أضواءٌ على النقاش حول "مصير الأسد" في إسرائيل

خاص زمن برس 

تل أبيب: يحتدم النقاش العام في اسرائيل حول الإجابة على مسألة "هل بقاء نظام الأسد أفضل لإسرائيل أم لا؟" ومما يزيد هذا النقاش لهيباً تناقض تصريحات المسؤولين والخبراء الاسرائيليين.

الباحث الاستراتيجي الاسرائيلي غابي سبوني تحدث عن طريقة تعاطي الرأي العام الاسرائيلي مع الأزمة السورية منذ اندلاعها وقال" البعض في إسرائيل وصلت به الأمور حد دعوة إسرائيل والدولة الغربية والولايات المتحدة الأميركية إلى العمل بطريقة فعالة من أجل تسريع وتيرة سقوط النظام السوري. والحرب المستمرة في سوريا كانت تحظى باهتمام الرأي الاسرائيلي وبالإمكان القول أن الرأي العام الاسرائيلي كان مؤيداً للمعارضة التي كان الإسرائيليون  يعتبرونها نضال في وجهة نظام طاغية، ولكن مع مرور الوقت بدا للكثيرين في إسرائيل أن المسألة أكثر تعقيدا من ذلك، ولم يعد لدى الاسرائيليين العاديين القدرة على التمييز بين الجانب الجيد و الجانب السيئ في الأزمة السورية."

الحجة المركزية لدعاة العمل في اسرائيل لإنهاء نظام الأسد تتعلق باعتباره اسرائيلياً من محور الشر الراديكالي، حيث تعتبر سوريا أحد أقطاب محور" إيران سوريا حزب الله" وإيرن وسوريا تعملان على تسليح حزب الله بوسائل قتالية متقدمة، من بينها صواريخ بعيدة المدى دقيقة جداً، وبمنظومة دفاعات جوية فعالة، وصورايخ بر بحر، وهذه الأسلحة ومن وجهة نظر إسرائيل أسلحة مخلة بالتوازن الاستراتيجي قد تزيد خسائر اسرائيل على نحو كبير في سياق أي مواجهة مقبلة مع حزب الله. وفي أي مواجهة مقبلة فإن "الجبهة الداخلية الإسرائيلية" ستكون عرضة لخسائر فادحة وستضع تلك الأسلحة عقبات كبرى تكبل أيدي الجيش الاسرائيلي. والمؤيدون لإسقاط النظام يقولون إن سقوط الأسد سيحد من قدرات "محور الشر" خصوصاً حزب الله.

ويلفت الباحث الاسرائيلي الانتباه الى أن "ضرب (محور الشر) هدف مهم بالنسبة لإسرائيل ولكن عملية إدارة المخاطر تفرض عليها دارسة البدائل، فسقوط نظام الأسد قد يؤدي إلى نشوء بؤرة فوضى كبرى بالمنقطة، وليس سراً أن من بين المتمردين السوريين جهات موالية للقاعدة، وسوريا ما بعد الأسد ستكون منهارة وخالية من أي نظام. وستتحول سوريا إلى معلب كبير لجهات اسلامية ستخصص جزء من نشاطها صوب إسرائيل وبهذا فإن اسرائيل ستجد نفسها في مواجهة عدد من التنظيمات الإرهابية على امتداد الجولان. وخير نموذج لذلك ما يجري في شبه جزيرة سيناء. ضعف النظام المركزي المصري أدى لنمور منظمات إرهابية بل واستيراد منظمات، وهذه العملية تتم بوتيرة اسرع مما تصورنا، وتحول الحدود مع سوريا إلى حدود مسيطر عليها من قبل عد من المنظمات الإرهابية أمر يشكل خطر على إسرائيل ويزيد من صعوبة انتاج هدوء وليس من السهل ايجاد ردع في ظل غياب عنوان مركزي لسوريا".

ويخلص غابي سبوني إلى" عدم وجود أحد في اسرائيل بإمكانه توقع كيف ستكون نهاية الأزمة الحالية في سوريا، ولكنه يشير إلى مصلحة إسرائيل تكمن في تأجيل هذه النهاية إلى أبعد مدى ممكن، فالحفاظ على نظام لديه ما يخسره يعزز قدرة الردع الاسرائيلية على حد ما. والأسد يدرك جيداً أن تنفيذ تهديداته بخصوص السماح للمنظمات الفلسطنية بالعمل ضد اسرائيل انطلاق من الجولان سيدفع لقائها أثمان باهظة".

والنظام السوري يملك "ارواق ثمينة" بالإمكان المساس فيها دون المخاطرة باستقرار النظام بطريقة خطيرة. لذلك فإن مساحة المناورة الاسرائيلية في مواجهة سوريا ليست قليلة، وعلى ضوء ذلك جاء تهديد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عندما تعهد بمواصلة عرقلة نقل السلاح الى حزب الله.

ويؤكد سبوني" على أن الحفاظ على الهامش الهش، المتمثل بوجود عنوان واضح في سوريا هو مصلحة إسرائيلية عليا إلى جانب منعها من نقل السلاح الى حزب الله، ويتوجب على إسرائيل على الاقل العمل على تأجليه قدر الإمكان. فدخول الاسلام المتطرف إلى سوريا سيعتبر خطأ استراتيجي من الدرجة الأولى على حد تعبيره".

حرره: 
م.م