الزعماء في اسرائيل باستثناء ليفني يكرهون فكرة الدولة الفلسطينية

بقلم: شالوم يروشالمي

قبل ثلاثة أسابيع بعث داني ديان الذي يعتبر اليوم وزير خارجية مجلس ‘يشع′ للمستوطنين، بمقال الى ‘نيويورك تايمز′. وحسب ديان فان تجميدا للبناء في المستوطنات لن يكون، واذا كان فانه لن يؤدي الى اي تقدم. وفي الصحيفة الاهم في العالم لم ينشروا المقال، ليس بسبب مضمونه. ‘آسف، في هذه اللحظة خطة وزير الخارجية جون كيري والمسيرة السلمية الاسرائيلية الفلسطينية ليستا قضية’، كتب له ساشا بولكروف، محرر صفحة المقالات في الصحيفة. ‘الجميع يهتمون اليوم بتركيا وبما يحصل في سورية وفي لبنان’.

وهذا حقا هو الوضع، السلام الاسرائيلي ـ الفلسطيني لا يهم اليوم العالم، بالضبط مثلما لا يهم كثيرا الزعماء في اسرائيل. ولعل الامور مرتبطة ايضا الواحد بالاخر. فالتملص الاسرائيلي، الى جانب المصاعب التي يضعها الفلسطينيون، تدحر الانشغال بالمسألة المضنية هذه الى الزاوية، ناهيك عن أشخاص من نوع نائب وزير الدفاع داني دنون، الذين يعترفون ويعلنون على رؤوس الاشهاد بانه لا توجد أي جدوى من المسيرة، وهم فقط يتخلون ويعمقون انعدام الاهتمام بالمسيرة بأسرها.

المشكلة في المسيرة هي انعدام الزخم، انعدام الشهية وانعدام الارادة. فالزعماء في اسرائيل، باستثناء تسيبي ليفني، يفكرون مثل ديان. هم يعرفون بانه لا توجد امكانية للاتفاق، هم يكرهون الدولة الفلسطينية، هم يخافون من مجرد فكرة المضي قدما في المفاوضات السياسية، أو اللقاء مع الفلسطينيين في بحث سياسي أو حتى في حديث زملاء غير ملزم.

هكذا نتنياهو وليبرمان، بينيت ولبيد، يعلون ومعظم الوزراء، نواب الوزراء والنواب اعضاء الكنيست. لم يسبق أن سجل مقت جماعي كهذا لمسيرة كفيلة، لا سمح الله، باحلال السلام.

تقولون لبيد. أين لبيد؟ سؤال ممتاز. ليس لوزير المالية اي دافع سياسي، لم يسبق أن كان له. موضوع السلام منه بعيد، لبيد لم يكتب في أي يوم خطة سياسية خاصة به، لم ينشغل بالامر، ودائما كرر الصيغ التي وضعها آخرون، وهذا ايضا فقط لرفع العتب. في يوم الجمعة الماضي، مثلا كتب لبيد على الفيسبوك حالة لناخبيه، تضمنت اسئلة واجوبة في كل موضوع اشكالي. فقد تناول لبيد عقد الزوجية، انتخاب القضاة الدينيين في الكنيست. اسعار السجائر وماذا لا، ولا كلمة عن الموضوع السياسي. في مقابلة مع ‘النيويورك تايمز′ أعرب لبيد عن مواقف مشابهة لمواقف الاخ السياسي بينيت، بعد ذلك لطف حدته قليلا، وكرر صيغة الدولتين. الحاخام عوفاديا قال ذات مرة، انه عندما يريد الرب تعالى اسمه ان يشوش الشعب، فانه يضع على رأسه عنزة عمياء. لبيد ليس عنزة وليس أعمى، ولكنه يشوش رعيته.

في الاسبوع الماضي رأيت النائبة بنينا تمنو شاطا من ‘يوجد مستقبل’ تصل الى اجتماع اللوبي من أجل بلاد اسرائيل في الكنيست، الذي يرمي الى تطبيق السيادة الاسرائيلية على يهودا والسامرة من أجل تصفية فكرة الدولة الفلسطينية. وقالت النائبة تمنو ـ شاطا هناك الامور القاطعة التالية: ‘الناس قالوا لي، لماذا تذهبين الى اجتماع اللوبي. قلت لهم: اذا لم اذهب الى هذا الاجتماع فالى أين اذهب؟ أهذا يتعارض مع المسيرة السلمية، وهو لا يتعارض، لا توجد امور احادية البعد. يجب اعطاء افق للسلام. انا لا أفهم هذا كأمر متعارض، الدولتان للشعبين لا يتعارض وهذا اللوبي’، تماما هكذا.

وليست فقط تمنو شاطا وصلت الى هذا اللوبي، النائب الحاخام دوف ليفمان من ‘يوجد مستقبل’ ايضا. وفي الغداة ظهر رئيس الكتلة، النائب عوفر شيلح في ندوة في الجامعة العبرية، وادعى بانفعال شديد ان الاحتلال مفسد وان اسرائيل ستصبح جنوب افريقيا، اذا لم تطبق حل الدولتين. وبدا شيلح فجأة كصوت يصدر في صحراء، لو كان لبيد ملتزما مثله بالحل السياسي، لاقام كتلة مانعة مع تسيبي ليفني، تعد 25 نائبا في الائتلاف، ومعا كانا سيفرضان على رئيس الوزراء استمرار المسيرة.

ولكن هذا لا يحصل ولن يحصل، ليفني قالت منذ وقت غير بعيد لاحد ما ان ‘الوزير جون كيري هو أفضل ما حصل لمسيرة السلام’. وسرعان ما سيتبين لها بان المسيرة السلمية الموهومة هي اسوأ ما حصل لكيري نفسه. فبدون محرك سلام محلي هو بنفسه سيسير في طريق الرئيس اوباما وسيسافر الى اماكن اخرى، اكثر تفاؤلا.