مشعل: طرحنا خيار تجميد سلاح المقاومة في غزة وهدنة طويلة

مشعل: طرحنا خيار تجميد سلاح المقاومة في غزة وهدنة طويلة

زمن برس، فلسطين:  أكد رئيس "حماس" في الخارج، خالد مشعل، أن الحركة منفتحة على مقاربات تضمن "وقفاً طويل المدى" للتصعيد مع الاحتلال، تقوم على تجميد استخدام السلاح دون نزعه، مشدداً على أن نزع السلاح "مرفوض في ثقافة الشعب الفلسطيني"، لأنه يمثّل "روح المقاومة ووسيلة حماية الشعب تحت الاحتلال". وقال مشعل، في مقابلة مع قناة الجزيرة، مساء الأربعاء، إن الحركة "تريد تكوين صورة تتعلق بهذا الموضوع فيها ضمانات ألّا تعود حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة"، موضحاً أن السلاح يمكن أن "يُحفَظ ولا يُستعمل ولا يُستعرَض به"، ضمن صيغة اتفاق تتضمن هدنة طويلة المدى.

وأضاف القيادي في حماس أن الحركة "قدّمت فكرة الهدنة الطويلة كضمانة"، مشيراً إلى عدم ممانعة وجود "قوات الاستقرار الدولي على الحدود، مثل قوات اليونيفيل" للفصل بين غزة والاحتلال، على أن يكون دورها "حفظ السلام لا فرضه". وأكد أن الضامنين الإقليميين، مثل قطر ومصر وتركيا، قادرون على ضمان التزامات غزة وحماس، بينما تكمن المشكلة في "التصعيد والقتل والعنف الإسرائيلي ضد أهل غزة".

وفي ما يتعلق بالإدارة المدنية لغزة، كشف مشعل عن أنه جرى التوافق على تسليم إدارة القطاع لحكومة تكنوقراط من داخل غزة بعد تعثر تشكيل حكومة تدير غزة والضفة معاً، مشيراً إلى أن حواراً معمقاً جرى مع الفصائل والإدارة المصرية نتج عنه قائمة من 40 اسماً اختير منهم ثماني شخصيات ذات كفاءة تمثل المجتمع الغزّي، على أن يرافقهم جهاز شرطة مدني لحفظ الأمن "دون تدخل من حماس أو قوى المقاومة".

وشدد على أن غزة الخارجة من الركام "قد أدت ما عليها وزيادة"، وأن استراتيجيتها المقبلة هي الانشغال بإعادة التعافي والحياة. وأوضح أن طرح المقاومة يقوم على "مقاربات واقعية وعملية" لتحقيق الضمانات اللازمة، بعيداً عن فكرة نزع السلاح التي وصفها بأنها "نزع للروح"، مستشهداً بتجارب فلسطينية سابقة أعقبها ارتكاب مجازر بحق المدنيين حين جُرّدوا من السلاح.

وحذّر مشعل من الطروحات المتعلقة بـ"مجلس السلام" الذي اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يضم عدداً من رؤساء الدول، ويكون له مجلس تنفيذي يمارس الحكم الفعلي في غزة، معتبراً أن ذلك "شكل من أشكال الوصاية" ويذكّر بـ"الانتداب البريطاني". وقال إن العودة إلى صيغة الوصاية "غير مقبولة"، مؤكداً أن الفلسطينيين "يريدون أن يحكموا أنفسهم".

وأشار رئيس "حماس" في الخارج إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في ملف الإيواء والمساعدات داخل القطاع، موضحاً أن الاحتلال لم يلتزم بإدخال الكميات المتفق عليها من الشاحنات، وأن ثلثي ما يدخل اليوم "تجارة" لا يحتاجها السكان الذين "لا يملكون المال". وأكد أن غزة تحتاج إلى استقرار، وإزالة الركام، وإدخال المعدات الثقيلة، وإعادة تأهيل المستشفيات، وفتح معبر رفح.

وفي السياق، قال مشعل إن المرحلة الأولى من خطة ترامب "لم تنتهِ بعد" بسبب الإعاقات الإسرائيلية، ما يفاقم المعاناة الإنسانية، مشيراً إلى وجود "10 آلاف مفقود" وعدد كبير من الجثامين غير معروفة الهوية، وإخفاء الاحتلال مصير الأسرى لديه. وأكد أن "المقاومة قدمت كل ما عليها"، بينما تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي التقدم داخل ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، حتى باتت تسيطر على نحو 60% من مساحة القطاع.