"تقدم" في مفاوضات غزة بعد "مرونة إسرائيلية" بشأن انسحاب قواتها... وترامب يضغط

"تقدم" في مفاوضات غزة بعد "مرونة إسرائيلية" بشأن انسحاب قواتها... وترامب يضغط

زمن برس، فلسطين:  أفادت تقارير إسرائيلية، مساء الأربعاء، بأن مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس أحرزت "تقدمًا" بعد أن أبدت إسرائيل "مرونة كبيرة" في ما يتعلق بانتشار قواتها داخل قطاع غزة خلال هدنة محتملة، وقدمت خرائط جديدة.

 

جاء ذلك في أعقاب اجتماع عُقد في البيت الأبيض بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والوزير الإسرائيلي، رون ديرمر، ومسؤول قطري، بحسب ما أفادت به القناة 12 الإسرائيلية، وذلك في إطار الضغوط الأميركية المتصاعدة لإنجاز الصفقة.

بدورها، أعلنت حركة حماس موافقتها على إطلاق 10 أسرى، وشددت على أنها "تواصل جهودها المكثفة لإنجاح المفاوضات، سعيًا للتوصّل إلى اتفاق شامل"، مشيرة إلى استمرار التفاوض حول المساعدات الإنسانية وانسحاب الاحتلال وضمانات لوقف دائم لإطلاق النار.

وقالت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") في نشرتها المسائية، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، إن إسرائيل أبدت في الساعات الأخيرة "مرونة كبيرة" في المفاوضات، بما في ذلك بشأن موقفها من انتشار قواتها في محور "موراغ" جنوبي قطاع غزة.

"صعوبات" قد ترجئ حسم المفاوضات للأسبوع المقبل

وأضافت المصادر أن المفاوضات، رغم إحراز بعض التقدّم، ما زالت تصطدم بـ"صعوبات"، خصوصًا في ما يتعلّق بإصرار إسرائيل على الإبقاء على وجودها العسكري في منطقة رفح، وتمسّكها بالسيطرة عليها ضمن إطار هدنة محتملة.

وأشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن المحادثات ستتواصل حتى الأسبوع المقبل، وسط جهود الوسطاء، وعلى رأسهم قطر والولايات المتحدة، لطرح حلول واقتراحات "إبداعية" لتجاوز التعقيدات المرتبطة بالموقف الإسرائيلي من انسحاب قواتها.

الدوحة وواشنطن لتل أبيب: خارطة الانسحاب "غير مقبولة"

وأفادت "كان 11" بأنه بالتوازي مع المفاوضات الجارية في الدوحة، يُجري وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، ديرمر، محادثات مباشرة مع المبعوث الرئاسي الأميركي، ويتكوف، وكذلك مع مسؤولين قطريين رفيعي المستوى.

وعقد ويتكوف وديرمر اجتماعًا مشتركًا مع وفد قطري في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، خُصّص لبحث ملف انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وفقًا لما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، نقلًا عن مصدرين مطّلعين.

وبحسب المصدرين، أوضحت كل من الولايات المتحدة وقطر خلال الاجتماع أن الخرائط التي قدّمتها إسرائيل ضمن مقترحاتها للانسحاب "غير مقبولة ولن تُفضي إلى اتفاق"، علما بأن حركة حماس تصر على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى مواقع انتشارها خلال الهدنة الأخيرة.

"خرائط إسرائيل تتوافق مع خطة سموتريتش"

ونقلت القناة عن ويتكوف قوله خلال الاجتماع إن "خرائط الانسحاب الإسرائيلية تبدو شبيهة بخطة (وزير المالية) بتسلئيل سموتريتش (بشأن الاستيطان بغزة)، وتبقي على وجود إسرائيلي متواصل في أجزاء واسعة من قطاع غزة، وهي غير مقبولة على إدارة ترامب".

وجاءت محادثات ويتكوف والوفد القطري مع ديرمر، ضمن ضغوط يمارسها دونالد ترامب على إسرائيل مباشرة، وعلى حماس من خلال الوساطة القطرية، بهدف التوصّل إلى اتفاق يشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، والإفراج عن عشرة أسرى أحياء وجثامين 18 آخرين.

وعقد ترامب، مساء الثلاثاء، اجتماعًا استمر ساعة ونصف مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لبحث صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، وهو اللقاء الثاني بينهما خلال أقل من 24 ساعة في إطار زيارة نتنياهو إلى واشنطن.

وأوضحت القناة 12 أنه قبيل لقاء ترامب ونتنياهو، عقد ويتكوف اجتماعًا مع مسؤول قطري رفيع ومستشار نتنياهو المقرب، ديرمر، وتركّز الاجتماع حول خارطة انتشار القوات الإسرائيلية في القطاع في إطار اتفاق التهدئة المحتملة.

قطر تحذر من انهيار المفاوضات... ديرمر: نتنياهو يتعرض لضغوط من ائتلافه

ونقلت القناة عن مصدر مطّلع أن جزءًا من الاجتماع اتّسم "بتوترات حادة" بسبب الخلافات حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. وشدد الوفد القطري على أنهم لا يعتقدون أن حماس ستوافق على اتفاق لا يشمل انسحابًا واسعًا، محذرين من أن موقف إسرائيل قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات.

ووفقًا لمصدر آخر، أوضح ديرمر خلال الاجتماع أن نتنياهو "يتعرض لضغوط شديدة من داخل ائتلافه الحاكم تمنعه من تقديم تنازلات كبيرة، خصوصًا في ما يتعلق بالانسحاب من الأراضي". وأشار إلى أن نتنياهو "لا يستطيع اتخاذ قرارات كهذه بمفرده، بل يحتاج إلى الكابينيت".

وأفاد التقرير بأنه في أعقاب الاجتماع، عرضت إسرائيل خارطة جديدة لانتشار قواتها تتضمن انسحابًا أوسع من قطاع غزة. وقال أحد المصادر إن الخارطة الجديدة أدت إلى "تقدّم ملموس في المفاوضات، وزادت بشكل كبير من احتمالات التوصل إلى اتفاق".

"فجوات قائمة والمسار إيجابي": ترامب يجتمع مجددا بنتنياهو؟

وأضاف مصدر آخر: "لا تزال هناك فجوات، لكننا نتحرك في اتجاه إيجابي". وذكرت القناة 12 أن نتنياهو قد يعقد اجتماعًا إضافيًا مع ترامب، قبل موعد مغادرته المرتقبة لواشنطن، مساء الخميس، وسط تقارير تشير إلى احتمال تمديد زيارته.

وعلى صلة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مساء الأربعاء، خلال كلمة ألقاها في حفل تخريج الكلية للأمن القومي، إن الجيش "ألحق أضرارًا جسيمة بالقدرات السلطوية والعسكرية لحماس، وتم خلق الظروف اللازمة لدفع صفقة لتحرير الأسرى".

حماس: أبدينا مرونة ونتفاوض حاليا حول المساعدات والانسحاب والضمانات

وفي بيان صدر عنها مساء الأربعاء، قالت حركة حماس إنها "تواصل جهودها المكثفة والمسؤولة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعيًا للتوصّل إلى اتفاق شامل يُنهي العدوان على شعبنا، ويُؤمّن دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن، ويخفف المعاناة المتفاقمة".

وأكدت الحركة أنها "أبدت المرونة اللازمة، ووافقت على إطلاق سراح عشرة أسرى". وأفادت بأن "النقاط الجوهرية قيد التفاوض، وفي مقدّمتها: تدفّق المساعدات، وانسحاب الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار".

وشدّدت الحركة على أنها "رغم صعوبة المفاوضات حول هذه القضايا حتى الآن بسبب تعنت الاحتلال، تواصل العمل بجدّية وبروح إيجابية مع الوسطاء لتجاوز العقبات وإنهاء معاناة شعبنا وضمان تطلعاته في الحرية والأمن والحياة الكريمة".