نتان شيرانسكي يقود ثورة دينية في "حائط المبكى"

بقلم: روعي لحمنوفيتش*
صيغة رئيس الوكالة اليهودية، نتان شيرانسكي، في موضوع إعادة تعريف "حائط المبكى" كمجال صلاة، هي ثورة. ليس أقل من ذلك. فقد أعادت الصيغة، في واقع الامر، تعريف الكنيس الأقدم في العالم بانه ذو ثلاث ساحات: ساحة للرجال وساحة للنساء التقليديات، وساحة جديدة مختلطة؛ الأصح أن نسميها "عائلية". 
يتجاوز المعنى الجانب الفني كثيراً. فقد أعادت الصيغة تعريف مكان رسمي لمن كان حتى الان خارج الإجماع الارثوذكسي. واذا اخترنا استخدام تعابير السؤال من عالم ديني آخر فنقول ان اليهودية كانت "طائفة" قبل صيغة شيرانسكي وباتت بعد هذه الصيغة بمثابة "كنيسة". حتى صيغة شيرانسكي كان الافراد هم من نال حق المشاركة، ومن لحظة إقرار الصيغة ستأتي الجموع. 

من المشوق أن نفحص إذا كانت السابقة ستشكل اساسا لمطالبات مشابهة في مواقع اخرى في المستقبل. وقد فتح نتان الباب، ليس بشكل احادي الجانب، ونجح في ادخال كل الجهات إلى الاجماع. وقد أظهر التفكير الأحدث الحاخام شموئيل رابينوفيتش، حاخام الاماكن المقدسة – حاخام اصولي، كما يجدر التشديد. لقد فهم الحاخام رابينوفيتش بانه اذا بادر الى حملة ضد مبادرة شيرانسكي، واذا سعى الى إثارة الحرب وقاد الجمهور الاصولي الى وسط عاصفة اخرى، فان يده ستكون السفلى. ولهذا فقد أيد الحاخام رابينوفيتش المبادرة وتعاون بشكل هادئ بهدف العمل من الداخل وتقليص الضرر الذي كان يمكن ان ينشأ، بالنسبة له لو انه لم ينصت للحديث. 

اذا كانت الساحة المختلطة ستكون بالتوافق في منطقة قوس روبنزون، ولا تلمس حجارة المبكى، فمن ناحية الحاخام رابينوفيتش يعد هذا انجازا. والسؤال هو كيف سيعقب بلاط الحاخام رابينوفيتش؟ كيف سيعقب العالم الاصولي؟ كيف سيعقب الاعلام الاصولي؟ أدعو كل الزعامة الحاخامية، الجماهيرية، والسياسية الأصولية الى تعزيز الحاخام شموئيل رابينوفيتش على رؤيته البرغماتية. 

الدراما في صيغة "المبكى" تتجاوز المسألة موضع البحث. تعالوا لنرى من هي الجهات التي تعنى بالمهمة: رئيس الوكالة الذي يمثل فكر يهود العالم، نائب الوزير الحاخام ايلي بن دهان الذي يمثل الصهيونية الدينية، الحاخام شموئيل رابينوفيتش الذي هو جزء من العالم الاصولي، ورئيس وزراء اسرائيل الذي يفترض ان يتبنى الصيغة. في واقع الامر تبين لنا أنه يمكن حل نزاعات قابلة للتفجر ولها القدرة على هز المجتمع في اسرائيل، من خلال الحوار. وهذا تغيير منعش. 

نأمل في ألا يفزع أحد من ذلك. السؤال الوحيد المتبقي هو اذا كان ممكنا الوصول الى توافق من هذا القبيل قبل الصراعات العامة، بحوارات أولية مسبقة وليس فقط بعد وقوع الأزمات. 
اضافة الى ذلك، ماذا سيكون مصير تغييرات يرغب البعث في إحداثها في الارثوذكسية: استدعاء النساء، احاطات ثانية للنساء، امرأة ترغب في أن تتلو صلاة اليتيم إذا كانت حزينة، وحيدة، وغيره. نعم، ثمة من يعد مجرد التفكير في خطوات من هذا القبيل أمراً يدعو الى الخروج الى الشوارع والى المطابع للاحتجاج. نأمل أن يكون هذا العصر أيضا قد انقضى. 

*مستشار استراتيجي ومحاضر اعلام في كلية سفير وفي جامعة بار ايلان، وناطق بلسان "شاس" سابقاً.