الـ8 تلتزم بالحل السياسي بسوريا وكاميرون يرفض

ايرلندا: أعلن قادة مجموعة الدول الصناعية الـ 8 الكبرى في البيان الختامي لأعمال قمتهم في ايرلندا الشمالية، اليوم الثلاثاء، التزامهم بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، فيما أصرً رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، على تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
وقال قادة مجموعة الـ 8، في بيانهم الختامي، "نحن نؤيد بشدة اقتراح عقد مؤتمر للتوصل إلى حل سياسي للأزمة المروعة في سوريا من خلال التنفيذ الكامل لبيان مؤتمر جنيف الأول عام 2012، وسنساهم بسخاء لتلبية نداء الأمم المتحدة الأخير لجمع مساعدات انسانية من أجل سوريا".
وأدان القادة بأشد العبارات "أي استعمال للأسلحة الكيميائية وجميع انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا"، معربين عن التزامهم بـ"التوصل إلى حل سياسي للأزمة على أساس إقامة سوريا موحدة وشاملة وديمقراطية".
وأيّد قادة مجموعة الـ 8 بقوة "عقد مؤتمر جنيف حول سوريا بأقرب وقت ممكن من أجل التنفيذ الكامل لبيان مؤتمر جنيف الأول في 30 حزيران/يونيو 2012، بدءاً من الاتفاق على تشكيل هيئة للحكم الانتقالي تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة يتم تشكيلها بالتراضي".
وقالوا في بيانهم الختامي "إن جميع المؤسسات الحكومية ومكاتب الدولة يجب أن تعمل وفقاً لمعايير حقوق الانسان والمعايير المهنية وتحت قيادة عليا حاصلة على ثقة الشعب السوري وسيطرة الهيئة الإدارية الانتقالية".
كما اعرب قادة مجموعة الدول الصناعية الـ8 الكبرى عن التزامهم "بدعم أمن ليبيا وانتقالها نحو الديمقراطية، والعمل بصورة عاجلة لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، والالتزام بحماية مواطنيهم، والحد من فرص حصول الجماعات الإرهابية على التمويل، ورفض دفع فدية للإرهابين".
ومن جانبه، جدد رئيس الوزراء البريطاني كاميرون مطالبته برحيل الرئيس الأسد عن السلطة، وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد انتهاء القمة إنه "لا يمكن تصور أن يلعب الأسد دوراً في سوريا المستقبل ويدير بلداً موحداً ومستقراً".
واضاف "نريد تطهير المتطرفين من صفوف المتمردين، واقامة حكومة فاعلة بعد ذهاب نظام الرئيس الأسد لكي لا تعم الفوضى في سوريا بعد تغيير النظام، وجلب اطراف النزاع إلى طاولة الحوار، والتعلم من خبرة العراق والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال المرحلة الإنتقالية وعدم ترك فراغ سياسي".
وأشار كاميرون الى أن البيان حول سوريا "كان هادفاً وقوياً، بما في ذلك الدعوة إلى اجراء تحقيق من قبل الأمم المتحدة بشأن مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا وفرنسا ترغبان بتسليح المعارضة السورية، أجاب كاميرون "أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في قمة مجموعة الـ8 تجعل تحقيق الإنتقال بعيداً عن حكومة الأسد أسهل.. القادة تغلبوا على الخلافات الجوهرية بينهم بشأن سوريا واتفقوا على طريق للمضي قدماً لإنهاء الأزمة فيها ومساعدة الشعب السوري على تحقيق التغيير الذي يريده، والعمل معاً على التخلص من الإرهابيين والمتطرفين في سوريا، وإدانة استخدام الأسلحة الكيميائية، ودعم اقامة حكومة سورية في المستقبل تحظى على موافقة جميع الأطراف".
ومن جانبه، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الدول الغربية إلى "التفكير بعناية فائقة قبل القيام بتسليح المعارضة السورية"، وذكّرها بحادثة مقتل الجندي البريطاني، لي ريغبي، في شوارع لندن على يد متطرفين اسلاميين اثنين من اصول نيجيرية، مقارناً بينهما وبين العديد ممن وصفهم بـ "المتمردين السوريين الجناة".
وقال بوتين في مؤتمره الصحافي "إن تسليح المعارضة السورية سيؤدي إلى عدم استقرار البلاد، وعلينا العمل في اطار مؤتمر جنيف الثاني، ووقف سفك الدماء في سوريا، وهذا ما دعونا إليه ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر الطرق الدبلوماسية والسلمية".