هرمز ميدان المعركة الإيرانية الأمريكية

طهران، واشنطن: أوردت صحيفة «كيهان» الإيرانية أمس، بدء تخصيب اليورانيوم في منشأة فردو المحصنة قرب قم، والتي أكدت طهران استحالة تدميرها، مشيرة إلى أن قيادة البلاد اتخذت «قراراً استراتيجياً» بإغلاق مضيق هرمز الحيوي لنقل النفط، إذا فُرض حظر على صادرات النفط الإيرانية.

في المقابل، رأت الولايات المتحدة أن إيران قادرة «لفترة» على إغلاق المضيق، لكنها اعتبرت ذلك «خطاً أحمر». وقال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، في إشارة إلى الإيرانيين: «استثمروا في وسائل يمكن أن تتيح لهم إغلاق مضيق هرمز لفترة. ونحن استثمرنا في وسائل تكفل لنا الغلبة في مثل هذه الحالة». وشدد في حديث الى شبكة «سي بي أس»، على أن إغلاق المضيق سيكون «عملاً لا يمكن السكوت عنه. سنتحرك وسنعيد فتحه».

أما وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا فقال للشبكة ذاتها: «كنا واضحين جداً، بقولنا إن الولايات المتحدة لن تسمح بإغلاق هرمز. إنه خط أحمر آخر بالنسبة إلينا، وسنرد على ذلك».

ولم يستبعد بانيتا شنّ هجوم وقائي على طهران، إذا سعت الى امتلاك سلاح نووي، وتساءل في إشارة إلى الإيرانيين: «هل ينتجون سلاحاً نووياً؟ لا. لكننا نعلم أنهم يسعون إلى امتلاك قدرة نووية، وهذا يشعرنا بقلق». لكنه أضاف مستدركاً: «الأمر المسؤول المتوجب تنفيذه الآن، هو مواصلة الضغوط الديبلوماسية والاقتصادية عليهم (الإيرانيين)، لإرغامهم على اتخاذ (القرار) المناسب، ولضمان ألا يتخذوا قراراً بتطوير سلاح ذري».

الى ذلك، اعلن رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني أن «منشأة فردو ستُدشن قريباً»، مشيراً إلى «قدرتها على إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة». ولفت إلى «تصميم جيل جديد لأجهزة الطرد المركزي» في المنشأة التي أكد أنها «تقع تحت الأرض ومحصنة جيداً ضد أي ضربة محتملة، إذ لا يستطيع العدو شنّ هجوم عليها وتدميرها». وبُنيت المنشأة في جبل على عمق 90 متراً، قرب قاعدة لـ «الحرس الثوري»، ولم تكشف عنها إيران سوى العام 2009، بعدما اكتشفتها أجهزة استخبارات غربية.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة «خراسان» عن علي أشرف نوري، نائب قائد «الحرس الثوري»، قوله إن «القيادة أصرّت على أننا لن نسمح بمرور نقطة نفط واحدة عبر هرمز، إذا حظّر العدو تصدير نفطنا. هذه هي استراتيجية إيران لمواجهة تهديدات مشابهة». وأشار إلى أن مناورات «الولاية 90» التي نفذتها البحرية الإيرانية شرق هرمز قبل أيام، كانت استعداداً لاحتمال إغلاق المضيق، مضيفاً ان خامنئي «حدد استراتيجية جديدة للقوات المسلحة، تنصّ على أن نواجه بتهديد، أي تهديد يوجّهه الأعداء». في الوقت ذاته، جدد قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سيّاري وصفه إغلاق هرمز بـ «شربة ماء» بالنسبة إلى بلاده، معتبراً أن «طاقات دول المنطقة وقدراتها ليست على مستوى إيران». أما قائد القوات البحرية لـ «الحرس الثوري» الأميرال علي فدوي فأكد أن «إيران تملك قدرة تامة على إغلاق هرمز، وبذلك لن يصمد العالم 24 ساعة، إذا توقف ضخ النفط من هذا المضيق الحيوي».

إلى ذلك، أعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني الجنرال أحمد رضا بوردستان أن قواته ستنفذ «قريباً مناورات ضخمة، تعرض خلالها جانباً من قدراتها العسكرية».

في غضون ذلك، أعلن رئيس «المركز الوطني الإيراني لدرس المحيطات» وحيد تشيغيني أن طهران تنوي خلال ثلاث سنوات، تأسيس محطة ثابتة في القطب الجنوبي. وقال إن هذا المشروع «سيتم في ست مراحل»، أولها «إيجاد مركز وطني للبحوث في القطب الجنوبي، تُشكّل فيه فرق لدرس النواحي القانونية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية للقطب».

أ ف ب

رويترز

أ ب