اتمام الموكب الديني لزيارة اليهود إلى جزيرة جربة في تونس

 

تونس: اتم الزوار اليهود الجمعة في كنيس الغريبة بجزيرة جربة جنوب شرق البلاد التونسية، طقوس زياتهم السنوية على امل ان تكون فاتحة انتعاشة جديدة في تونس رغم عدم استقرارها منذ ثورة "الحرية والكرامة" نهاية 2010 وبداية 2011.

وبعد عملية بيع منتوجات تعتبر مقدسة عند اليهود سمحت بجمع الف يورو ليهود جربة، شارك نحو 200 شخص في موكب احتفالي قصير في محيط الكنيس انتهى بترداد النشيد الوطني التونسي.

وانتشر عشرات من عناصر الشرطة باللباس المدني وبالزي الرسمي وعسكريون وعناصر من القوات الخاصة مسلحون باسلحة الية لمواكبة الاحتفال وتم اغلاق الحي الذي اقيم فيه.

وقال ماركو الذي تولى عملية البيع بالمزاد العلني "شكر كبير للسلطات التونسية. لقد استقبلتنا بدرجة من الحفاوة حتى اني واثق اننا سنكون عشرة آلاف العام المقبل".

وبعد استراحة يوم السبت يأمل المنظمون في أن يصل الى المكان الف زائر بينهم 500 من الخارج وخصوصا ولاول مرة منذ 2010 اسرائيليون.

وأحيطت زيارة الغريبة باجراءات امنية مشددة من الحكومة التي يقودها حزب النهضة الاسلامي بهدف تجنب اي انفلات خصوصا وان البلاد شهدت اضطرابات نفذتها مجموعات اسلامية متطرفة في العامين الماضيين.

وتتولى 15 عربة للجيش اضافة الى حواجز للشرطة حماية الغريبة التي كانت تعرضت لاعتداء من القاعدة في 2002 اضافة الى الاحياء اليهودية المجاورة والطريق الرابط بين مطار جربة الدولي والمنطقة السياحية.

وبدا الزوار الذين طمانهم هذا الانتشار الامني الكبير وغير الظاهر في ان، طقوس احتفالهم قبيل الظهر.

ويغطي الرجال والنساء رؤوسهم ويخلعون احذيتهم قبل الدخول الى الكنيس حيث يشعلون شمعة ويحتسون شراب "البوخة" (خمر محلي يصنع من التين) ويتلقون بركة الحاخامات.

ووسط الزغاريد والاهازيج والصلوات يدون عشرات الاشخاص اسماء اقارب علىالشموع يشعلونها او بيض يضعونه في المغارة لطلب الخصوبة و الحظ و

الازدهار والسلام.

 

وقال مئير صباغ (63 عاما) وهو مستثمر عقاري في باريس كان غادر جربة في 1973 اثر الحرب العربية الاسرائيلية "بفضل الله هذا العام كل شيء يجري على ما يرام ليس مثل العامين السابقين. كنت جئت حينها تضامنا لكن لم تكن هناك احتفالات حقيقة".

واضاف "بل ان ابن عمي قدم من اسرائيل اما امي فكانت ترغب في القدوم غير انها متعبة".

ومع ذلك يبقى عدد الزوار اقل بكثير من نحو ثمانية آلاف كانوا يشاركون قبل اعتداء 2002 ودون الثلاثة آلاف الذين كانوا يشاركون قبل الثورة.

ويقول فريزا حداد الملقبة ميشا وهو مغني احتفال الغريبة انه يؤمن بان الامور ستكون احسن في المستقبل خصوصا وان المسلمين واليهود تعايشوا على مر التاريخ بلا مشاكل في هذه الجزيرة المتوسطية.

واوضح المغني المسن "هنا لا توجد مشاكل نعيش معا. هنا تجد يهودا ومسلمين ولا تحدث مشاكل ابدا. لكن فقط في جربة تجري الامور بشكل جيد والعامان الاخيران كانا صعبين في الاماكن الاخرى".

وقد صدمت شعارات مناهضة لليهود اثناء تظاهرات سلفية في 2011 و2012 بالعاصمة التونسية الطائفة اليهودية الصغيرة جدا في تونس كما ان احد الائمة الذي حرض على اليهود لم تتخذ بحقه اي اجراءات.

وتم تعليق هذه الزيارة في 2011 بسبب الاضطرابات التي شهدتها تونس في خضم ثورة "الحرية والكرامة".

وعادت الزيارة فانتظمت في 2012 ولم تسجل اي حوادث عند احيائها.

وحضر الاحتفال كمال الصيد ممثل وزارة الشؤون الدينية "لنقول لاخواننا اليهود اننا نحترم كل الاديان الاخرى ونبذل كل الجهود لضمان نجاح هذا التجمع الديني".

وتعد هذه الزيارة أبرز مناسبة دينية ليهود تونس يحيونها في اليوم ال 33 من الفصح اليهودي.

ويبلغ عدد يهود تونس 1500 شخص. وكان عددهم مئة الف قبل استقلال تونس في 1956.