مستشار أميركي: التخطيط جار لتشكيل قوة دولية تدير الوضع في غزة

مستشار أميركي: التخطيط جار لتشكيل قوة دولية تدير الوضع في غزة

زمن برس، فلسطين:  قال مستشار أميركي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تسعى إلى إرساء استقرار أساسي للوضع في غزة، ويجري التخطيط لإرسال قوة دولية إلى القطاع الفلسطيني. وأضاف المستشار الأميركي: "ما نسعى لتحقيقه حاليًّا هو مجرد استقرار أساسي للوضع. وبدء تشكيل قوة إرساء الاستقرار الدولية".

وذكر مستشار أميركي كبير آخر، طلب عدم الكشف عن هويته أيضًا، أن من بين الدول التي تتفاوض الولايات المتحدة معها بشأن المساهمة في تلك القوة إندونيسيا والإمارات ومصر وقطر وأذربيجان، فيما لم يصدر تعليق فوري من هذه الدول على هذه التصريحات. وقال أحد المستشارين إن "لا أحد سيُجبر سكان غزة على مغادرة القطاع".

وأوضح المستشار الأول: "ما قلناه بوضوح تام هو أن المساعدات ستدخل، لكن لن تُخصّص أموال لإعادة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها حماس. نتطلع إلى البدء في إعادة إعمار المناطق التي تُعد حاليًّا خالية من حماس والإرهاب"، على حد وصفه.

وقال المستشارون الأميركيون، الأربعاء، إن حركة حماس تسعى للالتزام بتعهدها بإعادة جثامين المحتجزين الإسرائيليين الذين قتلوا في غزة، وذلك بعد تهديد إسرائيل باستئناف القتال بسبب تسليم عدد محدود فقط من الجثامين. وأوضح المستشارون أن عملية انتشال الجثامين من القطاع تواجه صعوبات كبيرة، لأن المنطقة "سُوّيت بالأرض"، ما يستدعي استخدام معدات متخصصة للوصول إليها.

وقال أحد المستشارين للصحافيين، طالبًا عدم الكشف عن هويته، عندما سُئل عمّا إذا كانت حماس ماضية في تنفيذ الاتفاق: "ما زلنا نسمع منهم أنهم ينوون الالتزام بالاتفاق، ويرغبون في استكماله بهذا الشأن". وأضاف: "كان هناك قدر كبير من خيبة الأمل والغضب عندما أُعيدت أربعة جثامين فقط، وكان بإمكانهم القول إنهم أنهوا الأمر، لكنهم أعادوا جثامين أخرى في اليوم التالي، ثم في اليوم الذي تلاه، كلما زودناهم بالمعلومات الاستخباراتية".

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات للصحافيين داخل المكتب البيضاوي إن حماس "تقوم بالحفر" للبحث عن الجثامين، مضيفًا: "إنهم يحفرون، ويعثرون على الكثير من الجثامين". وكان وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد هدد الأربعاء، باستئناف القتال إذا لم تلتزم حماس بشروط وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، والذي أوقف الحرب في غزة. وقبل تسليم جثتين، مساء الأربعاء، كانت حماس قد أعادت بالفعل رفات سبعة من أصل 28 محتجزا تم التعرف عليهم، إضافة إلى جثمان ثامن قالت إسرائيل إنه لا يعود إلى أي من المحتجزين السابقين. وشدد المسؤولون الأميركيون على تعقيد عملية استعادة الجثامين المتبقية من تحت الأنقاض، في موقف يتقاطع مع شكاوى حماس من أن تنفيذ العملية يتطلب معدات متخصصة.

وقال مستشار أميركي ثانٍ: "قطاع غزة بأكمله سُوِّي بالأرض، ويبدو كأنه مشهد من فيلم". وأضاف أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى من الوسطاء تبحث إطلاق برنامج مكافآت لمن يساعد في تحديد أماكن جثامين المحتجزين القتلى. وفي الأثناء، تجري تركيا، وهي أحد الوسطاء الرئيسيين في الاتفاق، محادثات لتقديم خبراء في انتشال الجثامين وإرسالهم إلى غزة، بحسب المستشار.

ومع بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لخطة ترامب، أعرب الأخير، أمس الثلاثاء، عن تشدده بخصوص مسألة تخلي حركة حماس عن السلاح. وزعم ترامب أن حركة حماس "وافقت على نزع سلاحها"، وهدد بأن سلاحها سيُنتزَع بـ"القوة والعنف" في حال عدم تخليها عن السلاح، وقال في تصريحات للصحافيين في أثناء استضافته رئيس الأرجنتين خافيير ميلي: "لن أنزع سلاحهم، هم سيتخلون عنه، وإن لم يفعلوا فسنجبرهم على التخلي عنه"، ورداً على سؤال عن كيفية تنفيذ ذلك، قال: "لست مضطراً إلى شرح ذلك، ولكن إذا لم يتخلوا عنه، فسننزعه منهم، هم يعرفون أنني لا أحب الألاعيب".

إلى ذلك، قال مسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أمس الثلاثاء، إن دولًا، من بينها الولايات المتحدة وكندا ودول عربية وأوروبية، أعطت مؤشرات واعدة إلى استعدادها للمساهمة في كلفة إعادة إعمار غزة المقدرة بنحو 70 مليار دولار، وأضاف أن الحرب التي استمرت عامين هناك خلّفت أنقاضًا تُعادل 13 مثيلًا لأهرامات الجيزة. وذكر جاكو سيليرز، من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لصحافيين خلال مؤتمر صحافي في جنيف، وفقًا لوكالة رويترز، أن حرب إسرائيل على قطاع غزة خلّفت ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض، وأن تعافي غزة بالكامل قد يستغرق عقودًا.

وتسود أجواء من التوتر الحذر في قطاع غزة، رغم مرور أيام على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وتبادل الاتهامات بشأن الالتزام ببنود الاتفاق. وتشير المعطيات الميدانية إلى أن حالة الهدوء ما زالت هشة، مع تسجيل عمليات قصف متفرقة وإطلاق نار في عدد من مناطق القطاع، في وقت تتواصل فيه جهود الوسطاء لضمان تثبيت التهدئة ومنع انهيارها بشكل كامل.