"المنبّه"... جيش الاحتلال يستحدث طرق قتل وترهيب لتهجير سكان غزة

زمن برس، فلسطين: توغلت فرقتان نظاميتان من جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إلى مدينة غزة من اتجاهين مختلفين، في اليوم الثاني من الاجتياح البري ضمن مرحلة جديدة من حرب الإبادة المستمرة منذ نحو عامين، في وقت لا يزال فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين داخل المدينة. ومن المتوقع أن تنضم إليهما خلال الأيام القريبة فرقة إضافية، هي الفرقة 36. ويواصل جيش الاحتلال عمليات القصف المكثّفة من الجو والبر، مستخدماً الطائرات، والمسيّرات، والدبابات، والمدرّعات، وآليات هندسية أخرى تنسف كل ما يقف في طريقها.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلي (كان)، اليوم الأربعاء، أنه وفقاً لتقديرات في جيش الاحتلال، ستستمر عملية الإبادة البرية في مدينة غزة ما بين شهرين وثلاثة أشهر، لكن قتل عناصر المقاومة في المنطقة قد يستغرق وقتاً أطول. وتزعم تقديرات أمنية إسرائيلية أن نحو 400 ألف من سكان المدينة غادروها حتى الآن إلى جنوب القطاع. ويُسمع دوي القصف المكثّف والشديد في منطقة تل أبيب ومناطق أخرى في وسط إسرائيل، رغم المسافة البعيدة نسبياً، فضلاً عن سماعه في منطقة النقب الأقرب إلى غزة.
وزعم موقع "واينت" العبري أنه من بين نحو 100 غارة نفذها سلاح الجو خلال الساعات الـ12 الأولى من المناورة الجديدة في مدينة غزة، وُجّهت عشرات منها إلى مواقع عبوات ناسفة تم رصدها خلال الليلة الماضية، بعدما نجحت حماس في زرع جزء كبير من العبوات داخل الأنقاض، أو في الطوابق العليا من المباني، أو في الجدران الخارجية، وتغطيتها بطريقة لا يمكن للعين المجردة اكتشافها. كما استخدم عناصر المقاومة، وفقاً للتقرير العبري، صناديق ذخيرة إسرائيلية فارغة، تركتها قوات جيش الاحتلال خلفها بالمئات، إن لم يكن بالآلاف، في جميع الأحياء التي اقتحموها وناوروا فيها خلال ما يقرب من عامين من القتال.
وتقدّر جهات في جيش الاحتلال أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وضعت ضمن أهدافها للأيام الأولى من توغل القوات الإسرائيلية في مدينة غزة خطف جندي إسرائيلي يشارك في العملية البرية، فضلاً عن نصبها كمائن للجنود.
واستحدث سلاح الجو الإسرائيلي طريقة لترهيب المدنيين في غزة ودفعهم للنزوح من المدينة، أطلق عليها اسم "المنبّه"، تقوم على استخدام "ذخائر صغيرة" تُلقى قرب التجمّعات السكانية، وتُحدث انفجارات ضخمة، "لكن بأضرار مادية محدودة"، وفق مزاعم الموقع العبري، ما يجبر السكان على الفرار.
في سياق متّصل، قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال إيال زامير، مساء أمس الثلاثاء، إنه "بعد مناقشات موسّعة مع المستوى السياسي، يعمّق الجيش الإسرائيلي بشكل كبير عملياته في مدينة غزة. نحن نعمل في عمق الميدان، من خلال دمج القوات البرية، والنيران الدقيقة، والاستخبارات عالية الجودة. هدفنا هو تعميق الضربات ضد حماس حتى الحسم ضدها. جميع عملياتنا تُنفذ وفق خطة منظمة، وهدفنا هو تحرير المحتجزين وهزيمة حماس. حماس تلقّت ضربة قوية ومنهكة. لقد قضينا على الجزء الأكبر من قوتها العسكرية، والآن نحن نُعمّق هذا الإنجاز بما يقربنا من إنهاء الحرب". وأضاف زامير: "أود التأكيد أن إعادة محتجزينا هي هدف في الحرب... وجندنا آلاف جنود الاحتياط لصالح هذه المعركة، وهم يعملون جنباً إلى جنب مع القوات النظامية".
بالمقابل لمّح زامير إلى أن العملية البرية قد تعرّض المحتجزين والجنود للخطر، قائلاً: "بصفتي قائد الجيش، من واجبي أن أطرح قبل كل عملية جميع التداعيات الأمنية المحتملة. جميع المخاطر والفرص عُرضت على المستوى السياسي بوضوح ومهنية. هذا هو واجبي، وتحت هذا المبدأ أقود العملية، إلى جانب طاقم قيادي متميز وذي خبرة، من أجل تحقيق جميع الأهداف بمسؤولية وثقة".