الأحداث في مصر...وجهات نظر من غزة

غزة/ سناء كمال – خاص زمن برس

يتابع الغزيون بقلق ما يجري في مصر، منقسمون وفق أفكارهم وانتماءاتهم، فأصبحوا فريقين أحدهما مع الإخوان وهم أتباع حركة حماس والجهاد الإسلامي، والآخر مع المعارضة المصرية وهم الفصائل الوطنية وعامة الشعب  الذين يقفون ضد الإخوان المسلمين وما يصفونه بمشروع" أسلمة المجتمع أخونته".

ويقضي المواطنون ساعات طويلة أمام شاشات التلفاز لمتابعة آخر الأحداث الجارية في الميادين المصرية، ما بين المعارضين للنظام المصري الذين يطالبون الرئيس محمد مرسي بالرحيل، وما بين المؤيدين له المحتشدين في ساحة مسجد رابعة العدوية يطالبون رئيسهم بالثبات، ويؤكدون أنهم مع شرعيته التي استمدها من الانتخابات.

واستعادت مواقع التواصل الاجتماعي في مقدمتها – صفحات الفيس بوك وتويتر-  نشاطاتها من قبل المدونين وكتاب الرأي والإعلام، بعد أن غابت لفترة عقب التطورات في البلدان العربية، الصحافي حسن جبر يرغب بأن ينجح الثوار رغم صعوبة ذلك، خاصة وأن مرسي والإخوان أحرقوا كل السفن ولن يتراجعوا بسهولة – حسب تعبيره-.

وقال جبر:" المطلوب في هذا الوقت من الجيش حماية مصر، فلا نرغب في اقتتال داخلي"، مستبعداً" أن يكون ما يجري في مصر هو تكرار نموذج غزة عقب نجاح حركة حماس بالانتخابات وأحداث الانقسام التي استمرت أعوام طويلة، وذلك لأن  الجيش المصري وطني يعمل لصالح الشعب وله تقاليد، وربما يقف الجيش ضد مرسي في حال تعارض مع الشعب مشيراً إلى أن تطورات الموقف على الأرض هي التي ستحكم".

في حين يرى القيادي في حركة حماس يونس الأسطل أن ما يجري في مصر هو تكرار لنموذج غزة ومحاولة إسقاط الحكم الإسلامي الذي ترأسه جماعة الإخوان المسلمين وأن ما يجري في مصر يتم بتدبيره من الأميركان، وعملائهم في بعض الأنظمة العربية، وفي فلول النظام المصري السابق على حد تعبيره.

وقال: "هؤلاء يحاولون اجترار التجربة الفاشلة في الفلتان والفوضى والفتن الداخلية والحصار الذي فرضوه على غزة بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية النزيهة".

وأوضح:" نحن موقنون تماماً بأن الثورة في مصر والانتخابات البرلمانية والرئاسية النزيهة سوف تتغلب على كل تلك المؤامرات كما تغلبنا عليها في غزة".

ويرى الأسطل أن "الشعوب العربية وخاصة الشعب المصري ما زال يحاكي تجربة حركة حماس بغزة في مواجهة المؤامرات بتمكين القيادة المصرية وتحقيق آمال الشعب وأهداف الثورة".

الصحافي ماجد شبلاق يؤيد المسيرات المصرية المطالبة برحيل مرسي ويقول على صفحته:" عندما أعارض سياسات تيار الإسلام السياسي فبلا شك لا أعادي الإسلام كعقيدة ومنهج، نحن نعارض من يسيئون للإسلام، وسيظل الإسلام شامخاً بمشيئة الخالق وليس بمشيئة أصحاب المصالح الحزبية، بديهيا يجب أن تطغى لغة التكفير والتخوين والفئوية الضيقة على من يعارضون تلك الأحزاب".

فيما عبر مأمون سويدان عن استيائه من الفرق في مشهد المعتصمين وقال:"الفرق بين المعتصمين في ميدان رابعة العدوية وبين المعتصمين في ميدان التحرير هو ان فريق ميدان رابعة يحملون أكفانهم ويهددون بالعنف، فريق التحرير يطلقون الألعاب النارية وهم مبتهجين... صراع بين إرادتين إرادة الموت وإرادة الحياة".

الصحافي والناشط إياد  الدريملي يرى" بأنه بعد الذهول الذي أصاب القوى الدولية والعالمية وأصابنا أيضاً مما يحدث في المشهد المصري على الجماعة والرئاسة وفصائل ومؤسسات الدولة المصرية الإجابة عن السؤال الكبير من هؤلاء القوم المتواجدين في الميادين والشوارع ؟".

وقال:"منذ فترة ونحن نراقب ونسمع عن هؤلاء الثائرين بأنهم أقلية ومرتزقة وفلول وكفرة وإعلام فاسد وأنهم مدفوعون من بلطجية ومن دول إقليمية"، ويتابع:" الآن الـــ(17 مليون) مواطن مصري المتواجدين في الميادين وحناجرهم تعلو عنان السماء مين بيطلعو؟".

واستطرد:" أمام رهبة هذا المشهد العظيم مصر تحتاج لمصارحة ومكاشفة وحلول ومبادرات جذرية وسريعة حفاظاً على مصر البيت العربي الكبير وجداره الأخير قبل انهيار الدولة بالكامل".

حرره: 
م.م