غسان كنفاني:41 عاماً مرّت.. ويبقى هو المعلم
بقلم: امجد سمحان
41 عاماً مرت على استشهاد غسان كنفاني، الأديب والمناضل، وأحد أهم معالم الثورة والتاريخ الفلسطيني. رحل باكراً بسيارة اغتالت «الأدب المقاوم» واغتالت أحلامه بالعودة والحرية. وبعد كل هذا الوقت، إلا أن كنفاني لا يزال حاضراً في الوجدان الفلسطيني، يلقي بظلاله على الحاضر، الذي يفتقد فيه الفلسطينيون إلى الثورات والثوار.
ويقول خليل جاد الله، وهو شاب فلسطيني من مدينة رام الله، لـ«السفير» إن «الخيال الذي رسمه عقل غسان، يشبه طبيباً كان يشعر بآلامنا حالياً، فغسان بكتاباته القديمة كان يصور واقع حالنا اليوم»، مضيفاً «باختصار، غسان كنفاني رمز قوي بما يكفي ليحرجنا. فرفاته تنطق من تحت الأرض لتكبلنا ونحن أحياء».
أما مراد نوفل، وهو فلسطيني مقيم في الولايات المتحدة، فيرى أن ذكرى كنفاني تعكس أشياء كثيرة منها أن «تعيش بشرف الكلمة أو أن تموت حاملاً رسالتك، وأن تسقط واقفاً وأنت تحمل القلم في يد، والبندقية في اليد الأخرى، وعي كامل بأن كلاهما ينطق بلسان الثورة والتحرر ويحمل نفس المبادئ والأهداف». ويضيف «كنفاني ومن شاركوه في الماضي والحاضر قد دفعوا أرواحهم ثمناً لمهنتهم وشرف مصداقية أقلامهم نحو انتمائهم لوطنهم وقضيتهم».
بدورها، رأت الصحافية روزان شوامرة أن ذكرى كنفاني تلخص مأساة «أرض البرتقال الحزين». فهو «أديب الثورة والمناضل الذي يختزل حكاية فلسطين، ونحن بدورنا نفقده، ونقول إنه شخصية لا تتكرر إطلاقا، وما أحوجنا لها في يومنا هذا».
أما الناشطة السياسية والاجتماعية رشا حلوة من مدينة عكا، فتعتبر أن غسّان كنفاني هو المُعلم. وتقول «يطيب لي أن أسميه بالمعلم. لأن المعلم أو الأستاذ، هو من تُصلح المادة التي يدرسها لا لفترته التاريخية فقط، بل لكلّ المراحل التي تمرّ بها الشعوب، لا شعبه فقط. غسّان كنفاني، في ذكراه، ما زالت دروسه مرجعاً وملجأ نحو التحرر والتحرير، الإنسان والأرض معاً». وتضيف حلوة «هو الذي كتب بفكره وقلمه مسيرة الطريق إلى عكّا، مع الإدراك بأنه لوّ لم يعد إليها هو، ستعود الأجيال من بعده. والمعلم، هو من يثق بالشعوب وإصرارها على الحرية».
ولد الشهيد كنفاني في عكا في الثامن من نيسان العام 1936، ولقب بصاحب الأدب المقاوم. وكتب مئات الروايات والقصص القصيرة والكتب والمقالات عن ثقافة وتاريخ وكفاح الفلسطينيين.
كان كنفاني عضواً في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورئيس تحرير مجلتها «الهدف»، كما المتحدث الرسمي باسمها والمسؤول عن نشاطها الإعلامي. وقد شارك في وضع البيان السياسي للجبهة والمعروف باسم «برنامج آب 1969»، واغتالته إسرائيل بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت.
السفير