مسألة ذوق.. مرة ثالثة بوظة

 

بقلم: شمعون شيفر

فانيل وفستق هي البوظة التي يحبها نتنياهو. ديوان رئيس الوزراء، كما علمنا في نهاية الاسبوع، طلب وتلقى من وزارة المالية في السنة الماضية ان تدفع عشرة الاف شيكل على البوظة لعائلة نتنياهو.

قرأت هذه القصة وتذكرت قصة اخرى، تتعلق بمحبة الزوجين نتنياهو التي لا يمكن كبح جماحها للبوظة. فأنا ايضا حصل لي أن تناولت البوظة مع بيبي وسارة. حصل هذا في 1998 في ساعات الظهيرة، في نهاية احدى الزيارات الرسمية لنتنياهو وعقيلته في العاصمة الاميركية.

بداية الحكاية حصلت قرب «بلير هاوس» المضافة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة، أمام البيت الابيض. قافلة من عشرات السيارات الفاخرة – ضمت ايضا سيارات شرطة، مركبات الاجهزة السرية، سيارة اسعاف وشرطة على الدراجات في مقدمة القافلة وفي نهايتها – ملأت جادة بن سلفانيا. الصحفيون الاسرائيليون الذين رافقوا الزيارة نقلوا الى الباص الذي انتظرهم في اواخر القافلة. مستشارو رئيس الوزراء، المساعدون اليفنيون وعشرات الحراس انحشروا في السيارات. هذه الحاشية الكبيرة انتظرت انضمام رئيس الوزراء وعقيلته.

بتأخير قرابة ساعة عن الموعد المحدد للخروج الى مطار أندريوس قرب واشنطن، خرج نتنياهو وعقيلته من «بلير هاوس» ودخلا السيارة الفاخرة المزينة بأعلام اسرائيل والولايات المتحدة. وفي ظل الصافرات التي تصم الاذان، بعد أن اغلقت جادة بن سلفانيا في وجه حركة السيارات والمارة، انطلقت القافلة في طريقها.

وفجأة بعد سفر نحو 500 متر، توقفت القافلة. واندفع أفراد الشرطة والاجهزة السرية من سياراتهم وبحركات مهددة أغلقوا كل الطرق والمعابر القريبة من القافلة.

بعد دقائق من ذلك رأينا بيبي وسارة يمسكان بيدي بعضهما يسيران الى مبنى قديم – يسمى «اولد بوست اوفيس» تحول الى مركز للمشتريات. «ماذا حصل؟» سألت مرافقي من مكتب رئيس الوزراء، الذي بعد تردد همس لي: «سارة تريد أن تتناول البوظة»

بعد لحظة من المفاجأة توجهت الى مساعد الناطق الذي كان إذا لم تخني ذاكرتي اوفير إكونيس، وطلبت أن يسمح لنا ايضا بالنزول من الباص والانضمام الى الزوجين. اذا كانت العائلة الاولى تتناول البوظة، قلت، فنحن ايضا نتناول البوظة. ما مسموح لهما، مسموح لنا ايضا، نحن الرعية. بعد تبادل آخر للحديث فتح باب الباص واندفع قطيع الصحفيين الى المجمع التجاري.

كان هذا مشهدا لا ينسى: المبنى كان مقفرا. مئات الزوار والمشترين في المجمع اخرجوا منه على عجل وانحشروا خلف جدار حي من الحراس على الرصيف المقابل. وفي الطابق الارضي لمركز المجمع، في طابق مطاعم الغذاء السريع، على كرسيين بلاستيكيين امام بسطة باللون الوردي – الاخضر جلس رئيس وزراء اسرائيل وعقيلته يلحسان البوظة. طوق من الحراس ورجال الاجهزة السرية الاميركية أحاطوا بهما. وقد بديا كعشيقين منقطعين عن المحيط.

لا اذكر اذا كانت هذه البوظة بالطعم الذي يحبه رئيس الوزراء – فانيل وفستق. اذكر فقط المكالمات في اجهزة الاتصال الاميركية، التي طلب منهم فيها اعادة تخطيط الرحلة الى المطار. ولن تكون مبالغة اذا قلت ان مئات الاشخاص كانوا يشاركون في ذلك، وكذا أيضا عشرات المؤسسات الدولية التي تشارك في تخطيط رحلة رئيس دولة عائدا الى وطنه.

لا توجد عندي أي نية لمحاولة التأثير على الاستنتاج مناسب من هذه القصة. فليقرأ القارئ وليفكر ما يفكر. ولا أحاول «ملاحقة» رئيس الوزراء وعقيلته، وفي هذه الحالة أيضا لا أخشى من أن يهدد محامي عائلة نتنياهو برفع دعوى تشهير. المحامي المحترم منشغل حتى الرأس في محاولة ان يقيم نتنياهو حكومته الثالثة وأن يعمل كما شهد على نفسه «بيبي ستر» لمجلس النباتات مقابل 18 ألف دولار في الشهر.

في المرة الثالثة ندفع ثمن البوظة. وللحقيقة، دفعنا ثمنها في المرتين السابقتين أيضا.