تنديدا بالتجويع والحرب في غزة: عشرات الآلاف بمظاهرة قطرية بسخنين ووقفات في عدة بلدات

تنديدا بالتجويع والحرب في غزة: عشرات الآلاف بمظاهرة قطرية بسخنين ووقفات في عدة بلدات

زمن برس، فلسطين:  شارك عشرات الآلاف مساء الجمعة، في مظاهرة قطرية انطلقت من أمام مسجد النور في شارع الشهداء بمدينة سخنين، تنديدا بالتجويع في غزة وللمطالبة بإنهاء حرب الإبادة المتواصلة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ فيما نظمت وقفات احتجاجية في بلدات عربية من بينها يافا والطيرة وكابول.

وجابت المسيرة شوارع سخنين وصولا إلى ساحة البلدية، حيث عقد مهرجان خطابي تحدث خلاله رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة ورئيس بلدية سخنين مازن غنايم والعديد من النشطاء.

 

وطالب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، بوقف الحرب والتجويع في غزة، مضيفا "نقولها بوضوح نحن وشعبنا في غزة شعب واحد، ونطالب بمساواة وحقوق مدنية لا المزيد من الأسلحة".

وقال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، في كلمته "نحن هنا لنقول كلمة واضحة ضد الإبادة والتطهير والعرقي والتجويع، ولماذا تجند الشرطة كل هذه الأعداد من عناصرها في مظاهرة عادية قمنا بها على مدار عقود، لن ترهبوننا ولن تمنعوننا عن التعبير عن انتمائنا وهويتنا".

 

وأضاف "نحن جزء لا يتجزأ ولا ينفصل عن الشعب الفلسطيني، ولن نتنازل تحت أي ظرف وأي إرهاب عن هويتنا، ونرفض أن يكون التفريط بالهوية مقابل المواطنة. مواطنتنا أصلها من وطننا ونرسل تحية حب للأطفال الذين يكابدون الموت من الجوع. فقط هؤلاء المجرمين من يحاولون للحصول على رغيف صراع سياسي، هذا لم يحدث إلا في النازية، مثل هذا الإجرام لن نر، لم ولن يعمر طاغية على هذه الأرض".

 

وتابع بركة "رغم فداحة الثمن إلا أننا على يقين أن غزة ستنتصر، كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين. إن فرض الضم والسيادة في الضفة، وردا على هذا القانون نطالب بالإعلان عن فلسطين دولة ذات سيادة تحت الاحتلال، وهذه أرض فلسطينية في الضفة والقدس وغزة ويجب أن ينصرف الاحتلال عنها. نتابع الملاحقات ضد أبناء شعبنا ونقول لقد عبرنا النكبة ويوم الأرض وهبة القدس والأقصى وهبة الكرامة، وسنعبر هذه أيضا".

 

وقال رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، لـ"عرب 48"، إن "مظاهرة اليوم في سخنين التي شهدت مشاركة عشرات الآلاف من مختلف مناطق البلاد من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، تحمل رسالة واحدة وموحدة مفادها بأننا نرفض الإبادة الجماعية والتجويع بحق شعبنا الفلسطيني في غزة".

وقالت رونيت من العاملات الاجتماعية في حراك "من أجل الديمقراطية"، إننا "نؤمن بوقف الحرب والمساواة وتحرير التجميع مقابل الجميع. يجب مواصلة الاحتجاجات وضد تجويع الناس في غزة ونطالب بالعدالة". فيما دعا الناشط في "شراكة للسلام"، حسين حلاج، إلى وقف الحرب والتجويع ضد الفلسطينيين في غزة ووقف القمع والاعتقالات في المجتمع العربي.

 

وقالت إيلا جليندبيرج التي رفضت التجنيد بالجيش الإسرائيلي "لقد رفضت الانضمام لجيش الإبادة وسجنت 4 شهور. غزة يتم تجويعها بفظاعة تشبه تجويع معتقلات أوشفيتز، إذ أن الطعام موجود وينتظر الدخول لكن حصار إسرائيل يمنع ذلك، وهناك من يخاطر بحياته في مصائد الموت من أجل رغيف. غزة دمرت تماما وسكانها صاروا لاجئين وأكثر من 100 ألف قتيل وجريح بسلاح وغطاء أميركي وتنفيذ جيش الإبادة، إن الإبادة والتطهير الاثني تتعمق ضد الفلسطيني في الضفة أيضا، وأيضا الفاشية تنتشر في الداخل ضد العرب واليسار".

ودفعت الشرطة بقوات معززة إلى سخنين واتخذت من ساحة البلدية مقرا لها، عدا عن الحواجز التي نصبتها عند المفرق الرئيسي للمدينة في محاولة لعرقلة الوصول إلى المظاهرة.

 

ومن بين المشاركين في المظاهرة قيادات لجنة المتابعة العليا ورؤساء الأحزاب ورؤساء سلطات محلية عربية، فيما رفع المتظاهرون صورا لشهداء التجويع في غزة وأطفال تحت الأنقاض.

 

وتأتي هذه المظاهرة في ظل حملة قمعية ممنهجة تمارسها الشرطة الإسرائيلية ضد الحقوق الأساسية للمواطنين العرب، وهي تشكل كسرا لحاجز الخوف والقمع الذي فرضته الشرطة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إذ فرضت السلطات الإسرائيلية قيودا تعسفية على تنظيم المظاهرات والاحتجاجات واعتقلت العشرات من النشطاء بذرائع أمنية واهية حظيت بتغطية قضائية. في حين سمحت للمواطنين اليهود بالتظاهر بحرية بما ذلك المطالبة بوقف الحرب، ولا تزال القيود الأمنية المشددة مفروضة على أي محاولة للتعبير عن الرأي في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

وبالتزامن تصاعدت حملة الاعتقالات التعسفية، إذ صدرت عشرات أوامر الاعتقال الإداري بحق نشطاء وقيادات في المجتمع العربي لمجرد منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، في سابقة خطيرة تكرس سياسة التمييز والقمع.

 

وتأتي المظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا، واللجان المنبثقة عنها؛ إذ كان اللجنة قد دعت إلى "أوسع مشاركة جماهيرية، في مظاهرة سخنين، ضد حرب الإبادة والتجويع، التي ستجرى عند الساعة الرابعة والنصف، من مركز المدينة، والتي دعت لها قوى سياسية فاعلة في مجتمعنا العربي، وقوى سلامية تقدمية، مناهضة للاحتلال والحرب".