رســالــــة أوبــامــا الحـــازمــة لنـتـنـيــاهــــو

 

بقلم: شمعون شيفر

يُعد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، منذ الآن الأرضية لزيارة الرئيس الأميركي، باراك اوباما، الى اسرائيل في 20 آذار المقبل، بل عرض في جلسة الحكومة، أول من أمس، المواضيع التي ستطرح على البحث في ذاك اللقاء: التهديد الإيراني، التهديد السوري، والمفاوضات مع الفلسطينيين. غير أنه يبدو من ناحية الرئيس الأميركي على الأقل أن الحديث سيكون أكثر تركيزا، وسيمارس ضغطاً بالأساس في اتجاه واحد.

من ناحية اوباما السبب الأساس للزيارة هو تهديدات إسرائيل بمهاجمة ايران من أجل احباط قدرتها على بناء قنبلة نووية في المستقبل، وإن بشكل مؤقت. فالرئيس الأميركي يعرف تصريحات نتنياهو بأن الربيع القريب سيكون حرجاً بالنسبة للبرنامج النووي للجمهورية الاسلامية، ويخشى من أن تصبح الاقوال واقعا، فيأمر رئيس الوزراء طائرات سلاح الجو بالهجوم.

لهذا يعتزم اوباما الايضاح لنتنياهو في اللقاء بينهما في منتصف آذار بأنه يتوقع منه التعاون الكامل مع المساعي التي تقودها الولايات المتحدة للوصول الى تسوية مع ايران بوسائل دبلوماسية، وحملها على الامتناع عن تطوير قنبلة بالطرق السلمية. وحتى موعد زيارة الرئيس الأميركي الى اسرائيل ستبدأ في كازاخستان الاتصالات بين القوى العظمى وايران، ورغم انهم في طهران يُبدون حاليا مقاومة عنيدة، إلا انه يوجد احتمال في نهاية المطاف أن تبدأ مفاوضات مباشرة بينهم وبين الأميركيين. وبالتالي من المهم لاوباما ألا يمس رئيس الوزراء الاسرائيلي بفرص نجاح المفاوضات، ولهذا فمن المتوقع ان يُبلغ نتنياهو أن عليه ان يمتنع عن التصريحات بشأن امكانية الهجوم على ايران، ما قد يؤدي الى توتر اقليمي وحسم مصير المحادثات بالفشل.

تلميح أول لنية الأميركيين تلطيف حدة موقف اسرائيل واسكات التصريحات الكفاحية من ناحيتها جاء، الاسبوع الماضي، عندما زار رئيس الاركان، بني غانتس، الولايات المتحدة ونال وسام "طابور التميز" من نظيره، رئيس اركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن دمبسي. من المعروف أن غانتس معارض لعملية اسرائيلية أحادية الجانب في إيران، ويمكن الافتراض بأنه تقف خلف الخطوة الرغبة في تشجيع مثل هذه المواقف، والتقليل بعض الشيء من شهية إسرائيل للتصريحات القاطعة ضد طهران.

إلى جانب التهديد الإيراني، فإن المسألة الفلسطينية هي الاخرى ستطرح على البحث بين اوباما ونتنياهو، وفي هذه الحالة أيضا من المتوقع لرئيس الوزراء ان يسمع رسالة قاطعة. فالرئيس الأميركي قد يعرض في اسرائيل انذارا صاغه ثلاثة من وزراء الخارجية الكبار في اوروبا – وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ووزير الخارجية الألماني غويدو فسترفالا ووزير الخارجية الفرنسي لوران فبيوس – ويقضي بأنه إذا واصلت اسرائيل سياستها في "المناطق" ولم تعمل على المضي قدما في الاتفاق مع الفلسطينيين، فستُفرض عليها عقوبات شديدة.

وتحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن العقوبات التي يبلورها وزراء الخارجية الاوروبيون ويعتزمون رفعها الى وزير الخارجية الأميركي حديث العهد، جون كيري، قُبيل وصوله الى اسرائيل مع اوباما. وأكدت محافل رفيعة المستوى جداً في الاتحاد الاوروبي ان الحديث يدور بالفعل عن قائمة بعيدة الاثر من العقوبات اذا ما فرضت فستضع اسرائيل تحت ضغط شديد. وزُعم، ضمن امور اخرى، أن الحديث يدور عن تغيير الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل بحيث لن تنطبق كل الامتيازات التي تأتي من الاتحاد الا على المناطق في حدود 67. كما يظهر على الارجح في قائمة العقوبات تهديد بالتأشير الى المنتجات التي تنتج خلف الخط الاخضر عند بيعها خارج البلاد وكذا التراجع عن الاستعداد للسماح للاسرائيليين بالدخول بدون تأشيرة الى دول الاتحاد والغاء جملة من الامتيازات الاخرى التي اتفق عليها في الماضي. تنبع شدة العقوبات من أن الاوروبيين يعتقدون بأن نتنياهو ضللهم عندما ادعى بأن في نيته المضي قدما في عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين ولأنهم ينظرون بعين الخطورة إلى النية الاسرائيلية لتوسيع البناء في المستوطنات.