يا يئير أخرج الى الخارج

بقلم: ألوف بن 

إن يئير لبيد ممزق بين وعوده المتناقضة بالجلوس في الحكومة وإحداث تغيير. اذا انضم الى بنيامين نتنياهو، ولا يهم في أي منصب، فسيفي بالوعد الاول وينقض الثاني. وسيصعب على لبيد ان يغير من داخل الحكومة ولن يستطيع ان يبني يوجد مستقبل بديلا عن الليكود، ونفسه وارثا لنتنياهو.
الحيرة شديدة. فقد توقع ناخبو لبيد «أن يؤثر من الداخل»، لا أن يجف في المعارضة. وتوجه رفاقه في الحزب وبخاصة اولئك الذين شغلوا مناصب تنفيذية، الى السياسة كي يصبحوا وزراء في الحكومة ورؤساء لجان في الكنيست لا لكي يسخنوا المقاعد الخلفية.
لكن الليكود لا يوجد مستقبل فاز في الانتخابات ولا يريد نتنياهو ان يغير شيئا. فالنظام الاجتماعي والسياسي القائم يريحه ويطيب له. وهو محتاج الى لبيد فقط من اجل خفض سعر «شركائه الطبيعيين» من الاحزاب الحريدية والبيت اليهودي.
برغم وجوه التشابه بينهما، فان لبيد ليس الشريك الطبيعي لنتنياهو بل هو خصمه الذي يريد ان يحل محله في الانتخابات القادمة. وقد أنشيء يوجد مستقبل كي يغير ترتيب الأولويات التي أرساها اليمين في الـ 36 سنة الاخيرة وفي مقدمتها الاستيطان في الضفة ورعاية «مجموعة الدارسين» الحريدية. ويريد لبيد ان يعيد التيار العام العلماني الى قيادة الدولة وان يصرف المواد عن التلال والمدارس الدينية ويعيدها الى المدن الكبيرة والدراسات العليا. ويدل الـ 19 نائبا الذين حصل عليهم ان له أملا. فمع وجود قدر قليل آخر من الجهد والحظ سيجذب يوجد مستقبل اليه مصوتي الحركة وكديما وينقض على الهوامش العلمانية من الليكود بيتنا وعلى خائبي الآمال من العمل. والفرصة موضوعة على بابه لكن يجب على لبيد كي تتحقق ان يبدو انه بديل لا خادم لنتنياهو.
لن يستطيع لبيد في اللحظة التي يدخل الحكومة فيها ان يخرج وسينكل نتنياهو به. فهو سيدفعه الى وزارة المالية وبعد ان يستعمله على أنه عارض الشر لتقليص الميزانية ورفع الضرائب، سيضعضع سلطته ويتدخل في قراراته. وستعرض صحيفة «اسرائيل اليوم» وزير المالية لبيد على انه هاوٍ مبلبل، وتعرض نتنياهو على انه البالغ الخبير الذي ينقذ الاقتصاد من الانهيار. وسيفرض عليه رئيس الوزراء الاستمرار في الانفاق على المدارس الدينية من غير الدراسات الجوهرية بدعوى «منع شقاق في الشعب» وسيئن لبيد ويطيع مع تهديدات فارغة بالاستقالة.
يتم الاستبدال بالسلطة من المعارضة لا من الحكومة. فلا يمكن الجلوس اربع سنوات الى جانب نتنياهو وان تكون شريكا كاملا في سياسته ثم تقول للجمهور ان رئيس الوزراء سيء ويجب ان يمضي. ولا يمكن ايضا الانضمام الى ائتلاف زمنا محددا ثم الخروج والشتم لأن هذا لا ينجح ببساطة. فقد حاول حزب العمل سنين ان يكون شريك الليكود وخصمه معا الى ان انتقضت عراه ودفع الى الهامش. ولن يكون ليوجد مستقبل حتى السجل الغني لمباي التاريخي يعتمد عليه. فهو سيتلاشى مثل جميع احزاب الوسط السابقة.
سيعاني لبيد اذا تخلى عن الاغراءات التي يعرضها نتنياهو عليه. وسيسخرون منه انه لا يفهم في السياسة، وانه تخلى عن احتمال اكتساب خبرة وزارية والاضرار بالحريديين. بل انه لن يتمتع حتى بلقب رئيس المعارضة، مع السيارة المدرعة والحراس ولقاء الأجلاء من الخارج، وهي الاشياء التي ستكون من نصيب شيلي يحيموفيتش. لكن للبيد ثلاث مزايا عليها باعتباره بديلا عن نتنياهو: فهو ذو شعبية وهو يفهم ناخبيه جيدا وهو منيع من العزل في حزبه.
سيضطر المعارض لبيد الى العمل الصعب كي يجعل يوجد مستقبل الحزب الحاكم القادم. وعليه ان يقترح اقتراح ميزانية مضادا، وان يناضل من اجل تجنيد الحريديين وان يعين وزراء ظلال يضايقون الحكومة. وان يتجول في أنحاء البلاد كما فعل في الحملة الانتخابية ويقول للناس ان الحال هنا يمكن ان تكون مختلفة. وانه يمكن التغيير لكنه يحتاج فقط الى قوة انتخابية أكبر. وكما تخلى عن مكانته الاعلامية والأجرة السخية كي يتجه الى السياسة، يتخلى الآن عن سيارة الفولفو وعن المكتب ليحشد قوة من اجل تغيير حقيقي في الدولة. برهن لبيد على انه يعرف كيف يقنع فهل يكون عنده الصبر ايضا على حملة سياسية طويلة؟