حول تحريم أقراص "strepsils"

 

بقلم: حمزة عليان*
رام الله: تناول الاعلام منذ صبيحة أمس الثلاثاء فتوى سماحة الشيخ أحمد شوباش، حول حرمة تناول أقراص "strepsils" , لوجود نوع من أنواع الكحول فيها ... 
فكان لزاما علينا الرد على هذه الفتوى بالدلائل العلمية والشرعية .. 

فأقول بأن كثير من الأدوية يدخل في عناصر تركيبها شيء قليل من الكحول، والغرض من إدخال هذه النسبة ليس بقصد السكر، وإنما لمقاصد ومصالح، منها أن بعض المواد تحتاج لإذابتها إلى قليل من الكحول، وكذلك تحتاج إلى الحفظ وعدم تغير فائدتها، فيضاف " قليل من الكحول، وهذه الأدوية بعد إضافة الكحول، لا تستعمل بل لا يصلح أن تستعمل شراباً مسكراً ، فشربها يسمم الجسم، وقد يؤدي إلى الوفاة.
وهذه الأدوية لا حرج في شربها من الناحية الشرعية، لأنها غير مسكرة، ونسبتها ضئيلة، ولغرض مصلحي مشروع وهو "التداوي" ، وقبل ذلك فإن كثيراً من الفقهاء قرروا أن المحرم والنجس إذا اختلط بغيره بحيث يستهلك فيه، فلا يبقى له لون ولا طعم ولا رائحة فإنه يصير حلالاً، وفي ذلك يقول الإمام ابن تيمية : " إن الله حرَّم الخبائث التي هي الدم والميتة ولحم الخنزير ونحو ذلك، فإذا وقعت هذه في الماء أو غيره واستهلكت، لم يبق هناك دم ولا ميتة ولا لحم خنزير أصلاً، كما أن الخمر إذا استهلكت في المائع لم يكن الشارب لها شارباً للخمر " 

وختاما أرجوا من علماء الدين أن لا يبيحوا لأنفسهم بالفتوى في كل شاردة و واردة الا بالعودة لأهل للاختصاص .. مع خالص التقدير والاحترام للجميع .

 
-دكتور صيدلاني .

 

حرره: 
م.م