بعد عبوة طوباس.. ناقلات "إيتان" الإسرائيليّة المدرعة في الضفة لأوّل مرة

بعد عبوة طوباس.. ناقلات "إيتان" الإسرائيليّة المدرعة في الضفة لأوّل مرة

زمن برس، فلسطين:  فوجئ فلسطينيون صباح الإثنين بنشر جيش الاحتلال ناقلات جند إسرائيليّة مصفّحة في بلدة طمون جنوب طوباس، يرونها ربما للمرّة الأولى في الضفة الغربية. تبيّن لاحقًا أنّها ناقلة "إيتان" التي تعني "الصّامد" أو "القوي الصارم".

لأوّل مرة يستخدم جيش الاحتلال مدرّعة "إيتان" المصفحة في الضفة الغربية. ظهورها في طمون بطوباس يأتي بعد أسبوعين من مقتل جندي بتفجير عبوة ناسفة في آليّة عسكرية

يستخدم لواء الناحال في جيش الاحتلال الإسرائيلي ناقلة "إيتان" المدرّعة [איתן - Eitan] في المواقع العسكرية والمستوطنات بغلاف غزة، كما جرى استخدامها في الإغارة على مستشفى الشفاء أثناء حرب على غزة، لنقل عناصر القوّات الإسرائيليّة الخاصّة، فهي تتميّز بسرعتها العالية إذا ما قورنت بناقلة "النمر" أو المركبات الأخرى المدرّعة.

مدرعة ايتان المصفحة لأول مرة في الضفة الغربية

مدرعة إيتان المصفحة لأول مرة في الضفة الغربية.. الصورة من طمون جنوب طوباس

لكن لماذا استخدم الجيش الإسرائيلي هذه المدرّعة في شوارع الضفة الغربية؟ الإجابة على السؤال تتطلّب العودة إلى يوم 20 كانون الثاني/يناير الماضي، حين تمكنت "كتيبة طوباس" من استهداف مركبة إسرائيليّة مصفحّة من طراز "دافيد" بواسطة تفجير عبوة ناسفة استهدفت بطن الآليّة، بعد أن زرعت أسفل الطريق. الأمر الذي أسفر عن مقتل ضابط صف وإصابة قائد الكتيبة وجنديين آخرين.

وبحسب التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، فقد تم تحضير العبوة بعناية ووضعها تحت الإسفلت، ولكن الإجراءات الاستخباراتية المسبقة لأي عملية عسكرية لم تتمكن من رصد تحرّكات من الشبان الفلسطينيين أثناء زرع العبوة، أو خلال انتظارهم الهدف، أو حين انسحبوا بعد تنفيذ العملية. كما أظهر التحقيق أن المسلحين استهدفوا الآليّة العسكرية من طراز "دافيد" اعتقادًا منهم بأنها غير مجهزة لمواجهة عبوات ناسفة من هذا النوع.

من جهة أخرى، أفادت المصادر العسكرية الاسرائيلية بأن منفذي الكمين قاموا بزرع العبوة في مسار استنتجوا أنه سيكون نقطة مرور لقوات الجيش الإسرائيلي، استنادًا إلى عمليات رصد وتحليل تموضع القوات في المنطقة. وأكد التحقيق أن التفجير تم بواسطة جهاز توجيه عن بعد.

لاحقًا، عمم جيش الاحتلال توصيات تشدد على عدم الاعتماد على آليّات "دافيد" في منطقة طوباس، نظرًا لامتلاك الفصائل فيها الخبرة والقدرة على تدمير مثل هذه الآليّات، بحسب ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي.

إذاعة الجيش: نتيجة عبوة طوباس، عمم الجيش الإسرائيلي توصيات بتجنب استخدام آليات "دافيد" في منطقة طوباس، واستبدالها بناقلات إيتان المدرعة

وناقلة "إيتان" (بالعبرية: איתן) تؤشّر للتحديث العسكري الذي أجراه الجيش الإسرائيلي لتلبية احتياجاته من مركبات مدرّعة أكثر أمانًا، وقد تم تطويرها لتكون بديلًا عن ناقلات الجنود القديمة مثل طراز M-113 التي كانت تعتبر غير كافية من حيث الحماية في ميدان المعركة.

وبرزت الحاجة الإسرائيليّة للتفكير في تطوير مدرّعة "إيتان" بعد تعرض ناقلات الجنود القديمة مثل الـ M-113 لتهديدات حديثة مثل القنابل اليدوية والعبوات الناسفة، وأبرز الحوادث التي أكدت ضرورة التحديث كان الهجوم الذي استهدف ناقلة جنود خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، في حي الشجاعية بغزة. وقد عززت هذه الحوادث دعوات تحسين وسائل النقل العسكري وحماية الجنود بشكل أكبر.

ويجمع تصميم "إيتان" بين الحماية المتقدمة والتكلفة المعقولة مقارنة بأنواع أخرى قوية، غير أن تكلفتها المرتفعة حالت دون تجهيز الجيش الإسرائيلي بها بشكل كامل.

جرى إطلاق تسمية "إيتان" على الناقلة المدرّعة تيمّنًا بالعملية العسكرية الإسرائيلية على غزة "تسوك إيتان" أي "الجرف الصامد" التي نفذها جيش الاحتلال صيف 2014

وناقلة إيتان المدرعة تعمل بنظام حركة يسمح لجميع العجلات الثمانية بأن تكون عجلات قيادة في نفس الوقت (8 × 8) ما يوفر لها قدرة عالية على التنقل والمناورة في مختلف الظروف، بما في ذلك التضاريس الصعبة، كما أنها تستطيع حمل 12 جنديًا مجهزّين بالكامل، الأمر الذي يجعلها مثالية للمهام القتالية في البيئات الحضرية والريفية على حد سواء.

والناقلة أيضًا مزودة بمحرك تيربو ديزل بقوة 750 حصانًا يمنحها قدرة على الوصول إلى سرعة قصوى تصل إلى 50 كم/ساعة، مع إمكانية الاستمرار في الحركة حتى بعد تعرضها لإصابات في الإطارات، وتحتوي على آلية نفخ أوتوماتيكية للإطارات تسمح للناقلة بالحفاظ على حركتها رغم تضرر العجلات، وهي مزوّدة بـ 20 طنًا من الفولاذ المصفح، بالإضافة إلى نظام حماية نشط مثل "ساتر الرياح" من إنتاج شركة رافائيل الإسرائيلية، الذي يوفر تدريعًا إضافيًا ضد الهجمات الصاروخية.

مدرعة ايتان الإسرائيلية المصفحة

مدرعة ايتان الإسرائيلية المصفحة

وفيما يتعلق بالحماية ضد العبوات الناسفة، تتميز "إيتان" بهيكل سفلي مصمم لتحمل الشحنات البطنية بشكل أفضل من المركبات المدرعة ذات العجلات الأخرى. وفيها أنظمة متطورة تعزز من قدرتها على العمل في بيئات معقدة وصعبة، مثل كاميرات نهارية وليلية وأنظمة كمبيوتر متعددة تتيح للطاقم مراقبة المحيط والتفاعل بسرعة أكبر.

ومن بين الابتكارات التكنولوجية في "إيتان" أنظمة الحماية النشطة مثل "Durvan Arrow" التي توفّر حماية إضافية ضد الصواريخ والتهديدات الحركية. وقد تم عرض النموذج الأولي من "إيتان" في آب/أغسطس 2016، ثم تم اختباره ميدانيًا في هضبة الجولان في نفس العام. وبحلول 2019، بدأ الجيش الإسرائيلي تجهيز العديد من أنظمة الحماية لهذه المركبة.