المشهد الاسرائيلي من 14الى 20 أيار 2013

خاص زمن برس

أولا : المشهد السياسي
- رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها وزير الخارجية جون كيري لإحياء عملية التسوية من خلال زيارته المكوكية للمنطقة والالتقاء بقادتها والاستماع إلي مواقفهم ورؤاهم لكيفية دفع العملية قدما ،إلا أن الحكومة الإسرائيلية ونتيجة لحسابات داخلية وإقليمية ودولية لا تتعاطي مع هذه الجهود بجدية،بل تسير علي النقيض منها ،فلقد اتخذت جملة من الإجراءات من شانها أن تحبط جهود كيري وتعيد المنطقة إلي المربع الأول بما يخص عملية التسوية ،فالحكومة الإسرائيلية ترفض تحديد مرجعية للمفاوضات علي أساس حدود 1967م،وتستمر بالاستيطان وان كان بصورة بطيئة لكنها وقبل أيام أقرت قانونية أربع مستوطنات عشوائية ،وأعلنت عن طرح مشاريع للبناء الاستيطاني بحجة التوسع الطبيعي داخل المستوطنات،مرتكزة في هذه الإجراءات الاستيطانية علي موقف الجامعة العربية الذي وافق علي فكرة تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين .

- التعامل مع جهود الوزير كيري إسرائيليا يأتي من باب العلاقات العامة ،وإدارة العلاقات البينية بين البلدين ،فالحكومة الإسرائيلية تبدي موافقتها في العودة للمفاوضات من الناحية النظرية والإعلامية، حرصا منها لعدم التصادم من جديد مع الإدارة الأمريكية ،وكذلك لأنها بحاجة إلي الحضن الأمريكي لمواجهة التحديات الأمنية الخطيرة التي تواجهها إسرائيل،هذا المنطق الإسرائيلي نجد تجلياته ليس فقط في عدم تقديم الحكومة الإسرائيلية مقترحات سياسية جدية لكسر الجمود وليس فقط بجملة الإجراءات المحبطة لجهود كيري،بل تعدي الأمر الحكومة ليصل إلي وصف الصحف الإسرائيلية الوزير كيري بالساذج فلقد كتبت صحيفة "هارتس" في وصف كيري بان الوزير مفعم بالنوايا الطيبة ومليء بـ"إحساس الرسالة" ويريد إحلال السلام في الشرق الأوسط، ورغم نواياه الطيبة يتخذ كيري حاليا صورة الدبلوماسي الساذج الذي يتصرف كفيل في حانوت الفخار،وأشارت الصحيفة إلى أن كيري سيبدأ حملة مكوكية جديدة هدفها استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، مبينةً أن أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سئل قبل بضعة أيام عن رأيه بمساعي كيري فرد "بابتسامة وغمزه وقال،"الكثير من الطاقة توجد لدى هذا الشاب".وفي مساواة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حول تحمل المسؤولية عن الجمود في المفاوضات ،قالت الصحيفة "في الشهرين الأخيرين نجح كيري في إغضاب الطرفين وزيادة الشكوك تجاهه بعد سلسلة من التصريحات والخطوات غير الناجحة، ففي بداية نيسان عقب ختام زيارة في القدس ورام الله أعلن بأنه في غضون بضعة أسابيع سيطلق خطة إستراتيجية لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني،دون تنسيق هذا الإعلان بين الطرفين.وأضافت تصريحان آخران لكيري أحدثا استهجانا في القدس، الأول المقارنة الغريبة التي عقدها أثناء زيارة إلى اسطنبول في 9 نيسان بين العملية التفجيرية في بوسطن والسيطرة على الأسطول التركي الذي كان متوجها إلى غزة في 2010". وفي تحميل المسؤولية بما يتعارض مع الواقع وفي توصيف مهين ،أضافت الصحيفة ،كيري يتصرف وكأنه سيناتور من مساتشوستس،ويعمل لوحده دون أن يستعين بمستشاريه ومنذ أن تسلم منصبه كوزير للخارجية .

- الموقف الإسرائيلي وفي محاولة لحرف البوصلة عن عملية التسوية يركيز علي الملف الأمني وتطور الأوضاع في سوريا واسلحة حزب الله في لبنان والبرنامج النووي الايراني، رغم أهمية هذه الملفات وتأثيرها علي الوضع الإسرائيلي،إلا أن التركيز عليها بهذا الحجم وهذا الاندفاع يتماشي مع سياسة التهرب من دفع استحقاقات العودة للمفاوضات،التي تتطلب من الحكومة اتخاذ قرارات إستراتيجية وتاريخية تمس بعمق وإلي حد بعيد مواقف أيدلوجية وعقائدية لأحزاب اليمين واليمين المتطرف وهم العناصر الأساسية في الحكومة الحالية،التهرب الإسرائيلي من استحقاقات العودة للمفاوضات يأتي في إطار الحفاظ علي الائتلاف الحكومي من جانب،واستغلال انتهازي لمصالح دول إقليمية ودولية معنية بوضع حد للأوضاع في سوريا من جانب أخر،وكذلك استغلالها هذه الملفات لمخاطبة الرأي العام الدولي الذي يفهم المطالب الإسرائيلية الأمنية،استغلال انتهازي يساهم في تحسين علاقات إسرائيل الدولية والإقليمية ،حسب ما تعتقد إسرائيل.

 

- وتتضح كذلك الانتهازية السياسية التي تمارسها إسرائيل تجاه عملية التسوية،فهي بالنسبة لإسرائيل هي فقط وسيلة لإدارة العلاقات الإسرائيلية ،الإقليمية والدولية ،فإبداء الرغبة النظرية والإعلامية بالعودة للمفاوضات لا يعبر عن حقيقة الموقف الإسرائيلي الرافض عمليا وعلي الأرض لتهيئة المناخ للعودة للمفاوضات، فرفض الحكومة الإسرائيلية تحديد مرجعية واضحة للمفاوضات،وقرار الحكومة الأخير الاعتراف القانوني بأربع مستوطنات عشوائية،والاستمرار بطرح مشاريع استيطانية،ورفض فكرة قيام دولة فلسطينية علي حدود 1967م،والسماح لليهود بدخول باحات المسجد الاقصي والسماح لهم أيضا بزيارته والصلاة فيه،كلها حقائق تؤكد أن إسرائيل ليست معنية في الواقع بالتوصل إلي اتفاق ينهي الصراع ،انتهازية سياسية جلبت ردود أفعال قاسية وليست متوقعة ،فلقد صرحت مصادر أردنية ،أن الأردن كما ذكرت صحيفة التايمز الإسرائيلية على موقعها الالكتروني ،من أن المملكة الأردنية الهاشمية قد صعدت من لهجتها بشكل رسمي ضد "إسرائيل" والذي كان آخرها على لسان المتحدث باسم الحكومة الأردنية الذي هدد "إسرائيل" بعدة تدابير سياسية دبلوماسية وقانونية رداً على ما تقوم به في باحات المسجد الأقصى عشية يوم النكبة الفلسطيني،ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الحكومة الأردنية ووزير الاتصالات "محمد المومني" قوله "إن السفير الإسرائيلي دانيال نيفتو" قد غادر الأردن متجهاً إلى "إسرائيل" الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن مغادرته جاءت بعد استدعاء وزارة الخارجية الأردنية له وتسليمه رسالة شديدة اللهجة للحكومة الإسرائيلية،من جانبه قال دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى "هناك رفع في مستوى اللهجة الأردنية ضد إسرائيل في الآونة الأخيرة"، لافتاً إلى أن المسئولين الإسرائيليين لا يعلمون ما إذا كانت هذه اللهجة هي عبارة عن سياسة داخلية أم أنها بالفعل ستكون بداية قطع الاتصال مع الحكومة الإسرائيلية حيال ما يجري في القدس، مؤكداً على أن علاقة "إسرائيل" بالأردن مهمة جداً بالنسبة للإسرائيليين.
- بالرغم من العقبات التي تضعها إسرائيل وعدم تعاطيها الجدي مع الجهود الأمريكية ومحاولاتها المستمرة لحرف البوصلة ومحاولات جر كافة الأطراف بما فيها الإدارة الأمريكية للانخراط والتركيز علي ملفات أخري كالملف السوري وتداعياته وملف حزب الله والبرنامج النووي الإيراني ،بالرغم من كل ذلك أعلنت مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية عن زيارة جديدة للوزير كيري للمنطقة ،مصادر أمريكية مطلعة قالت بان الأسابيع القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لجهود الوزير كيري لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ،وأضافت المصادر بأنه من المرجح أن يلعن كيري عن خطته في منتصف شهر حزيران القادم ،الزيارة ستتضمن لقاءات مع نتنياهو والرئيس عباس تمهيدا لتقديم مبادرته التي تقوم علي ثلاث عناصر أساسية ،الملف السياسي والملف الأمني والملف الاقتصادي،وقالت المصادر بان كيري يعطي الأولوية إلي معالجة الملف السياسي واعتباره هو الأساس .

- مبادرة كيري التي سيقدمها بعد جولات الاستماع لوجهات النظر من كافة الأطراف وجهوده بإشراك أطراف إقليمية ودولية لإنجاح مساعيه ،فلقد لاقت خطته الدعم من دول الاتحاد الأوربي التي قالت بأنها تثق بجهود جون كيري وستدعم مبادرته وسنساعده لإنجاح مساعيه ،وأعلنت تركيا بعد زيارة ارودغان للبيت الأبيض أنها ستساهم في دفع عملية التسوية وحثت الإدارة الأمريكية علي إشراك حماس في هذه الجهود عندما قال ارودغان بان عدم إشراك حماس يعني فشل لأي جهود في إحياء عملية السلام .
- الوزيرة ليفني وفي ردها علي موقف اردوغان قالت بان حماس تنظيم ديني عقائدي ترفض الاعتراف بإسرائيل ،لذلك لن تكون شريكة في أي عملية تسوية مقبلة إلا إذا تخلت عن مواقفها وأعلنت بأنها تعترف بإسرائيل وفقا لشروط الرباعية الدولية .

ثانيا : الملف الداخلي الإسرائيلي

- صادقت الحكومة الإسرائيلية علي مشروع الميزانية العامة بالإجماع باستثناء الوزير"عمير بيرتس"،وهو وزير عن حزب الحركة بقيادة تسيفي ليفني، اعتراض بيرتس جاء علي خلفية انه قائد عمالي سابق وكان رئيس "الهستدروت" الاتحاد العام لنقابات العمال في إسرائيل ،ومعرف انه من أصدقاء الفقراء والطبقة الوسطي ،الميزانية الجديدة جاءت كخطة اشفاء للاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني من أزمة حقيقية ،فقد تضمنت بنودها الأساسية زيادة الضرائب وخفض مستوي الخدمات التي تقدمها الدولة ، وقلصت 2 مليار شيكل من ميزانية الجيش الإسرائيلي ،هذا وقد اثار اقرار مشروع قانون الميزانية شرائح الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي تضررت كثيرا من بنود الميزانية وعلي خلفية ذلك أعلن منظمو المظاهرات الاحتجاجية عن تصعيد حجم المظاهرات وأعداد المشاركين فيها، وذلك احتجاجاً على السياسية التقشفية التي تنوي الحكومة الإسرائيلية إقرارها في الميزانية القادمة للثلاثة أعوام القادمة .             

 ونقل موقع صحيفة "معاريف" عن أحد منظمي الظاهرات قوله:" سننظم المظاهرات السبت المقبل ثم الذي يلي وفي كل سبت، وسنضاعف من أعدادنا وفي المرة القادمة سيصل عددنا إلى 15 ألف متظاهر".وأضاف:" سنواصل المظاهرات حتى يتحقق مطلب من اثنين، إما أن نغير سياسات الحكومة، أو نقوم بإسقاطها، إننا نشعر بإحباط كبير لقد انتخبنا لبيد واستقبلنا نتنياهو ثانية". 

- علي خلفية مشروع قانون الميزانية ،أظهر استطلاع صحيفة "هأرتس" الذي نشرته اليوم الجمعة تراجع كبير في شعبية رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزير المالية يائير لبيد وثقة في نتنياهو كرئيس للحكومة الإسرائيلية.
فوردا على سؤال من من هذه الشخصيات "نتنياهو ، لبيد ، شيلي يحمفوتش" مناسب كي يكون رئيس وزراء إسرائيل ؟ ، رد 52% من المستطلعة أرائهم بأن نتنياهو مناسب لهذا المنصب ، في حين أجاب 10% بأن يائير لبيد هو المناسب، وزعيمة حزب العمل شيلي يحمفوتش حصلت على 15%.
وردا على سؤال هل أنت راضي عن السياسة التي يتبعها "نتنياهو، لبيد، يعالون"، أجاب 39% من المستطلعة أرائهم بأن يشعرون بالرضي عن سياسة نتنياهو في حين عبر 53% عن عدم رضاهم ، في حين عبر 19% عن رضاهم من سياسة لبيد و58% عبروا عن عدم رضاهم، وقد حصل وزير الجيش يعالون على نسبة كبيرة من الثقة حيث عبر 49% عن رضاهم من سياسته في حين عبر 18% عن عدم رضاهم .
وفي سؤال هل أنت تصدق ما وعد به وزير المالية لبيد بتحسن الوضع الاقتصادي بعد سنة ونصف، أجاب 72% عدم تصديقهم لهذا الموقف، في حين عبر 23% عن ثقتهم بموقف وزير المالية.
وفي حال جرت الانتخابات للكنيست الإسرائيلي اليوم فأن توزيع الأعضاء سيكون كالتالي : الليكود بيتنا 32 مقعدا زيادة عضو عن الانتخابات الأخيرة، يوجد مستقبل 18 مقعدا بخسارة عضو عن الكنيست الحالي، حزب العمل 17 مقعدا بزيادة مقعدين عن الكنيست الحالي ، البيت اليهودي 10 بخسارة مقعدين ، شاس 12 بزيادة مقعد، يهودا هتوارة 7 مقاعد كما هو الحال في الكنيست الحالي ، حزب الحركة "تنوعاه" 4 مقاعد بخسارة مقعدين ، ميرتس سيحصل على نفس عدد المقاعد في الكنيست الحالي 6 ، كاديما سيحافظ على المقعدين ، القائمة العربية الموحدة 5 مقاعد بزيادة مقعد ، في حين ستحصل الجبهة على نفس العدد 4 كقاعد والتجمع أيضا على نفس العدد 3 مقاعد.
- في موضوع العلاقة بين المتدينين والعلمانيين في إسرائيل وعلي خلفية تشكيل الحكومة بدون أي حزي ديني ،ولان الحكومة العلمانية الحالية قررت معالجة تجنيد الشبان المتدينين في الجيش انطلقت يوم الخميس مظاهرة ،كما ذكرت صحيفة هآرتس أن أكثر من عشرة آلاف متظاهر من المتدينين قد وصلوا مساء اليوم إلى مكتب التجنيد بمدينة القدس في مظاهرة هي الأكبر منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وذلك في محاولة منهم لتوقف تجنيد طلاب المدارس الدينية في صفوف الجيش الإسرائيلي،ووفقاً للصحيفة فإن المئات من ضباط الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود قد تمكنوا من منع المظاهرة من الوصول إلى مكتب التجنيد الواقع في حي المتدينين "الحرديم" "ماكور باروخ"، في حين شهدت المنطقة بعض المناوشات بين المتظاهرين ورجال الشرطة،الجدير بالذكر أن عشرات المناشير تم توزيعها صباح اليوم على الأحياء المتدينة في "إسرائيل" تحثهم على الخروج في مظاهرة المساء، ويشار إلى أن المنشورات كانت مليئة بعبارات التحريض على الحكومة، لافتة إلى أن الحكومة مصممة على القضاء على التوراة والدين في "إسرائيل" بأي شكل من الأشكال.

- وفي نفس الموضوع "العلاقة بين المتدينتين والعلمانيين"، كشفت الصحف الإسرائيلية النقاب عن اجتماع جمع بين رئيس الحكومة نتنياهو والزعيم الجديد لحركة شاس الدينية أريه درعي،الاجتماع جاء بناء علي طلب رئيس الحكومة وناقش العلاقات بين الحكومة وحركة شاس ،وأضافت المصادر الصحفية أن اللقاء يأتي في إطار تحسين علاقة نتنياهو مع المتدينين الحلفاء الأساسيين له قبل تشكيل هذه الحكومة، اللقاء ناقش مواضيع اجتماعية ومنها قانون تجنيد الشباب المتدينين طلاب المدارس الدينية واستمرار دعم المؤسسات التعليمية والصحية والخدمية التي تسيطر عليها حركة شاس .

ثالثا : الملف الأمني
- يزدحم الملف الأمني بالعناوين نتيجة لسخونة الأوضاع بطريقة دراماتيكية ،أهم هذه العناوين تتلخص في التالي:
1- الوضع الداخلي للجيش الإسرائيلي
ا-  كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن "رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بدأ ثورة عسكرية داخل الجيش الإسرائيلي لإعداد جيش بري جديد قادر على تحمل أعباء القتال على عدة جبهات، وأوضحت الصحيفة أن "الخطة الجديدة لغانتس التي تدارسها مع نائبه غادي آيزنكوت والوزير الجديد موشيه يعلون ستضع الحجر الأساسي لبناء قوة برية جديدة للجيش الإسرائيلي"، معتبرةً أنها "تلاءم التقليصات المالية الجديدة المتعلقة بموازنة الجيش، وأن المجلس الوزاري المصغر وافق منذ أيام على الخطة التي ستغير وجه الجيش البري لإسرائيل وسيبدأ تطبيقها يوم الأحد، وقالت الصحيفة ،انشغل غانتس في الأشهر الأخيرة بإحداث تغييرات في قيادة الجيش العليا من أجل هذه الثورة التي ستكون من الصعب جدا أن تقنع أجيال من القادة في الجيش الإسرائيلي بأن العامود الفقري للجيش البري ليس الدبابة وأن سلاح المدافع الذي يطلق نارا دقيقة ليس هو بالضرورة ملك المعركة، حتى بات الجيش البري في صورته القائمة حاليا كالديناصور الثقيل الذي لا يمكن ملاءمته مع التغيرات السياسية والتهديدات الجديدة، فالجيش الحالي قادر على أن يمارس نفس حرب لبنان الأولى عام 1982، لكنه لن يكون قادرا على فعل جديد في حرب لبنان الثالثة، وليس مهيئاً لمعركة متزامنة تشمل عدة جبهات أو عدة جهود في جبهة واحدة، لأن ذلك بحاجة لضمان قدرات نقل جوي وبحري بمقادير مختلفة وإلى تفكير وتدريب مختلف، والجيش في بنيته الحالية مهيأ لمعركة سحق فقط ،واعتبرت أنه في الماضي حينما واجه الجيش الإسرائيلي تهديد جيوش تقليدية، مكنته القدرة الاستخبارية والقدرة النارية المتقدمة التي امتلكها بالتعرف على مراكز ثقل العدو فيضرب ويصوغ ويشكل الواقع، لكننا اليوم في مكان مختلف، فقد تغير العدو منذ كان الربيع العربي وأصبحت التهديدات التي تُنشئها الوسائل القتالية التي يملكها مختلفة، فالجيش يمتلك اليوم تفوقا جويا وتفوقا استخباريا في الميدان، وله قدرة غير عادية على استعمال نار دقيقة في الجو والبحر، لكن الجيش البري متخلف إلى الوراء،فلو أن جنرالا أميركيا نظر في الخطط القتالية في جبهات مختلفة في الشمال لتحرك بعدم ارتياح كبير في مقعده،وأشارت الصحيفة إلى اجتماع للمجلس الأمني المصغر سيعقد يوم الأحد للبدء بالتوجيهات اللازمة من أجل الإصلاح في الجيش البري، مشيرةً إلى أن خطة العمل تهدف لتحجيم القدرات البشرية أيضاً داخل الجيش وتقليصها حتى تتمكن مع حلول عام 2016 بتقليص 1569 وظيفة ما يعني تخلي الجيش عن 300 مليون شيكل، كما أن الخطة ستعجل بتصغير الجيش النظامي كي يخلي قدرا أكبر من النفقات وبصورة أسرع .

ب- وفي عنوان أخر لصحيفة معاريف وتحت عنوان الجيش الإسرائيلي بعد خمس سنوات ، نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرا مفصلا عن كيف يبدو الجيش الإسرائيلي خلال الخمس سنوات القادمة؟؟ ،وذلك في ضوء التقليصات في ميزانية الجيش التي أقرته الحكومة وكان التقليص يقضي بتقليص 5،1 مليار شيكل من ميزانية 2013،قياسا بميزانية 2012 التي بلغت 54 مليار شيكل" وتقليص ميزانية 2014بـ 3 مليارات الأمر الذي فاق توقعات استخبارات الجيش بقليل وسيجبر الجيش على المرور بعام ونصف العام من الشدة والضيق المالي وسيتم إلغاء جزء من التدريبات وإلغاء المناورات الكبرى على مستوى الألوية والفرق وستتحول إلى مناورات قيادات فقط وسيتم إلغاء عدد من المشاريع في أقسام واذرع الجيش المختلفة أو سيتم تنفيذها على نطاق ضيق اقل بكثير من الخطط الأصلية لكن الجيش سيتعايش نهاية الأمر مع تقليص الميزانية .

- وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس قسم التخطيط سيبحثوا في الخطة متعددة السنوات التي يطلق عليها الجيش اسم "عوز"،والتي صادق عليها المجلس الوزاري المصغر وهي ستحدد طبيعة وشكل وتركيبة الجيش الإسرائيلي نهاية العقد الحالي وتشمل دبابات اقل وتركيز اكبر على تكنولوجيا المعلومات والحرب الالكترونية ،خطة "عوز" التي يبغي أن تحدد نقطة التوازن بين القدرات الدفاعية والهجومية والتزود بأنظمة دفاع فعالة مثل " القبة الحديدية  "والعصا السحرية وحيتس 2 وحيتس 3  التي ستكلف خزينته مليارات الشواقل ويبدو أن الجيش لن يتزود بأكثر من 9 بطاريات من طراز " القبة الحديدية" رغم خطة وزير الجيش السابق الداعية لشراء10 بطاريات على الأقل لكن يبدو أن تحسن قدرات هذه المنظومة وزيادة مدى صواريخها سيفور على الجيش شراء بعض البطاريات الإضافية .       
سيركز الجيش خلال السنوات الخمسة الماضية اهتمامه على تسليح قواته البرية والبحرية والجوية بالذخائر الذكية فيما سيخصص سلاح الجو غالبية الميزانية لشراء السرب القتالي الأول من طراز F-35, وهي طائرة أمريكية حديثة جدا ولها قدرات التملص من الرصد الراداري ستصل طلائعها إلى إسرائيل نهاية عام 2016 وسيتم شراء سربا أخرا من هذه الطائرات مع نهاية الخطة التسليحية الجديدة إضافة إلى تزويد سلاح الجو بطائرة جديدة " مروحية – طائرة" وصهاريج وقود طائرة،وسيحول الجزء الأساسي من ميزانية " الشيكل" لشراء ثلاثة غواصات جديدة من طراز " دلفين" تتسلمها البحرية الإسرائيلية خلال السنوات الخمسة القادمة علما بان تكلفة الغواصة الواحدة تصل إلى نصف مليار يورو ورغم تمويل الحكومة الألمانية لثلث التكلفة يبقى العبء المالي مرتفع جدا بالنسبة للجيش الإسرائيلي كما سيعمل الجيش خلال خطة " عوز" على شراء سفن وزوارق حربية مخصصة لحماية مواقع استخراج الغاز الطبيعي في البحر المتوسط وحماية المياه الاقتصادية الإسرائيلية وسيتم تمويل هذه السفن والزوارق من وزارة المالية مباشرة خارج إطار الميزانية العسكرية وسيصل حجم هذا التمويل الإضافي خلال العام الحالي إلى عشرات ملايين الشواكل ترتفع خلال السنوات القادمة إلى ما يفوق المليار شيكل سنويا .
وستمنح الخطة التسليحية الجديدة مثلها مثل سابقاتها أفضلية من الدرجة الأولى لسلاح الجو وأجهزة الاستخبارات حيث يمتنع الجيش عن توفير شيكل واحد في مجال تزويد أجهزة مخابراته واستخباراته بكل ما يلزمها وسيستثمر مبالغ طائلة في منظومة جديدة للتعامل مع سيل المعلومات الواردة من مجسات وأجهزة تحسس لا يمكن حصرها تم نشرها خلال السنوات الماضية ،وستقوم المنظومة الجديدة بفرز المعلومات وتحويلها إلى المستوى الميداني التكتيكي كما سيعزز الجيش الإسرائيلي خلال السنوات القادمة وبشكل كبير من قدراته في مجال الحرب المستندة لمعلومات الشبكة والحرب المستندة للمعلومات الاستخبارية وسيصل إلى انجازات ضخمة في هذا المجال لم يصلها أي جيش في العالم حتى الآن،حيث سيتمكن من مهاجمة أهداف بدرجة خطأ لا تتجاوز المتر الواحد عبر الضغط على زر صغير فقط يحدد نوعية " إيقونة " الهدف التي ستظهر على شاشة حاسوب متحرك " لاب توب " حيث يدور الحديث عن نظام يمكن الجيش الإسرائيلي من إغلاق دائرة النيران خلال ثوان فقط .
وسيواصل الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الخمسة القادمة ومن باب استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية استثمار مبالغ كبيرة في مجالات حماية المقاتلين في الميدان بما في ذلك دفاعا فعالا عن السيارات والمركبات العسكرية المدرعة لكن يبدو أن المجال الأكثر تطورا سيكون بعيدا عن ساحة القتال التقليدية حيث سيستثمر مبالغ هائلة في مجال الحرب الالكترونية باتجاه الدفاع والهجوم ،ووفقا لخطة " عوز" سيقلص الجيش الإسرائيلي من قواته الدائمة ليتحول مع نهاية الخطة عام 2018 إلى جيش صغير مسلح بأسلحة حديثة ودقيقة.

2- الجبهات المحيطة بإسرائيل

ا- الجبهة الشمالية
- لا زالت تداعيات الغارة الإسرائيلية علي أهداف قالت عنها إسرائيل بأنها صواريخ كانت متجهه لحزب الله ، أعلن حزب الله بوضوح أن الغارة غيرت قواعد اللعبة في الجولان والحدود السورية الإسرائيلية،وذلك من خلال انضمام هذه الجبهة لأسلوب حرب العصابات "الفدائيين"علي غرار تجربة حزب الله في الجنوب اللبناني،وقال الحزب إن الرئيس بشار أعطي تعليماته الواضحة بان تشارك قوات فدائية سورية مقاتلين من حزب الله في هذه المواجهة من الجبهة السورية الإسرائيلية ، الحزب قال أيضا بان سوريا أوفت بوعدها ونقلت للحزب كل ما يلزمه من أسلحة تكسر معادلة التفوق الإسرائيلي ،وأوضح أن هذه الأسلحة هي :
- عربات «بانتسير» pantsir المسلّحة بصواريخ لضرب طيران الاستطلاع والمروحيات، وهي عربات صاروخية متحركة.
-صواريخ «سام 5» الثابتة التي تُستخدم لضرب الطائرات على مسافات أعلى، ولها رأس باحث عن الحرارة وقادرة على التصدي للصواريخ الجوالة.
- نظام صواريخ «الكورنيت» المتطور المضاد للدبابات، وهو من الجيل الثالث المتطور الذي يستطيع خداع جهاز "تروفي "Trophy الإسرائيلي، الذي تمّ تركيبه على «الميركافا» الإسرائيلية.
-صواريخ «الياخونت» الروسية الصنع، لضرب السفن وحركة الملاحة في كل المتوسط، وهو نظام بحري «مجنح» متطور وفعال يتناسب مع حركة العمليات العصابية، إضافة إلى ألغام بحرية متطورة .

- وفي رده علي استمرار نقل الأسلحة من سوريا إلي حزب الله أعلن نتنياهو اليوم الأحد في اجتماع الحكومة بان حكومته مصممه علي ضرب أي محاولة نقل أسلحة لحزب الله ولديها الاستعداد أن تضرب مرة أخري إذا لزم الأمر،وقال أن إسرائيل ستدافع عن امن مواطنيها وتتصرف باتزان وبعد دراسة متأنية، وأضاف أن الشرق الأوسط وتحديدا سوريا ،يعيش لحظات تاريخية حساسة تفرض علي إسرائيل أن تراقب وتتابع وتستعد لمواجهة أي تطور ،تصريحات نتنياهو مليئة بالتهديد وربما تاتي ردا علي الاخبار التي نقلتها صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية في تقرير لها اليوم، بان سوريا وضعت وحدات من صواريخها الاكثر تقدما في حالة تأهب استعدادا لضرب تل أبيب في حال شنت إسرائيل هجمات أخرى على أراضيها، وقالت الصحيفة أن أقمارا صناعية رصدت استعدادات الجيش السوري لنشر صواريخ سورية الصنع من طراز تشرين، ويحمل كل صاروخ من هذا النوع رأسا حربيا بوزن نصف طن، واعتبرت "الصاندي تايمز" نشر مثل هذه الصواريخ تصعيدا ملموسا لحالة التوتر في المنطقة، بعد ما نشر من أنباء عن قيام إسرائيل بثلاث غارات على الأراضي السورية خلال الأسابيع الأخيرة، وكذلك ما قاله مسؤول إسرائيلي لصحيفة "نيويورك تايمز" من أن تل أبيب تدرس إمكانية تنفيذ غارات أخرى، وفي تطور أخر أفادت صحيفة الديار اللبنانية في عددها الصادر اليوم أن الولايات المتحدة وجهت تحذيرات خطيرة إلى المسؤولين اللبنانيين جاء فيها أن إسرائيل ستدمر في الحرب القادمة كل الجسور وستدمر وسط بيروت وستقصف محطات المياه وخزانات الغاز بشكل يعيد لبنان خمسين سنة إلى الوراء،وحسب الصحيفة أكدت واشنطن أنها تعتبر الحكومة اللبنانية خاضعة لسيطرة حزب الله وبالتالي فسيضرب سلاح الجو الإسرائيلي والبوارج الحربية مراكز كثيرة في لبنان لجعل الشعب اللبناني يعيش أزمة حقيقية،ولم توضح الصحيفة اللبنانية سبب توجيه هذه التحذيرات إلى حكومة بيروت في هذا التوقيت بالذات .

- لا زالت قضية إصرار روسيا علي تزويد سوريا بصواريخ "S300" للدفاع الجوي ،تثير القلق والخوف لدي المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل علي اعتبار بان هذه الصواريخ المتطورة من شانها أن تكسر معادلة التوازن الاستراتيجي في المنطقة وتشكل خطرا حقيقيا علي حرية الطيران الإسرائيلي ليس فقط في الأجواء السورية بل في الأجواء اللبنانية الإسرائيلية نفسها وتحد هذه الصواريخ التي يصل مداها إلي 150 كم من قدرات سلاح الجو الإسرائيلي من شن غارات مستقبلية خارج أجواء إسرائيل ، وكذلك أثارت الأخبار عن تزويد روسيا للجيش السوري صواريخ "ياخونت" وهي صواريخ بر بحر يصل مداها 300 كم ، أثارت أيضا قلقا جديدا لدي إسرائيل ، الخوف والقلق الإسرائيلي من امتلاك سوريا لمثل هذه الصواريخ المتطورة نابع من إمكانية تهريبها لحزب الله أو وقوعها بأيدي جماعات متطرفة تقاتل النظام في سوريا ، أي ما بعد سقوط نظام بشار .

2- جبهة الضفة الغربية
- أما علي الجبهة الاخري ،جبهة الاحتجاجات في الضفة الغربية وعمليات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومساجدهم ،فان الوضع هناك بات يتطور يوما بعد يوم، فلقد عمت مدن الضفة ومناطق الاحتكاك احتجاجات فلسطينية بمناسبة يوم النكبة ،احتجاجات رافقها قذف الحجارة والصدام مع الجنود علي الحواجز تطورت إلي الصدام مع المستوطنين المدججين بالسلاح والمحميين من الجنود الإسرائيليين .

- ولمنع تدهور الأوضاع لمزيد من العنف نتيجة أعمال المستوطنين التي تسمي "دفع الثمن" يدرس المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر "الكابنيت" في "إسرائيل"، تصنيف عمليات "تدفيع الثمن" كأعمال إرهابية، بهدف منح الشرطة والجيش الإسرائيليين غطاء قانوني لمواجهتها ،ونقل موقع صحيفة "ذا بوست" العبرية على الشبكة، عن مصادر أمنية قولها" أن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية لم يؤكد ما إن كان هذا الموضوع مطروح على الجدول اليومي للكابنيت ،وترأست وزيرة العدل الإسرائيلي تسيبي ليفني أمس جلسة خاصة بمشاركة عدد من المسؤولين والخبراء الأمنيين لمناقشة اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين والمساجد والكنائس والمعروفة تحت مسمى "تدفيع الثمن"،ووصفت ليفني ووزير الأمن الداخلي "يتسحاق أهارونوفيتش" والمستشار القانوني للحكومة "يهودا فاينشتاين" هذه الاعتداءات بجريمة على خلفية قومية متطرفة، حيث أكدوا أنه يتوجب على الجهات القضائية المختصة تشديد العقوبات المفروضة على مرتكبيها،وأعرب المشاركون في الجلسة عن خشيتهم من أن تتفشى هذه الظاهرة وتوجه ضد الفلسطينيين، كما أصدروا توجيهات إلى الجهات المختصة باستخدام كافة الوسائل المتاحة لمحاربة هذه الاعتداءات. 
- بالرغم من عربدة المستوطنين وتعديهم اليومي علي الفلسطينيين العزل ،وإقرار الحكومة بان ممارسات مجموعات"دفع الثمن" تصنف علي أنها أعمال إرهابية دعي وزير الصناعة والتجارة اليميني المتطرف وزعيم حزب البيت اليهودي الي تغيير تعليمات إطلاق النار للجنود الإسرائيليين والمستوطنين بالضفة الغربية، وذلك بزعم "تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم"،وكانت صحيفة "معاريف" قد نقلت في موقعها على الشبكة ،عن جنود نظاميين واحتياط في جيش الاحتلال زعمهم أنهم معدمو الحيلة إزاء تعليمات إطلاق النار الضبابية ،وانضم بنيت في رده إلى أعضاء كنيست كثيرين يتبنون الموقف ذاته،وقال بنيت: إن المهمة الأساسية للحكومة هي الدفاع عن مواطنيها، ولكنها لا تقوم بذلك، ويضيف: أن السفر في شوارع الضفة الغربية في الشهور الأخيرة قد تحول إلى جحيم،وتعهد بنيت بأن يبذل كل جهوده بهدف إعادة الأمن للمستوطنين في الضفة الغربية، قبل أن يكون قد فات الوقت .

- وفي تطور لاحق عاد الجيش الإسرائيلي لتطبيق سياسته القديمة الحديثة باستخدام وحدات القناصة لتفريق التظاهرات الفلسطينية نهاية الأسبوع الماضي بالقرب من مستوطنة "بيت أيل" شرق مدينة رام الله ما تسبب في إصابة 5 شبان فلسطينيين ،وبحسب ما نشر موقع صحيفة "معاريف" اليوم الأحد فقد استخدم الجيش وحدة القناصة في تفريق تظاهرة فلسطينية الخميس الماضي بالقرب من مستوطنة "بيت أيل" وقام جنود وحدة القناصة بإطلاق النار الدقيق باتجاه المتظاهرين ما أدى إلى وقوع 5 إصابات في صفوف المتظاهرين،وأضاف الموقع أن الجنود نفذوا تعليمات قائدهم بإطلاق النار الدقيق نحو المتظاهرين، مبررين ذلك بتقدم الشبان الفلسطينيين نحو المستوطنة، وبعد أن استنفذ الجيش الوسائل العادية لتفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وكذلك الرصاص الحي التحذيري،
وأعتبر موقع الصحيفة أن اللجوء لسياسة القنص من قبل الجيش الإسرائيلي في هذه التظاهرة يعتبر عودة لسياسة قديمة كان الجيش يستخدمها في تفريق التظاهرات في الضفة الغربية، وهذا ما يعتبر انتقال لمرحلة أعلى في تفريق التظاهرات الفلسطينية،يشار أنه خرجت عدة دعوات مؤخرا لتغيير سياسة الجيش في التعامل مع التظاهرات الفلسطينية من قبل أعضاء كنيست إسرائيليين، مبررين ذلك لشعور جنود الاحتلال بالمهانة والذل أثناء تفريقهم للتظاهرات بسبب القيود المفروضة عليهم، وقد يكون لاستخدام القناصة نهاية الأسبوع الماضي استجابة لهذه الدعوات.
3- الجبهة الجنوبية

الجبهة الجنوبية تشهد هدوءا ملحوظا ولم يطرأ أي تغيير علي هذه الحالة ، فحماس ومعها فصائل المقاومة تري ان الهدوء يناسب الظروف التي تعيشها غزه، وان أي تدهور امني من شانه ان يجلب الدمار ويتسبب في توجيه ضربة عسكرية لغزه التي يتوعدها الجيش الإسرائيلي ،حماس تقوم بعمل ميداني مباشر ومعروف من خلال نشر بعض المجموعات العسكرية علي المناطق الحدودية لمنع أي جماعة أو شخص من إطلاق صواريخ علي إسرائيل .  

حرره: 
م.م