واشنطن تدعو لـ"أصدقاء سوريا الديموقراطية"

غداة الفيتو الروسي - الصيني المزدوج الذي أجهض للمرة الثانية في اقل من اربعة اشهر مشروع قرار عربياً - اوروبياً عن سوريا، اقترحت واشنطن تشكيل تحالف دولي لدعم المعارضة السورية التي تطالب بإطاحة الرئيس بشار الاسد، الامر الذي عزز المخاوف من تصاعد العنف في المرحلة المقبلة وانزلاق البلاد الى حرب اهلية شاملة. وفي انتظار زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدمشق غداً، دافعت موسكو عن استخدامها الفيتو وقالت إنها ستطلب من الأسد التعجيل في وتيرة الاصلاحات وإجراء حوار وطني شامل.

ومع احتدام الموقف الدولي حول سوريا، كان الوضع الميداني يزداد تعقيداً، إذ تحدث ناشطون عن سقوط 56 قتيلاً بينهم 28 عسكرياً، وقت إعلان قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الاسعد الذي يتخذ أنقرة قاعدة له، أن القوة هي الطريقة الوحيدة التي يفهمها النظام السوري. وقال ناشطون أن 200 شخصاً قتلوا في قصف الجيش السوري لحي الخالدية بحمص ليل الجمعة - السبت في الفصل الاكثر دموية من حملة القمع للاحتجاجات المستمرة منذ 11 شهراً.

وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، خلال زيارتها لصوفيا، من تزايد فرص نشوب "حرب اهلية وحشية" مع تزايد تحرك السوريين الذين يتعرضون لهجمات من حكومتهم للدفاع عن انفسهم، إلا إذا وفرت الخطوات الدولية طريقاً آخر. ووصفت الفيتو الروسي - الصيني المزدوج بانه"مهزلة". وقالت: "في مواجهة مجلس امن غير فاعل، علينا مضاعفة جهودنا خارج الامم المتحدة". وأضافت ان الولايات المتحدة ستعمل مع دول اخرى لمحاولة تشديد العقوبات "لتجفيف موارد التمويل وشحنات الاسلحة التي تعمل على استمرار دوران آلة الحرب التابعة للنظام". ... "سنعمل على كشف الذين لا يزالون يمولون النظام ويرسلون اليه الاسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومنهم النساء والاطفال". ودعت "أصدقاء سوريا الديموقراطية في أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير، ولدعم حق الشعب السوري في مستقبل افضل".

وترقى هذه الدعوة الى حد تشكيل مجموعة رسمية من الدول التي تمتلك افكاراً متماثلة لتنسيق المساعدة للمعارضة السورية، مشابهة لمجموعة الاتصال حول ليبيا التي أشرفت على المساعدة الدولية للمعارضة الليبية التي أطاحت الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقال مسؤولون اميركيون ان من شأن مثل هذا التحالف ان يضغط اكثر على نظام الاسد، وتعزيز العقوبات ضده، وجمع المعارضة المشتتة في الداخل والخارج، وتوفير مساعدة انسانية للسوريين المحاصرين بالقتال، والعمل على منع تصعيد العنف من طريق ممارسة الرقابة على بيع السلاح.

ومن ناحية أخرى قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن بلاده تتشاور مع دول عربية وآوروبية من أجل تشكيل "مجموعة اصدقاء الشعب السوري" التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.

وأفاد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان الاتحاد الاوروبي "سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري". وصرح لقناة "بي اف ام تي في": "سنساعد المعارضة السورية على تنظيم نفسها وستشدد اوروبا العقوبات المفروضة على النظام السوري ثم سنسعى الى تعزيز الضغط الدولي، وسيأتي وقت سيجبر فيه النظام على ان يدرك انه معزول ولا يمكنه الاستمرار".

جريدة النهار