50 عاماً على تأسيس "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت
بيروت: 50 عاماً مرت على تأسيس "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" التي استمرت منذ ذلك الحين في البحوث التي تصب خصوصا في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ودراسة إسرائيل والصهيونية، الى جانب إصدارها منشورات ومجلات أبرزها "مجلة الدراسات الفلسطينية" بالعربية والفرنسية والإنكليزية، وأكثر من 700 كتاب باللغات الثلاث. وتحوي المؤسسة مكتبة تضم 75 الف كتاب في القضية الفلسطينية، وأرشيف وثائق. وقريباً تبدأ دورة تدريس العبرية التي سبق ان أجرت مثلها سابقاً.
تأسست المؤسسة في بيروت في العام 1963 ولها مكاتب في واشنطن ورام الله وباريس. ويضم مكتب بيروت مركز المعلومات والتوثيق، ويصدر الكتب و"مجلة الدراسات الفلسطينية" و"مختارات من الصحف الإسرائيلية" بالعربية. كما ينظم محاضرة سنوية تكريمية باسم الدكتور قسطنطين زريق وندوة سنوية باسم برهان الدجاني.
واحتفالاً بالأعوام الـ50 للمؤسسة اقامت "دار الندوة" و"دار نلسن" احتفالاً تكريمياً في "دار الندوة".
المؤسسة مستقلة لا تنتمي الى حكومة، ولا تتوخى الربح، ويقوم تمويلها على التبرعات وبيع انتاجها من كتب ومجلات، والمعونات المالية غير المشروطة من هيئات عربية وحكومية وشعبية ومن الاكتتابات والمساهمات في مشاريع النشر المشتركة، وفق ما أوضح المدير العام للمؤسسة محمود سويد.
ولعل الانكباب العربي على البحوث هو وجه من أوجه المقاومة الثقافية التي يجب أن يُعمل عليها أكثر، وقد قال رئيس الدولة العبرية شمعون بيريس: "يحسم الصراع في الشرق الاوسط في مراكز البحوث والجامعات اكثر منه في معسكرات التدريب ومصانع الاسلحة"، من هنا الحاجة الى تعزيز مراكز البحوث وفق الدكتور عصام خليفة الذي ألقى كلمة الحركة الثقافية - انطلياس.
"مؤسسة لبثت وفية للغاية التي أنشئت من أجلها، لحضورها البحثي والفكري والعلمي الراسخ، لاستقلاليتها من أي ارتباط مع أي حكومة وامتناعها عن التدخل في الخلافات العربية، واحتكامها الى العقلانية والمبدأية والاستقلالية"، وفق ما عرّفها الناشر سليمان بختي.
لكن أهمية المؤسسة عند النائب السابق بشارة مرهج "لا تكمن فقط في عدد الكتب المؤثرة والبحوث الموثقة التي أصدرتها، وانما ايضاً في النهج العلمي الذي اعتمدته منذ تأسيسها".
إذا كانت القضية الفلسطينية تراجعت نوعاً ما في المحافل الدولية او عند العرب، فإن المؤسسة "استمرت متماسكة، فرأيناها تتوسع في نشاطاتها جغرافياً: واشنطن، نيويورك، باريس، لندن. وتتوسع لغوياً، اذ انها تصدر مجلة الدراسات الفلسطينية"، قال الدكتور جورج قرم الذي ألقى كلمة الجامعة اليسوعية".
اما كلمة الجامعة الاميركية فألقاها الدكتور ساري حنفي الذي توقف عند "عمق التعاون والتشبيك بين المؤسسة والجامعة".
وكان بدأ التشاور في تأسيس المؤسسة في مطلع عام 1961 بين الدكتور قسطنطين زريق، وليد الخالدي، وبرهان الدجاني. واتسع نطاق التشاور في شأن تأسيس المؤسسة ليشمل الدكتور نبيه فارس، سعيد حماده، الدكتور إدمون رباط، الدكتورة نجلا أبو عز الدين، الدكتور فؤاد صروف، الشيخ موريس الجميّل، وداد قرطاس والرئيس شارل حلو. وانضم هؤلاء إلى هيئة إدارة المؤسسة التي حصلت من السلطات اللبنانية على الإذن بتأسيسها في عام 1963.
"سر نجاح المؤسسة في محافظتها على اتجاه البوصلة نحو فلسطين" وفق عميد كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب الذي القى كلمة الجامعة.
اما المؤرخ الدكتور حسان حلاق الذي ألقى كلمة جامعة بيروت العربية، فقال: "استطاعت المؤسسة من خلال بحوثها ودراساتها المساهمة في تنمية الوعي الفكري الوطني والقومي في لبنان وفلسطين والعالم العربي".
"ساهمت المؤسسة في عقلنة القضية الفلسطينية وفي تنوير الرأي العام العربي وعملت في ظروف صعبة، لكنها عملت كمؤسسة، وما ينقصنا في الوطن العربي هو المؤسسات"، رأى الدكتور خير الدين حسيب الذي ألقى كلمة مركز دراسات الوحدة العربية.