مفترق نتنياهو الائتلافي

<p>بقلم: يوسي فيرتر</p>
<p><br />
<br />
مرت ستة أيام على بدء المفاوضات الائتلافية ولا أحد من اللاعبين المركزيين في الحلبة السياسية يعرف وجهة الحكومة الـ33. لديه تطلعات، لديه رغبات، لديه هوى، والبعض قد يقول لديه وهم، بإنشاء حكومة ذات جناحين هائلين (من البيت اليهودي في اليمين، بما في ذلك الحريديم ويائير لبيد وشاؤول موفاز، وصولا إلى &quot;حركة&quot; ليفني في اليسار، بين 80ـ86 مقعدا) توفر له حزاما أمنيا وحزام دهون للتدفئة يحولان دون ألاعيب رفاق السوء.</p>
<p><br />
ولا تزال قطع البازل بعيدة عن التموضع في أماكنها. ويشبه نتنياهو مشاركا في مسابقة الماستر شيف: على الطاولة منتجات غذائية ـ جافة وطرية، حلوة ومالحة، لحوم وألبان، خضار وفواكه. وهو يحاول أن يجد قاسما مشتركا بينها. صيغة سحرية ائتلافية تسمح له بإدراج معظمها في وجبة صالحة للأكل الآدمي وأن ينال أيضا حصانة من الإبعاد. وقته محدد. العقارب تتحرك. هل سينجح؟ لم يبق له سوى 36 يوما، بما في ذلك التمديد.</p>
<p><br />
وفي أحاديث مع وزرائه لا يستبعد نتنياهو تشكيل حكومة من 69 نائبا، أُعلن عنها في الشهر الفائت: مع معسكر اليمين ـ الحريديم، تسيبي ليفني وموفاز. فقدوم الرئيس باراك أوباما لإسرائيل، والاستئناف المحتمل للمفاوضات السياسية، يمهدان الطريق لليفني وموفاز. نفتالي بينت قال إنه لا يعارض المفاوضات، لأنه لن يخرج منها شيء. وأطلق ممثلو شاس ويهدوت هتوراه مؤخرا رسائل يائسة بعض الشيء، بأنهم سيؤيدون كل اتفاق سياسي يضعه نتنياهو على الطاولة، والمهم أن يقترب منهم في مسألة تجنيد الحريديم.</p>
<p><br />
وهناك سيناريوهات متعددة. ويهمس قادة ليكوديون في أذن نتنياهو باستغلال الفرصة التي سنحت له، وأن يحول خسارته الانتخابية إلى مكسب، وأن يتخلص من الحريديم المكروهين، وأن يرتبط بالوسط، ويسن قانون مساواة الأعباء، وتغيير نظام الانتخابات والحكم، ويستأنف محادثات السلام مع الفلسطينيين.</p>
<p><br />
ويبرر أنصار هذا البديل موقفهم قائلين: &quot;أربع سنوات وهو يروي للعالم أنه ميت للتقدم مع الفلسطينيين ولكن المشكلة في الحسابات الائتلافية إذا ما تقدم فسيسقط. وهذه البضاعة المستخدمة لا يمكن أن يقدمها حتى لميكرونيزيا. فلا أحد سيصدقه. وتشكيلة الائتلاف المقبلة بين يديه. وإذا كان هناك استخلاص من الانتخابات فهي أن الشعب ضجر منه كسياسي. وهو لن يفوز ثانية إلا إذا فعل ما يقنع الجمهور الفلسطيني بأنه يتجه لتسوية مع الفلسطينيين&quot;.</p>
<p><br />
وقرب أذن نتنياهو الثانية هناك من يحذره من الطلاق من شركائه الطبيعيين الذين لم يخيبوا أمله أبدا. وحذره أحد المقربين جدا منه: &quot;انظر إلى السنوات الأربع الأخيرة.. ولاية كاملة بلا هزات، بلا أزمة ائتلافية، بلا تهديد بالانسحاب. واستقرار كهذا ممكن فقط عن طريق مسايرة حلفاء ليس لهم عنوان آخر. وإذا أضررت اليوم بالحريديم، فستجدهم غدا متحالفين مع إيهود أولمرت&quot;. نتنياهو يسمع اسم أولمرت فيرتفع عنده منسوب الشكوك، الذي يلامس في العادة الخط الأحمر الأعلى، ويقفز حتى أعلى برج عزرائيلي.</p>
<p><br />
<strong>من سيخرج</strong></p>
<p><br />
بمناسبة الشكوك: يدير نتنياهو بنفسه الاتصالات لإنشاء حكومته الثالثة. هو المقرر وهو الموجه. هكذا أدار أيضا الحملة الانتخابية المذهلة لقائمة الليكود - بيتنا. أما المحامي العائلي، دافيد شومرون، الذي يترأس طاقم المفاوضات الائتلافية، فلا يملك أية صلاحيات ولا إذناً باتخاذ أي قرار. وإلى جانب نتنياهو، كما كان في الحملة الانتخابية، أفيغدور</p>
<p>ليبرمان. وقد أرسل مندوبين للطاقم: موشي ليئون ويؤاف مني. وفي مساء كل يوم يبلغانه ما سمعاه من الشركاء المحتملين. وبالقدر نفسه يمكنه أن يضع معهما جهازي تسجيل وإرسال شخص لجلبهما في نهاية اليوم.</p>
<p><br />
ويمثل نتنياهو وليبرمان دور الشرطي الطيب والشرطي الشرير. الأول يعانق، والثاني يستفز. في جلسة الكتلة المشتركة الأولى في الكنيست يوم الثلاثاء، تحدث رئيس الحكومة عن الحاجة لحكومة واسعة ورص الصفوف لمواجهة التحديات والمخاطر. أما الرجل الثاني عنده فحمل بشدة على يائير لبيد وقال &quot;للمرة الأولى أرى أناسا لا يفكرون بمصلحة الدولة، وإنما بعد يوم واحد من الانتخابات يتحدثون كيف سيصيرون رؤساء حكومة. ولم يعودوا يسألون أين الأموال وإنما فقط كيف نغدو رئيسا للحكومة&quot;.</p>
<p><br />
وعندما صفى وزير الخارجية السابق الحسابات مع رئيس &quot;هناك مستقبل&quot; حامت ابتسامة واسعة على وجه نتنياهو. وليس واضحا تماما إذا كان بين الرجلين توافق رأي بشأن تشكيلة الحكومة المقبلة. وقلنا ما يريد بيبي. بالمقابل تحدث ليبرمان في مطلع الأسبوع عن حكومة من دون الحريديم، ومع لبيد. بعد ذلك غيّر موقفه وأيد استمرار التحالف مع شاس. وبشأن واحد لا خلاف بينهما: مصير وزارة الخارجية، إذ يحلم ليبرمان بالعودة إلى وزارته بعد انتهاء محاكمته، بافتراض التبرئة. وهو قلق من التقارير حول توق لبيد لهذه الوزارة. القلق حقيقي. مصادر مقربة من لبيد تتحدث عن وزارة الخارجية كخيار وزاري لزعيمهم.</p>
<p><br />
من جانبه يشعر نتنياهو بالذعر من احتمال تعيين لبيد وزيرا للخارجية. وقال هذا الأسبوع لأحد وزرائه إن &quot;هذه الحقيبة هي التي تبني وتعد رئيس الحكومة. من جانبي، فليأخذ وزارة المالية&quot;. ولست بحاجة لأن تكون نتنياهو، القلق والشكاك دائما، لإبداء علائم ذعر. منذ الانتخابات لا يكف لبيد عن الثرثرة، سواء في الإعلام أو في أحاديث شخصية، أنه قريبا سيطرد نتنياهو من الديوان. وقال شخص مقرب لزعيم &quot;هناك مستقبل&quot; لأحد أصدقائه: &quot;كل ما يهم لبيد هو الانتخابات المقبلة&quot;.</p>
<p><br />
ولكن الشكوك تحوم وتغلي على نار هادئة، حتى بين ليبرمان ونتنياهو. والأول يفتح عينا على الثاني، حتى لا يتراجع تحت الضغط ويبيع وزارة الخارجية للبيد. والثاني يتساءل عن أي رد يعده له الأول، إذا اكتشف أن حقيبة الخارجية سرقت منه.<br />
وهاكم شهادة على وضع العلاقات المركب بين الاثنين: وزع رئيس الائتلاف زئيف ألكين هذا الأسبوع، غرفا للكتل، الجديدة والقديمة. وبأوامر من أعلى، أبقى لكتلة إسرائيل بيتنا غرفة، منفصلة عن غرفة الليكود، كما لو ليس بين القائمتين اتحاد. كما لو كنا في حلم.</p>
<p><br />
<strong>نسيان البيت (اليهودي)</strong></p>
<p><br />
ليس لطيفا أن تكون نفتالي بينت هذه الأيام. فهو الولد المرفوض في الصف. ومن بين كل رؤساء الكتل، المرتبطة وغير المرتبطة بالائتلاف، هو الوحيد الذي لم يدع حتى مساء أمس للقاء زوج المقاتلة من دورة الإرهاب المشتركة. ومع لبيد، نتنياهو التقى مرتين، على الأقل، مع ليفني. وقد التقى حتى مع شيلي يحيموفيتش وزهافا غالئون.<br />
في حالة نتنياهو وبينت، كلمة الشك لا تلامس حالة العلاقات. إنها الكراهية الشديدة. وبرنامج &quot;المصدر&quot; لرفيف دروكر في القناة العاشرة الذي اهتم بـ&quot;إسرائيل اليوم&quot; وكشف يوميات لقاءات نتنياهو في السنوات 2006-2007 (عام خدمة بينت كرئيس لطاقم نتنياهو)، بالتأكيد لم يساعد في خفض اللهيب. وهذه ليست المرة الأولى التي تحتل وثائق ديوان نتنياهو مكانا مركزيا في تحقيقات دروكر. وكانت المرة الأولى في قضية &quot;بيبي تورز&quot;.</p>
<p><br />
وبسبب ضيقه ذهب بينت لدى لبيد. الطفل الأكثر قبولا في الصف، وطلب الرعاية. في محيط بينت يقولون إنه إلى حين انتهاء الانتخابات، قبل أسبوعين، لم يكن يتخيل شدة العداء له في عائلة نتنياهو. وقد تبدت هذه الصورة بأبعادها الفظيعة، فقط عندما التقى أناسا خرجوا من عند نتنياهو ورووا له أنهم سمعوا نتنياهو يتحدث باحتقار لا حدود له، أن بينت لن يرى غرفة الحكومة إلا في صور نشرة الأخبار مساء يوم الأحد.</p>
<p><br />
وفي هذه الأثناء، كما هو معلوم، برد نتنياهو وفهم أن لا مفر من إدخال بينت إلى الائتلاف. وأنه سيهاتفه ويتفق معه على موعد بعد أن تخف الحدة. في هذه الأثناء يبعث نتنياهو مبعوثه للمهمات الخاصة ناتان إيشل لحاخامات الصهيونية الدينية، لحثهم على تفكيك التحالف بين بينت ولبيد، وأن يحدثوا شرخا بين كتلة بينت/ المكونة من البيت اليهودي والاتحاد الوطني.</p>
<p><br />
أي سخافة، أي إثارة للقرف: في المعركة الانتخابية خرجت قائمة الليكود بيتنا عن جلدها لتعرض الحاخامات بشكل سلبي، متطرف، قومي، بغية تلطيخ بينت واعتباره دمية، يمينا دوغمائيا تخفى بلباس شاب متنور. وبعد لحظة ها هم يركضون خلف الحاخامات يرجون المساعدة.</p>
<p><br />
وإذا عدنا لحظة لدافع الشكوك: فهو قائم أيضا لدى بينت. وهو يعرف نتنياهو. وعمل عند نتنياهو. وللحظة كان صديق نتنياهو. وهو يشك ويخشى أن يكونوا في ديوان نتنياهو يعدون له مؤامرة: سيعرضون عليه عرضا محترما للفصل بينه وبين لبيد. وبعد أن يفعل ذلك سيذهبون للبيد، الذي لن يكون جزءا من معسكر 31 مقعدا وسيعود إلى وزنه الأصلي (19) مقعدا، ويعرضون عليه رزمة، في ظروف أقل حسنا. وبعد أن يوافق لبيد ويوقع الاتفاق الائتلافي، سيأتي رجال نتنياهو لبينت ويقولون له الجملة اللعينة التي قالها اسحق شامير العام 1984 ليوفال نئمان بعد أن أدار ظهره في اللحظة الأخيرة لشركائه الطبيعيين في اليمين ووقع اتفاق حكومة الوحدة مع شمعون بيريز. في رد على سؤال البروفيسور نئمان: &quot;ماذا سنفعل بالاتفاق الائتلافي؟&quot; أجاب شامير: &quot;من ناحيتي يمكنك تعليقه على الجدار&quot;.</p>
<p>&nbsp;</p>