تنازلات لروسيا وسوريا تسبق تصويتا لمجلس الأمن

نيويورك: تصوت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي اليوم السبت، على مشروع قرار أوروبي عربي يدين القمع في سوريا يتضمن تنازلات كبيرة لصالح روسيا حليفة دمشق.

ولم يتمكن مجلس الأمن من تبني أي قرار ضد سوريا بعد عشرة اشهر من أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط ستة آلاف قتيل على الأقل حسب ناشطين.

ومنع استخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) إقرار مشروع قرار في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وأكد مصدر دبلوماسي أن نتائج الاجتماع الذي سيعقد اليوم ليست أكيدة، مضيفا أن "كل طرف يجب أن يتحمل مسؤولياته، وسنرى ما إذا كانت روسيا ستستخدم الفيتو بعد سقوط أكثر من مئتي قتيل في حمص أمس الجمعة".

في غضون ذلك، بيّن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 217 شخصا على الأقل قتلوا بقذائف هاون أطلقت ليل الجمعة السبت في حمص وسط سوريا، إلى جانب عشرين آخرين سقطوا في بقية أنحاء البلاد خلال التظاهرات.

وستصوت الدول ال15 على نص تمت صياغته الخميس، يدعم بالكامل القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية في كانون الثاني (يناير) من اجل عملية انتقالية إلى الديمقراطية في سوريا.

ومن المتوقع أن لا يشمل القرار الدعوة إلى نقل السلطات من الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه، لتجنب إثارة غضب روسيا.

ومن "التنازلات" الأخرى التي قدمت لموسكو، أن النص لا يشير إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا في تشرين الثاني (نوفمبر) ولا بيع أسلحة روسية إلى دمشق.

وأخيرا يؤكد مجلس الأمن في النص انه يريد "تسوية الأزمة السياسية الحالية في سوريا بشكل سلمي" لإزالة أي تشابه مع القضية الليبية.

ويدين المجلس في النص العنف أيا كان مصدره، ويطالب بأن تكف كل الأطراف في سوريا بما فيها المجموعات المسلحة (التابعة للمعارضة) عن أي أعمال عنف أو أعمال انتقامية.

ويؤكد مشروع القرار أن مجلس الأمن سيقيّم الوضع من جديد خلال ثلاثة أسابيع، وفي حال عدم احترام القرار سيتم التفكير بإجراءات أخرى لم تحدد.

ولم تفصح روسيا عن نواياها بشكل واضح، أي ما إذا كانت ستتبنى النص أو ستستخدم حق النقض لمنع تبنيه أو ستمتنع عن التصويت، خاصة وأنها لم تطلب تعديلات على النص الذي نشر مساء الخميس.

وقبل ساعات من دعوة المجلس إلى الاجتماع، طالب مسؤول روسي كبير بتنازلات إضافية.

لكن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تحدثت بعد ذلك إلى نظيرها الروسي سيرغي لافروف، بينما استمرت المشاورات بين السفراء في نيويورك.

ومن المنتظر أن تعقد كلينتون ولافروف اجتماعا السبت قبل التصويت.

الفرنسية