شرب "بول الإبل" يثير ضجة في السعودية

الرياض: أثارت تعليقات للكاتب أحمد آل شيخ جدلاً كبيراً بين مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، خاصة بعد أن غرد قائلاً " جمعية الأطباء يعلمون يقيناً أن بول الإبل يؤدي إلى مضاعفات تحدث عنها شيخ الأزهر، ومع ذلك خنسوا ولم يبينوا للناس ضرر شرب البول".

وأتى تعليق آل الشيخ دلالة إلى الحديث النبوي في صحيح البخاري الذي نص على ما يلي: "عن أنس رضي الله عنه أن ناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الابل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم."

وتلقى أحمد آل شيخ العديد من التعليقات على حسابه الشخصي بموقع تويتر، تراوحت ما بين مؤيد ومعارض، منها تغريدة جاء فيه  "لست مع بعض أطروحاتك ولكني أعتقد الموضوع أكبر من التشكيك في حديث بول الأبل لتصفية حسابات بين تيارات فكرية مختلفة."

وفي تعليق آخر:"على الدولة أن تقوم بواجبها تجاه حماية العقيدة وتجفيف منابع الإلحاد."

وقال مفتي المملكة، في تصريحات أدلى بها خلال إطلالة تلفزيونية ، إنه من الواجب "طاعة النبي في ما أمر وتصديقه في ما أخبر،" مضيفا أن "الطاعن بالسنة والساخر بها والناقد لها" إنما هو "جهل وضلال" وتابع قائلا: "كل ما أخبر به الرسول حق وصدق يجب التسليم والانقياد له.. أما أن نحرم النصوص ونردها بأهوائنا فهذا خطأ من دعاة الضلال الذين يحكّمون العقل على الشرع، يجب أن نقبل الشرع ونجعله حكما على غيره."

من جانبه، نقل الشايع، في اتصال مع سي أن أن بالعربية، عن المفتي قوله في لقاء جمعه مع العلماء ، إنه من الضروري التعامل مع آل الشيخ كما يتم التعامل مع سواه في القضايا المماثلة، خاصة وأن ما أدلى بها يخالف القرآن الذي يأمر بشكل واضح باتباع السنة النبوية.

وزود الشايع سي أن أن بالعربية بنسخة من رأى مكتوب أعده السبت جاء فيه: "لا ريب أن من مقتضى توحيد الله تعالى والإيمان برسوله.. أن يصدِّقه المسلم بكل ما يخبر به... وقد لوحظ مؤخراً على بعض المثقفين والكتاب والدعاة إطلاقُهم لأوصاف سيئة وآراء عليلة في حق المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وفي جنب القرآن الكريم والسُّنة."

واعتبر الشايع أن في هذا الأمر "خطورة بالغة" خاصة لدى صدوره من أشخاص "يعيشون في كنف هذه المملكة العربية السعودية التي دستورها القرآن ومنهجها السنة."

وأضاف الشايع: "تابعت ما صدر عن الأخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ الكاتب في صحيفة الجزيرة عبر حسابه في تويتر، من عبارات في شأن بعض الأحاديث النبوية الشريفة، رجم فيها بالقول بغير علم، وأبدى جرأةً بغيضة نحو كلام الرسول.. بكلماتٍ صبيانية وألفاظ وضيعة."

وقدم الشايع تحليلا فقهيا مطولا للأحاديث التي تكلم حولها آل الشيخ، نقتبس منه أن حديث الإبل مذكور في صحيحي البخاري ومسلم، كما رواه "الأئمة الستة في كتبهم" وأضاف: "حديث الذبابة وهو مخرج في صحيح البخاري ، وجاء السجال ثالثاً: بشأن حديث طاعة ولي الأمر وإن ضرب الظهر وأخذ المال، وهو مخرج في الصحيحين أيضاً."

ورفض الشايع طعن آل الشيخ بالأحاديث بوصفها من "أحاديث الآحاد" قائلا إن الأحاديث التي تحمي الدماء والأعراض والأموال كلها من جملة أحاديث الآحاد، كما عرض لقضية "بول الإبل" قائلا إن النبي "لم يأمر الناس أن تكون أبوال الإبل مشروباً يومياً على الموائد كما يتوهمه الكاتب، ولكنه وصفه علاجاً لحالات محددة."

ورفض الشايع استناد آل الشيخ إلى رأي صادر عن شيخ الأزهر يرفض التداوي ببول الإبل قائلا: "مع كامل التقدير لسماحة شيخ الأزهر .. مشيخة الأزهر قد صدر عنها أيضاً فتوى مؤصَّلة مفصَّلة فيها القول بالجواز والإباحة والمشروعية للتداوي بأبوال الإبل" كما أكد نجاح الأبحاث العلمية في استخلاص "المادة الفاعلة" من أبوال الأبل التي اتضح أن بوسعها "منع حدوث الطفرات السرطانية."

حرره: 
م.م