصي لقادة حماس الذين فقدوا حاضنتهم الأم حكم الإخوان المسلمين . 

حرره: 
م.م