مفاوضات عمان.../ بقلم اسامة ابو عواد

مفاوضات عمان... هل هناك جديد ؟

لاشك بأن الاجتماعات التي يتم عقدها الاّن في العاصمة الاردنية عمان بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ، لن تكون ذات فائدة على الشعب الفلسطيني ولم يطرأ أي تغيير أو تنازل من قبل المفاوض الإسرائيلي المعتصب في قراراته، والذي لم يتخذ موقف جازم لتسهيل عملية إحياء السلام في المنطقة حتى اللحظة .

التاريخ يعيد نفسه مجدداً : فإتفاقية أوسلوا لم تموت حتى الاّن، و لم تحقق أي شي لشعب عانى الأمرين ولا زال من حصار وتجويع وفصل وغيرها إلا أنه لم يحصل على شيء، فإذا كانت هناك رغبة حقيقية لدى حكومة نتنياهو في إحياء عملية السلام المزعومة عليها تجميد بناء الاستيطان في مناطق الضفة الغربية والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم ، وبعدها يمكننا النظر في إجراء مفاو ضات مع الطرف الإسرائيلي .

وأن كانت تلك المفاوضات بين الجانبين لن تكون ذات طابع مهم للشعب الفلسطيني لانه يعرف مسبقاً بنتائجها ، وما هي إلا استكشافات عن نية الطرف الاّخر بتلبية المطالب الفلسطينية ورؤية الطرف الاسرائيلي ما سيقدمه الطرف الفلسطيني في تلك الرحلة التي أطلق عليها رحلة( الاستكشاف ) وماذا سيقدم الطرف الفلسطيني للإسرائيليين ، في ظل عدم جدية المفاوضات لذلك لم يبادر الطرف الإسرائيلي بحسن نية لإحياء السلام الذي لن يتحقق من خلال السياسية ؟

واليوم الاردن على موعد اّخر من تلك المبادارات والاتفاقيات لتسهيل عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى المفاوضات المباشرة برعاية أردنيه، بعد أن كانت أمريكية والتي فشلت في تحقيقها بسبب عنجهية ادارة نتنياهو وعدم رغبتها يالاعتراف بشرعية الدولة الفلسطينية، بل عمل الطرف الإسرائيلي على إعاقة "خطوة أيلول" في ظل الجهود التي بذلت لإعلان الدولة الموعودة على حدود 67 ، التي لا زال مصيرها مجهول ، بذلك عرف الشعب الفلسطيني من يؤيده ويدعمه في تحقيق دولته وسيادتها ومن يرفض له الامن والسيادة والإستقلال .

فاللقاءات التي يتم عقدها الاّن في عمان يغلب عليها طابع الغموض والتشويش لأنه لا يوجد لدى إسرائيل مقترح أو حل نهائي لعملية السلام ، بالإضافة إلى عدم وجود تصور حقيقي لإدارة نتنياهو في التنازل وإن كان "الجانب "الإسرائيلي" في تلك المباحثات لم يقدم رأيه إلا شفهيا بـ22 نقطة ولم يقدم تصورا مكتوبا رغم انه كان اتفق مع اللجنة الرباعية أن يتبادل الطرفان الفلسطيني و"الإسرائيلي" ملفات تعرض تصور كل طرف للحل".

ما نستدل من ذلك أنه لا قيمة لتلك المباحثات ، فهي أشبه باللقاءات التي جرى عقدها في البيت الأبيض وشرم الشيخ ، لاجديد على أرض الواقع ولن يكون هناك شيء ملموس للفلسطينين ، وهنا أيضا ما يجري بعمان من لقاءات بين الطرفين هي مجرد لقاءات شخصية ليس أكثر؟ ، وإن كان لدى اسرائيل الرغبة بالمفاوضات المباشرة ، هل ستكون جادة أم لا ؟ وأين اللجنة الرباعية من تلك المفاوضات التي تجري ؟

اللجنة الرباعية منحازة كثيراً لإدراة نتنياهو كما هي إدارة الرئيس الأمريكي أوباما وأيضا الغرب فهي سياسة واحدة هدفها المحافظة على أمن إسرائيل والإبن المدلل في الشرق الأوسط ، وذلك بمساندة بعض الأطراف العربية التي تلعب دور في المنطقة .

وهنا فإن إسرائيل ليست معنية بالمفاوضات مع الفلسطينيين لأنها تنظر لتغيرات الدول المجاورة بعين الأعتبار وتعتبر المفاوض الفلسطيني سلعة رخيصة بأي وقت يمكن التعامل معه، لأن الدول المجاورة تختص بأمن إسرائيل أكثر ، في الوقت أن الفلسطينيين أنفسهم غير معنيين بالمصالحة ، لأنهم ينظرون ويراهنون علي التغيرات الدول المجاورة.

خطوة إسرائيل هي إضعاف الطرف الفلسطيني وإدخاله في غيبوبة المفاوضات والهروب من التنازل لمصلحة الفلسطينيين ، وتكشف حقيقة تلك الدولة ونواياها السيئة ، وعدم إيمانها بعملية السلام أو إحياء عملية السلام من جديد ، هذا ما يجب على الكثير من دول العالم أن تفهمه وأن تبدي استعدادها لرغبة وطموح الشعب الفلسطيني ، والعمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

بالأضافة إلى ذلك كيف تنظر إدارة نتيناهو إلى منظمة التحرير بعد دخول حركة حماس والجهاد وغيرها من الفصائل الأخرى ، أم إنها ستحاول مجدداً للمطالبة بإعتراف جديد من السلطة الفلسطينية التي تشمل جميع أطياف الشعب الفلسطيني.

كاتب قلسطيني ؟

osama19871@windowslive.com