قادة إسرائيليون: حرب جديدة على لبنان العام القادم

تل أبيب: أفاد مصدر أمني في تل أبيب، كما ذكرت صحيفة ‘هآرتس′ أن إسرائيل من شأنها شن حرب ثالثة على لبنان العام المقبل في الذكرى الثلاثين للحرب الأولى، وكشف المصدر عينه أن الدولة العبرية تطلعت من خلال الحرب الأولى على لبنان سنة 1982 بناء نظام سياسي جديد فيه بقيادة الزعيم الكتائبي بشير الجميل، وتهجير الفلسطينيين للأردن لتحويله إلى دولة فلسطينية (خطة الوطن البديل)، ويسلمون بالسيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

ونقلت صحيفة القدس العربي عن هآرتس تأكيد المصدر بأن قادة دولة الاحتلال أخفوا الهدف الحقيقي من وراء الحرب التي شنت بذريعة استهداف سفيرها في لندن كهدف معلن.

 وأشار إلى أن مجزرة صبرا وشاتيلا جاءت متأخرة بعدما خطط لها أن تحدث في مستهل الحرب لترهيب الفلسطينيين وتهجيرهم، وليس بعد لقاء سري جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، مناحيم بيغن وبشير الجميل في قاعدة عسكرية في الجليل.

وأكد أن العدوان على لبنان جاء نتيجة تواطؤ بين بيغن ووزيري الأمن أرئيل شارون، والخارجية اسحق شامير وقائد جيش الاحتلال رفائيل إيتان، المعروف بلقب جزار صبرا وشاتيلا، الذين يتهمهم التقرير بالفشل في فهم طبيعة لبنان ومعرفة العدو.

من ناحيته ورجح المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة ‘هآرتس′، أمير أورن، المقرب من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن تبادر إسرائيل إلى حرب ثالثة على لبنان العام المقبل منوهاً بأن قائد هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتس الذي شارك كضابط شاب في حرب لبنان الأولى سيجد نفسه في الجبهة اللبنانية من جديد، ونقل أورن عن أحد الجنرالات المركزيين في قيادة الجيش من دون ذكر اسمه قوله إن احتمالات حرب جديدة مع حزب الله قبل انتهاء ولاية غانتس في شباط (فبراير) من العام 2014 كبيرة جداً، وأشار الجنرال إلى أن الحرب ستشمل عملية برية يسقط خلالها مئات الجنود الإسرائيليين بين قتلى وجرحى.

وحسب الجنرال المذكور تهدف إسرائيل من ذلك إلى منع حالة يتم فيها استغلال معلومات استخباراتية لاغتيال حسن نصر الله والانجرار لحرب كرد فعل. وضمن تقريره يشير أورن إلى أن المستشار السياسي الخاص بالسفارة الأمريكية في بيروت روبيرت أوكلي حل ضيفاً في عامه الأول في لبنان، في 1981 على عضو برلمان لبناني في المنطقة الجبلية بين عاليه وبيروت، وأضاف أن المحادثة جرت بالفرنسية حول مأدبة عشاء فاخرة انضم لها الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون وحاشيته، لافتا إلى أن اللقاء احتوى على درس مهم لو تعلمته إسرائيل، لما حدث تورطها التعيس في لبنان لاحقاً في 1982 والذي لم ينته حتى اليوم.

وساق قائلاً إن شمعون ورفاقه بادروا في كتائب النمور خلال اللقاء للحديث عن مغامراتهم ومكائدهم ضد الفلسطينيين في لبنان ومنها الكمين الذي نصبوه على بعد مئات الأمتار من البيت المذكور لموكب جنائزي فلسطيني، حيث فاخر شمعون كيف أطلقوا على المشيعين وابلاً من النيران وقتلوا 30 فلسطينياً وجرحوا 30 آخرين، لكن أورن زعم أن المستشار السياسي الأمريكي اشمأز لسماعه ذلك، وقال في مذكراته: في عودتي من هناك قلت لزوجتي كيف يمكن للمضيفين الذين بدوا حضاريين أن يفاخروا بمشاركتهم في مذبحة بحق بني البشر، علاوة على ذلك، أكد أورن أن حرب لبنان الأولى كانت معبدة بالأكاذيب الإسرائيلية حول سببها ومنطقها ومجراها، وأضاف أن شارون كان التقى سراً مسؤولين سوريين منهم رفعت الأسد، لافتًا إلى أن الطرفين كانا قريبين من إحراز اتفاق أمني في لبنان لولا أن إسرائيل أصرت على رحيل الجيش السوري بالكامل بموازاة انسحابها.

 وقال إن كميل شمعون زار القدس الغربية عام 1978 خلسة، والتقى بيغن وحاز على وعد بمساعدته ضد السوريين، منوهاً بأن حفلاً خاصاً أقيم له في منزل قريب أحد قادة (الموساد)، المسؤول عن علاقات (الموساد) بالموارنة في لبنان، على حد قوله.

حرره: 
م.م