الأمم المتحدة تعلن تقليص وجودها في غزة

زمن برس، فلسطين: قرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تقليص وجود المنظمة في غزة على خلفية مقتل موظفين أممين إثر استئناف إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على القطاع.
وفي تصريحات صحفية، الاثنين، أشار ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، إلى أن إسرائيل نفذت الأسبوع الماضي "هجمات مروعة" أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، من بينهم موظفون تابعون للأمم المتحدة.
وتطرق إلى عدم سماح إسرائيل بعبور المساعدات الإنسانية منذ مطلع مارس/ آذار الجاري.
وتابع: لهذا السبب، اضطر الأمين العام للأمم المتحدة إلى اتخاذ قرار بتقليص وجود المنظمة في غزة.
وأوضح أن هذا القرار يأتي "رغم تزايد احتياجات المدنيين للمساعدات الإنسانية والحماية".
وأكد أن الأمم المتحدة لن تغادر غزة وستواصل تقديم المساعدات لضمان حياة المدنيين وحمايتهم.
وفي هذا السياق، أوضح دوجاريك أنه سيتم تقليص عدد الموظفين الدوليين التابعين للأمم المتحدة في غزة.
وأفاد بأن هناك حاليا حوالي 100 موظف دولي في القطاع، وسيغادر 30 منهم.
وأكد أن المسؤولين الإسرائيليين يعتزمون مواصلة "أنشطتهم العسكرية" في غزة، مبينا أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل أفراد من الأمم المتحدة في 19 مارس/ آذار الجاري قد تم تأكيد تنفيذه من قبل إسرائيل.
وفي معرض رده على سؤال حول سبب تأثر عمليات الأمم المتحدة في غزة، أوضح دوجاريك أن استمرار الهجمات الإسرائيلية أدى إلى نزوح المزيد من السكان مجددا، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مما أثر على العمليات.
وأكد أن الموظفين المحليين يتبنون إنجاز الجزء الأكبر من الأنشطة الأممية في القطاع.
وبشأن الوكالات التي ستتأثر جراء تقليص وجود الأمم المتحدة، أفاد دوجاريك أن من بين الوكالات المتضررة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
والأربعاء، أعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع خورخي موريرا دا سيلفا، مقتل موظف أممي وإصابة 5 آخرين بغارة جوية على غزة، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته دون توقف.
وفي السياق، نشر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أسماء العاملين الأجانب الستة إثر استهدافهم في غارة إسرائيلية.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى السبت، 730 فلسطينيا وأصابت 1367 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس الجاري.
ورغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 163 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.