علاقة بشار المصري والمبعوث الأميركي آدم بوهلر.. مقدمة لـ"اليوم التالي"؟

زمن برس، فلسطين: تتبَّعت صحيفة "هآرتس"، في تقرير نُشر يوم الأربعاء، مسار الطائرة الخاصة التي يملكها رجل الأعمال بشار المصري، وسط تقارير عن علاقة تربط المصري بمبعوث ترامب لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، ودور متوقع للمصري في إدارة قطاع غزة بعد الحرب.
بشار المصري يشكل جزءًا من "الأمل الكبير" الذي تعقده إدارة ترامب في "اليوم التالي"، وهو المستشار السري والمقرب لآدم بوهلر، الذي يحلق في المنطقة برفقة المصري بطائرة خاصة
والطائرة التي أشار إليها تقرير هآرتس، هي ذاتها طائرة ياسر عرفات التي كانت تحمل ألوان العلم الفلسطيني، ويستخدمها في رحلاته إلى الولايات المتحدة والصين والعواصم الأوروبية وغيرها. ثم بعد رحيل عرفات في عام 2004، واصلت الطائرة التحليق حول العالم تحت طلاء جديد وتسجيل نمساوي مختلف، في خدمة العديد من شركات الطيران الصغيرة.
وفي عام 2016، تغيرت ملكية الطائرة وأصبحت تعمل بانتظام من مطار بن غوريون، مع إعفاء رسمي حصلت عليه من هيئة الطيران المدني الإسرائيلية، ويتم تشغيلها من المطار بواسطة شركة الطائرات الخاصة "شينو للطيران". ووفقاً لبيانات الطيران العامة، فقد قامت الشركة على مر السنين برحلات جوية من إسرائيل إلى وجهات في الشرق الأوسط، لا يمكن للطائرات الإسرائيلية السفر إليها رسميًا، وإلى أفريقيا وأوروبا أيضًا.
وأشارت هآرتس إلى أن بشار المصري هو "ملياردير فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية، وصاحب شركة قابضة دولية ومؤسس مدينة روابي الفلسطينية". وهو أيضًا، بحسب تقرير نشره الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت، المستشار السري والمقرب من آدم بوهلر، مبعوث ترامب لشؤون الأسرى، الذي أجرى في الأشهر الأخيرة مفاوضات مباشرة وسرية مع حماس. وبحسب كاسبيت، فإن بوهلر استخدم طائرة بشار المصري في التنقل بين عواصم المنطقة، في سياق المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن.
ووفقًا لبيانات الرحلات الجوية العامة، فإنه منذ انتخاب ترامب وتعيين بوهلر كانت هناك زيادة حادة في عدد الرحلات الجوية لطائرة المصري من مطار بن غوريون. فمنذ كانون الأول/ديسمبر 2024، سافرت كثيرًا إلى قطر والقاهرة والرياض واسطنبول وأنقرة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي عادت مرة أخرى من الدوحة. وقبل أسبوعين زارت بغداد أيضًا، حيث أفادت التقارير أن بوهلر ضغط على رئيس الوزراء العراقي للإفراج عن إليزابيث تسوركوف، الباحثة الروسية الإسرائيلية التي اختطفت في بغداد في آذار/مارس 2023.
وفي تقرير بن كسبيت الذي نُشر في "معاريف"، فإن بشار المصري يشكل جزءًا من "الأمل الكبير" الذي تعقده إدارة ترامب في "اليوم التالي"، وهو المستشار السري والمقرب لآدم بوهلر، والرجل الذي يسعى لكسر الحلقة المفرغة المتعلقة بحماس.
وأوضح بن كسبيت، أنه حتى قبل تولي ترامب منصبه، كان بوهلر يحلق في المنطقة برفقة المصري بطائرة خاصة، حيث كانت الرحلات تشمل عواصم مثل الدوحة والقاهرة في إطار مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، بالإضافة إلى اتصالات أخرى. وفي بعض الأحيان، كان المصري يشارك شخصيًا في تلك الرحلات.
وأضاف، أن المصري يتمتع بعلاقات قوية في بيئة ترامب، ويمتلك محفظة استثمارية ضخمة في الشرق الأوسط وإسرائيل، ويساعده في هذا القبول أنه لا ينتمي إلى حماس ولا للسلطة الفلسطينية، "ورغم أنه شارك في مظاهرات ضد إسرائيل في شبابه، إلا أن هذه الفترة مرت عليها عقود ولا يمكن ربطها بالإرهاب"، وفقًا لابن كسبيت.
وأشار إلى أن بشار المصري (64 عامًا) هو ابن شقيق منيب المصري، الملياردير الفلسطيني الذي يقيم في فيلا ضخمة على قمة جبل جرزيم، موضحًا أن عائلة المصري "تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية الفلسطينية في مجال المال والاستثمار، ولديها مشاركة واسعة في شركات داخل الشرق الأوسط وخارجه".