الساعة تُتكتك ولعبة ليّ الأيدي مستمرة

 

بقلم: دان مرغليت

 

 

ما زال لا يوجد حوار ذو موضوع بين بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت، ولا يوجد أيضا اختلاف في الخطوط الأساسية في الحقيقة. فأحدهما يتحدث عن الحنطة والآخر عن الشعير، والمسافة بعيدة ونفاد صبر المشاركين في التفاوض يزداد، كما شهد على ذلك كلام المحامي دافيد شومرون الذين يمثل رئيس الوزراء في هذه الاتصالات. ولمن يشك في ذلك جاءت أمس (الأربعاء) خطبة بينيت في مؤتمر البيت اليهودي وأثبتت ان «الماء لم يجف عن وجه الأرض».

يستعمل الطرفان مواد سياسية متاحة. ودارت المعركة في اليوم الأخير بين الليكود والبيت اليهودي حول الاتفاق مع تسيبي ليفني. والجدل متكلف. ان إسرائيل تصرح برغبتها في مفاوضة الفلسطينيين وفي اللحظة التي يتوصل فيها نتنياهو وبينيت إلى تفاهم ستزول معارضة البيت اليهودي لتفويض زعيمة الحركة بمفاوضة أبو مازن. لقد دبرت الأمور في الجولة السابقة مع أبو العلاء تدبيرا أفضل مما فعل اولمرت باتصالاته مع أبو مازن. هذا إضافة إلى أن ممثل رئيس الوزراء اسحق مولخو سيكون حاضرا.

المشكلة هي ان نافذة الفرص أخذت تُغلق. سيساوم شاؤول موفاز ليل نهار لكن دخوله الحكومة المستقبلية مضمون. فالزوجان من كديما – عضوا الكنيست موفاز وإسرائيل حسون – لا يحتاجان إلا إلى ظرف كلمات يحفظ كرامتهما في قضية المساواة في العبء، وسيدخلان فورا موقع الائتلاف. واذا تم في الايام القريبة التوقيع ايضا على الاتفاق مع الحزبين الحريديين – وعندهما 18 عضو كنيست – فنشك في ان يوجد في الحكومة مكان لحزب يوجد مستقبل وللبيت اليهودي معا.

تبنى نتنياهو وتبنى لبيد وبينيت طريقة مواجهة متوقعة هي «السير حتى النهاية» وسيستمر الامر كذلك إلى ان يوجد الاتفاق. إن نتنياهو قريب من التوقيع على اتفاق مع شاس ولن يتخلى بذلك عن وجود الحريديين في الائتلاف. والسؤال هو هل ينضم بينيت بالانفصال عن لبيد أم يحاول الجلوس في مقاعد المعارضة مع مواجهة أعضاء كنيست وحاخامين في الداخل. سُمع أمس (الأربعاء) واثقا بنفسه لكن الحسم لم يحن بعد.

هل يقدر لبيد على البقاء في مقاعد المعارضة؟ وهل سيجد هناك حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفيتش؟ (لا يبدو ان مراودة الليكود بيتنا لها ستنجح برغم ان عددا من أعضاء الكنيست في كتلتها الحزبية يتوقون إلى الانضمام للحكومة). ويوجد في حزب يوجد مستقبل عدد من اعضاء الكنيست من ذوي التجربة تولوا أعمالا في رئاسة المجالس البلدية والقطاع الاقتصادي لكنه يبدو ان أكثر الكتلة الحزبية ستُسلم للانتظار خارج الائتلاف.

صحيح ان الساعة تتكتك وسيصعب على بينيت ان ينضم بعد ان أصبحت الحركة وكديما والكتلة الحريدية في الداخل، ولا يعلم أحد هل يستمر في النضال لليّ يد نتنياهو. وعكس ذلك غير واضح ايضا.

لا يوجد نضج إلى الآن. يمكن ان نتلهى في هذا الوقت بالازمة الاولى في كتلة الحركة – هل وعدت ليفني بمنصب الوزير الآخر عمرام متسناع أم تُسلمه إلى عمير بيرتس؟ إن شيئا واحدا واضح: وهو ان متسناع قد وافق قُبيل تأليف القائمة الحزبية على التخلي عن المكان الثاني لدان مريدور أو ميخا لندنشتراوس. ومن جملة نعم يمكن ان نفهم ما هو لا: لا لبيرتس. ان الأزمة قد أصبحت هنا.