مستقبل التلفزيون في يد المشاهد
أمستردام : تبدو الخطوة التي أعلنتها الذراع التلفزيونية لشركة «أمازون» الأميركية، بإتاحة الفرصة للجمهور للتصويت على مستقبل المسلسلات الـ14 التي قامت الشركة بإنتاج حلقات تجريبية منها، وكأنها ستغدو السياسة الجديدة لشركات الإنتاج التلفزيوني لقياس شعبية نتاجاتها الجديدة. فبدل أن تتنظر أي شركة إنتاج أو قناة تلفزيونية أرقام المشاهدة لبرامجها، اختصرت «أمازون» كثيراً من الوقت والجهد والتكلفة، بطلبها من الجمهور التصويت إلكترونياً لما يُحب أن يراه مستقبلاً، من الحلقات التجريبية التي تقدمها من هذه البرامج.
الاعتماد على المعلومات الإلكترونية المتوافرة عن مزاج المشاهدين للمشاهدة، سيتحول قريباً إلى المصدر الأول المؤثر لقنوات التلفزيون وشركات تزويد المحتوى التلفزيوني عبر شبكة الإنترنت. فجمع هذه المعلومات عملية سهلة جداً، كما يمكن استخلاص إحصائيات دقيقة عن الأعمار وجنس المشاهدين ومستواهم التعليمي، من دون إزعاج أي منهم. فالمشتركون في أي عملية إحصاء، هم زبائن فعليون لمواقع تلك الشركات، وتكفي مراقبة عادات المشاهدة لديهم للحصول على معلومات مفصلة تستند إلى تلك التي قدموها عند اشتراكهم في خدمة تلك الشركات.
خطوة «أمازون» التي تعدّ أكبر شركة لبيع الكتب عبر الإنترنت في العالم - بدأت أخيراً بتقديم المحتوى التلفزيوني والأفلام في أميركا وعدد من الدول الأوروبية -، ستوفّر أموالاً كثيرة، كانت ستذهب لإنتاج أجزاء أولى كاملة، سيكون حظ معظمها للاستمرار ضعيفاً جداً. فهي وعوضاً عن إنتاج 15 حلقة من أي مسلسل جديد، وفّرت الحلقات التجريبية من هذه المسلسلات (البايلوت)، وطرحتها مجاناً، وطلبت من المشاهدين تقويمها، لتنتج، مجموعة منها في المستقبل.
وتنقسم المسلسلات الـ14 بين الكبار والصغار، منها مسلسلات كوميدية، بعضها من بطولة نجوم معروفين، مثل مسلسل «ألفا هاوس» الذي يقدم يوميات أربعة من أعضاء الكونغرس الأميركي، يشتركون في العيش في بيت واحد، ويقوم ببطولته النجم التلفزيوني والسينمائي المعروف جون غودمان. كما تضم قائمة مسلسلات الكبار، مسلسلاً كوميدياً جديداً عن آكلي لحوم البشر.
وكانت شركة «نيتفليكس» لتزويد خدمة مشاهدة التلفزيون والأفلام عبر الإنترنت، كشفت نهاية العام الماضي أن خططها لإنتاج محتوى تلفزيوني خاص، اعتمدت على مراقبة سلوك المشاهدة لزبائنها حول العالم، حيث ستقدم جزءاً جديداً من مسلسل كوميدي، بسبب شعبية الأجزاء السابقة في خدمتها، كما أنها وبسبب شعبية مسلسلات «الزومبي» (آكلي لحوم البشر)، ستنتج مسلسلاً جديداً بهذا الاتجاه.
لم تكتف شركة «أمازون» بإعلانها الترويجي المهم عن المسلسلات الـ14 التلفزيونية، والتي أنتجت بسرية حلقات تجريبية منها. فهي مشغولة منذ فترة، وكما نقلت مصادر مقربة من الشركة، بإنتاج جهاز يربط التلفزيون المنزلي بالمحتوى التلفزيوني للشركة على شبكة الإنترنت، أي يقوم بمهمة جهاز «أي تي في» الخاص بشركة «آبيل»، ليدخل بهذا المنافسة مع شركات «الكيبيل» التقليدية وتلك التي توفر المحتوى التلفزيوني عبر الإنترنت.
هذه الحركة المستمرة بين شركات تجهيز خدمة التلفزيون عبر الإنترنت أو عبر الأجهزة المنزلية الخاصة، تشير إلى الشعبية والجدوى الاقتصادية المنتظرة من هذا النوع من الخدمة، والتي عززتها شعبية أجهزة التابلد التي تستخدم بكثرة في مشاهدة البرامج التلفزيونية حول العالم. كما أصبح من العسير جداً تحديد أصناف الخدمات التي تقدمها الشركات تلك، فالشركة التي تقدم خدمة المشاهدة عبر الإنترنت، تنتهي بهذه الخدمة عند كثر على شاشاتهم التلفزيونية التقليدية، بربط الإنترنت مع أجهزة التلفزيون، أو بسبب شعبية أجهزة التلفزيون الذكية، والتي تملك إمكانية الاتصال بالإنترنت.