خلافات حماس بسبب الأزمة السورية قد تدفعها لتغيير حلفائها

غزة: قال تقرير لوكالة أ ف ب إن «حماس» تجد نفسها في موقف صعب في الأزمة السورية حيث تبدو منقسمة على نفسها ما بين المحور الشيعي المؤلف من سورية و»حزب الله» وإيران الذي دعمها سنوات وما بين محور القوى السنية التي تقاربت معها مؤخراً مثل مصر وتركيا وقطر وفق محللين.

وكشفت مصادر مطلعة وقريبة من «حماس» موقفين متباينين داخل الحركة، أحدهما يدفع باتجاه تعزيز العلاقة مع محور إيران و»حزب الله» مع موقف متوازن من الأحداث في سورية، مبررين أن هذا المحور يقدم دعماً علنياً مالياً وعسكرياً ولوجستياً للحركة وحكومتها في غزة كما يقف في مواجهة الغرب.

أما الموقف الثاني فيسعى منظروه، وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، لتعزيز العلاقة مع الدول ذات التوجه السني خصوصاً قطر وتركيا ومصر بعد صعود «الإخوان المسلمين» في مصر، على حساب العلاقة مع إيران و»حزب الله».

والتقى مشعل، الذي قاد هذا التقارب بعد أن ترك دمشق وانتقل إلى الدوحة، الثلاثاء في أنقرة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورافقه في زيارته رئيس وزراء حكومة «حماس» إسماعيل هنية.

وطالبت الحركة الثلاثاء أيضاً «حزب الله» اللبناني بسحب قواته من سورية وإبقاء سلاحه موجهاً فقط ضد إسرائيل، مشيرة إلى أن دخول قواته إلى سورية ساهم في زيادة الاستقطاب الطائفي في المنطقة.

وذكرت تقارير صحافية أخيراً ان قادة كتائب «عز الدين القسام»، وهي الجناح العسكري لحركة «حماس»، وجه رسالة إلى خالد مشعل لتحذيره من التحالف مع قطر على حساب إيران، مذكرا إياه بأن المساعدة العسكرية من إيران و»حزب الله» وليس الدعم المادي من دول الخليج هو ما سمح للحركة بمواجهة العملية العسكرية الإسرائيلية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

وقال مسؤول في حركة «حماس» طلب عدم الكشف عن اسمه «للأسف تراجع الدعم الإيراني المالي لحماس وللحكومة بسبب دعمنا المطالب العادلة للشعب السوري» مقراً بوجود «تباينات في وجهات النظر».

ويشرح «هناك من يؤيد الحفاظ على علاقة مميزة مع إيران في مواجهة المحور الأميركي الصهيوني. فإيران وحزب الله دعمونا عسكرياً يوم تخلى العرب عنا. وإسرائيل باتت غير قادرة على توجيه ضربات قاصمة للحركة أو غزة. ولهذا الرأي دعم من قادة سياسيين ومن القسام».

ويتابع التقرير ..اعتبر وليد المدلل، استاذ التاريخ والفكر السياسي في الجامعة الإسلامية في غزة أن «حماس كحركة مقاومة ينبغي ان تنأى بنفسها عن لعبة المحاور وتبقي علاقاتها متوازنة».

ووفق المدلل فإن «حماس تصرفت بذكاء عندما اصطفت إلى جانب الشعب السوري وأبقت العلاقة بحدها الأدنى مع إيران وحزب الله. فحماس تتلمس الدعم من اي جهة لا تملي شروطاً» مشيراً إلى ان «حماس تلقت دعماً من دول خليجية محسوبة على المحور الأميركي ولديها مصادر متعددة للدعم الآن».

وخلص المدلل إلى ان «دعم حماس للنظام السوري كان سيجلب لها مضار كبيرة حتى لو حقق نظام الأسد مكاسب ستكون موقتة» لافتاً إلى ان «حماس تجيد اللعب حين فضلت المبادئ على المصالح. وهذا سيكسبها شعبية أكبر رغم أن إيران قلصت دعمها».

أما المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة فيرى ان «حالة غليان داخل حماس أوجدت تيارين متباينين بعد الموقف من الأزمة السورية، وإن حسم الخلاف بين التيارين مرهون بتطور نتائج الأزمة السورية».

وقال ابو سعدة «اذا حسمت الأزمة لصالح نظام الأسد فالأمور اسهل بالنسبة لحماس بإمكان تصويب الموقف واستعادة العلاقة. أما إذا حسم لصالح المعارضة والثوار، وهذا أمر مستبعد، لأن التيار الذي يدرك أن المشروع الأميركي الإسرائيلي يهدف إلى تصفية المقاومة الفلسطينية والعربية، لن يرضى بالارتماء في أحضان محور الاعتدال الذي ينطلق من منطلق فكري ومذهبي ويقوده الشيخ يوسف القرضاوي». ولا يتردد قادة «حماس» في نفي ادعاءات وجود خلافات، حيث قال اسماعيل هنية في غزة» هناك حملات اعلامية متواصلة تهدف لتشويه المقاومة وحماس تتمثل في الحديث عن خلافات أو أجنحة متصارعة داخل الحركة» وأضاف ان «حماس حركة لا تبيع نفسها لأحد من الداعمين».

ويقر خليل الحية، عضو المكتب السياسي «حماس» بـ»تراجع كبير في الدعم الإيراني لحماس بسبب خلافنا مع الإخوة في إيران حول الملف السوري. وحتى نكون منصفين على قلته القليلة لم ينقطع».

ويرى الحية أن «حماس اليوم اكثر قوة من قبل، المنطقة تشهد حالة من اعادة الصياغة والتشكيل خدمة ودافعاً للقضية الفلسطينية. والحديث عن ان المحاور تلاشت غير دقيق. نحن في حماس لنا محور واحد وهو محور فلسطين، محور الممانعة والمقاومة. من اقترب معنا فنحن معه ونشكره على تأييده اما من ابتعد عنا فله خياراته»، كما جاء في تقرير أ ف ب.