استطلاع عربي: 61% مع الربيع العربي 77% مع تنحي الأسد 73% إسرائيل وأمريكا الأكثر تهديدًا للأمن القومي العربي

الدوحة: أعلن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة اليوم عن نتائج استطلاع المؤشّر العربيّ لعام 2012 / 2013 الذي نفّذه المركز في 14 بلدًا عربيًّا، هي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والسّودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، واليمن، والكويت، خلال الفترة الواقعة بين تمّوز/ يوليو 2012 وآذار/ مارس 2013.

وقد أظهرت النتائج إلى حدّ كبير، تأييداً لمفاعيل الثورات العربية وتوافقاً واسعاً حول الديموقراطية كنظام مفضّل للحكم، مقابل تخوف شمل أكثر من ثلث المستطلعين ازاء الحركات الإسلامية، إضافة إلى رفض الغالبية للتشدد الديني "التكفيري" وسيطرة الأحزاب الإسلامية تحت مسميات "تطبيق الشريعة" وما إلى ذلك.

أُجري الاستطلاع بمقابلة 21350 مستجيبًا من خلال مقابلات شخصيّة وجاهية ضمن عيّناتٍ ممثّلة لتلك البلدان، وبهامش خطأ يتراوح بين 2-3%. ويعادل مجموع سكّان المجتمعات التي نُفّذ فيها الاستطلاع 89% من عدد السكّان الإجماليّ لمجتمعات المنطقة العربيّة. وبذلك يكون هذا الاستطلاع أكبرَ مشروعِ مسحٍ ينفَّذ في المنطقة العربيّة للعام الثاني، بالتعاون مع مراكزَ وفرقٍ بحثية في البلدان المستطلعة، وتحت إشرافِ فريق المركز العربيّ، وتدريبه المباشر.

أظهرت نتائج المؤشّر العربيّ تقييمًا إيجابيًّا للثورات العربيّة من جانب أكثريّة الرأي العامّ العربيّ؛ فقد رأى 61% من الرأي العامّ أنّ الثورات العربيّة والربيع العربيّ، هي تطوّرات إيجابيّة. مقابل 22% عبّرت عن تقييمٍ سلبيّ. وقد فسَّر الذين قيّموا الثورات بالسلبيّة ذلك بعدم تحقيق الثورات أهدافها، وحالة الاستقطاب السياسي الحادّ، وسوء الأوضاع الاقتصادية والخسائر البشرية الكبرى. ولم تتعدَّ نسبة الذين قيّموا الثورات بطريقةٍ سلبيّة انطلاقًا من موقفهم المعادي للثورات، 3% وهي النسبة التي ترى أنّ الربيع العربيّ مؤامرة أميركيّة إسلاميّة.

كما أنّ الرأي العامّ العربيّ منحازٌ لتأييد الثورة السوريّة؛ إذ أيّد 77% من الرأي العامّ تنحّي بشّار الأسد عن السلطة، مقابل معارضة 13%. كما أيّد 66% من الرأي العامّ تغيير نظام الحكم السوريّ بوصفه أفضلَ حلٍّ للأزمة السوريّة، مقابل 10% أيّدوا عمليةً سياسيّةً سلميّةً. و3% أيّدوا القضاء على الثورة.

أكثريّة الرأي العامّ تعتقد أنّ الثورات، نجحت أو سوف تنجح في المدى القريب والمتوسّط في تحقيق ضمان الحريات العامّة وحقوق الإنسان، وضمان حريات التعبير والتجمّع والتنظيم، وإرساء قواعد الديمقراطية والتنمية الاقتصادية، ومحاربة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعيّة. مقابل 12 % يعتقدون أنّها لن تنجح في تحقيق هذه الأهداف على الإطلاق.

إنّ أكثر من ثلث الرأي العامّ لديه مخاوف وقلقٌ من الحركات الإسلاميّة. وتتلخّص هذه المخاوف في التخوّف من أن لا تحترم الحركات الإسلاميّة مبادئ التداول السلمي على السلطة، أو أن تقوم باستخدام الدين لفرض قيودٍ على الحريات الشخصيّة والثقافية والإبداعية، أو أن تصبح القيّمَ على تفسير الدين، أو أن تحابيَ الأكثر تديّنًا.

أمّا على صعيد اتّجاهات الرأي نحو الديمقراطية، فقد أفاد 82% من الرأي العامّ بأنّ النظام الديمقراطي التعدّدي هو نظام ملائم ليطبَّق في بلدانهم. في حين توافَق 50%- 62% على أنّ أنظمة مثل النظام السلطوي، أو نظام الأحزاب الإسلامية فقط، أو نظامٍ قائمٍ على الشريعة الإسلاميّة، ونظام الأحزاب الدينية، هي أنظمةٌ غير ملائمة لتطبَّق في بلدانهم.

أمّا على صعيد الأمن القوميّ العربيّ، فإنّ 73% أفادوا بأنّ إسرائيل والولايات المتّحدة هما الأكثر تهديدًا للأمن القومي العربيّ. 6% رأوا أنّ إيران هي الدولة الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربيّ. ورفض 87% أن تعترف بلدانهم بإسرائيل، كما عارض 84% اتفاقيّات السلام الموقّعة بينها وبين أطرافٍ عربيّة.

وكشفت نتائج المؤشّر العربيّ أنّ التلفزيون لا يزال هو الوسيلة الأولى التي يعتمدها المواطن العربيّ في متابعة الأخبار بنسبة 78%، تليه الإذاعات (8%)، فشبكة الإنترنت (6%)، وفي المرتبة الأخيرة الصحافة اليوميّة (4%). وحافظت قناة الجزيرة للعام الثاني على الصدارة باعتبارها أكثرَ مصدرٍ معتمَد للأخبار. تلتها قنوات التلفزة الوطنيّة، ثمّ قناة العربيّة.

وحول استخدام الشبكة العنكبوتية، أظهرت نتائج الاستطلاع أنّ 55% من المستجيبين أفادوا بأنّهم لا يستخدمون الإنترنت مقابل 42% قالوا إنّهم يستخدمون الإنترنت بتفاوت. 62% من مستخدمي الإنترنت لديهم حساب على الفيس بوك، و23% من مستخدمي الإنترنت لديهم حساب على تويتر. كما إنّ أكثريّة مستخدمي الفيس بوك وتويتر تقوم باستخدامه، للتفاعل مع قضايا سياسيّة.

أمّا على صعيد أثر الدين والتديّن في الحياة العامّة والحياة السياسيّة، فقد أظهرت النتائج أنّ أكثريّة مواطني المنطقة العربيّة أفادوا بأنّهم إمّا متدينون جدًّا (21%)، أو متديّنون إلى حدٍّ ما (67%)، مقابل 8% غير متديّنين.

مع أنّ غالبية المستجيبين هم من المتديّنين، ترفض غالبية الرأي العامّ تكفير من ينتمون إلى أديانٍ أخرى أو من لديهم وجهات نظر مختلفة في تفسير الدين. كما تشير النتائج إلى أنّ أكثريّة المواطنين ليس لديها فرقٌ في التعامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين المتديّنين وغير المتديّنين. كما أنّ أغلبية الرأي العامّ ترفض أن يؤثّر رجال/ شيوخ الدين في قرارات الحكومة أو في كيفية تصويت الناخبين. وترفض الأكثرية أن تقوم الدولة باستخدام الدين للحصول على تأييد الناس لسياساتها، كما رفضت أن يستخدم المترشّحون للانتخابات الدين من أجل كسب أصوات الناخبين. وكشفت بيانات المؤشّر العربيّ أنّ الرأي العامّ في المنطقة العربيّة منقسمٌ بخصوص فصل الدين عن السياسة.

حرره: 
م.م