كيف إستقبل بشار الأسد ضيوفه الأردنيين؟

 

دمشق: خلافا للمعتاد في قصور الحكام العرب إلتقى أعضاء الوفد الأردني الذي زار دمشق مؤخرا بالرئيس بشار الأسد بصورة مباشرة وبدون حلقات وسيطة أو حتى بدون إنتظار أو جلوس في أي صالة إستقبال قبل إطلالة الرجل الأول في النظام السوري، وفقاً لما قالت صحيفة "القدس العربي".

أعضاء الوفد الأردني وبينهم رئيس الوفد "سميح خريس" فوجئوا ببرنامج بروتوكولي في غاية البساطة قبيل التحضير للقاء الذي إستمر ساعتين مع الرئيس بشار وأثارعاصفة من الجدل والإعتراض في عمان.

وفقا لروايات قدمها المحامي خريس لنشطاء نقابيين تم الدخول إلى قاعة الإستقبال الرئيسية في المكان المخصص للقاء مع بشار بدون تعقيدات بروتوكولية وبدون وسطاء وبدون لقاءات تحضيرية تسبق بالعادة لقاءات الزعماء مع مساعدين لهم أو مستشارين.

بالنسبة للنشطاء المؤيدين لبشار الأسد تم إعتبار الإجراءات البسيطة التي رافقت رحلة الوفد من عمان إلى دمشق مؤشر على الثقة الكبيرة والأمن الذي يعيشه الرئيس بشار والحلقة القريبة.

لكن إستنادا إلى خبراء أكثر دقة وإطلاعا من الضباط السوريين الفارين من الخدمة أو منشقين إقتصار هذه الإجراءات على الحد الأدنى يؤشر على غياب الثقة ومشاعر القلق عند حلقات الرئاسة السورية المحاصرة عمليا حيث تقلص منسوب الثقة بالعاملين مع أطقم رئيس الجمهورية وإقتصر الأمر على المرافقين العسكريين وليس الأمنيين.

وأوضحت الصحيفة، أن الرحلة بدأت بإستقبال في صالة الشرف الملحقة بمركز الحدود من الجانب السوري مع وسائل نقل حديثة الطراز ثم الإستقرار في الفندق.

وأضافت الصحيفة، أنه على بوابة الحافلة التي أقلت الوفد وضع جهاز إلكتروني للتفتيش شكل عمليا نقطة التفتيش الأساسية والوحيدة كما طلب من أعضاء الوفد تسليم الهواتف الخلوية لأحد المرافقين.

تحركت الحافلة لمكان مغلق لا يعرفه النشطاء بالعادة في إحدى ضواحي دمشق حيث خلافا لتوقعات الوفد الأردني لم يجري اللقاء في قصر تشرين الجمهوري بل في قصر (صغير) على طريق محروسة جانبية.

وخلافا للتوقعات فوجيء الوفد الأردني بأن باب القاعة الرئيسية في المكان فتح فورا بمجرد نزولهم من وسيلة النقل فيما كان الرئيس بشار مباشرة يتواجد في القاعة ويصافح الضيوف حيث لم يوجد إنتظار ولا وسطاء ولا ترحيبات من رجال بروتوكول وإقتصر التواجد على أشخاص بدا واضحا أنهم يشكلون حلقات الحراسة الأمنية والعسكرية فقط.

بدا واضحا الإسترخاء على الرئيس بشار حتى أن عضو الوفد الدكتورة راوية البورنو وصفته بانه (متصالح مع ذاته ومتصل بالواقع).

وبحسب الصحيفة فقد بدا واضحا أن الإجراءات الأمنية بدت (غير ملموسة) ولا تنطوي على تعقيد أو تحصينات لكن مع الكثير من التضليل الأمني المقصود، حتى ان بعض أعضاء الوفد من الذين تلقوا دراستهم الجامعية في دمشق لم يستطيعوا التعرف على القصر الصغير المجهول الذي إستقبل فيه بشار الأسد ضيوفه.

 

حرره: 
ا.ش