أزمات داخلية وخارجية.. ما هي التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل في العام 2025؟
زمن برس، فلسطين: تناول مقال نُشر في صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، التحديات الأمنية التي تواجه الجيش الإسرائيلي في عام 2025، إذ توقع المقال استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة خلال العام الجديد، مشيرًا إلى الخسائر المستمرة في صفوف الجيش الإسرائيلي. ونُشر المقال تحت عنوان "التحديات الأمنية المقبلة التي تواجه إسرائيل في العام 2025" للكاتب يوآف ليمور، المحلل العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم".
يسرائيل هيوم: مفهوم الأمن في إسرائيل قد تعرض للفشل في جزئه الأول، حيث طالت الحرب، وتواصلت على غير العادة
وكتب ليمور: "شهدنا خلال اليومين الماضيين مقتل جنديين آخرين في حرب مستمرة. وكل يوم يمرّ من هذه الحرب الطويلة، التي انطلقت في عام 2023، ومن المتوقع أن تمتد حتى عام 2025، يأتي بجندي قتيل، ولا تظهر في الأفق أي إشارات لنهايتها القريبة. في المقابل، تمثل القبور الخاصة بالجنود القتلى في المقابر العسكرية شهادة صامتة على ثمن الحرب، جنبًا إلى جنب مع الكيبوتسات المدمرة في منطقة غلاف غزة والمستوطنات التي تستهدفها صواريخ القصف في الشمال. ورغم شعارات ’الانتصار المطلق’ التي يكررها السياسيون، يبقى الثمن الذي يدفعه الناس يوميًا: الدماء والأملاك والأرواح"، وفق ما ورد.
في هذا السياق، يرى الكاتب الإسرائيلي، أن مفهوم الأمن في إسرائيل قد تعرض للفشل في جزئه الأول، حيث طالت الحرب، وتواصلت على غير العادة. ومع ذلك، يبقى الجانب الآخر من هذه العقيدة الأمنية قائمًا بشكلٍ جزئي، حيث "تدور معارك في الخارج، رغم التهديدات الداخلية المستمرة". مضيفًا: "مفهوم الأمن في إسرائيل يعتمد أساسًا على حروب قصيرة تُنقل إلى أراضي الأعداء، لكن في هذه الحرب، فشلنا جزئيًا. فقد كانت الحرب الحالية الأطول في تاريخ إسرائيل، ورغم أن معظم المعارك تجري على أراضي العدو، فإن الجبهة الداخلية لا تزال تحت تهديدات متعددة. أما السنة الماضية، فقد شهدت مزيجًا من الإنجازات والإخفاقات، حيث تعرض حزب الله وحماس لخسائر كبيرة في قياداتهم، وفقدت إيران عددًا من معاقلها الاستراتيجية. ولكن، في المقابل، هنالك أكثر من 100 مخطوف لم يعودوا، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من النازحين الذين ما زالوا مشردين".
أما عن الوضع في 2025، فقد أشار ليمور إلى أنه "يُعدّ عامًا حاسمًا من حيث المواقف الدولية التي ستحدد مصير إيران والصراع حول برنامجها النووي، إضافة إلى الدور الذي سيلعبه الرئيس الأميركي دونالد ترامب". موضحًا "مع تصاعد التوترات مع الحوثيين في اليمن والضغوط القانونية ضد قادة إسرائيل، يبرز العام 2025 كعام حاسم، خاصة بما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني. والخيارات كلها على الطاولة: من محاولة إيرانية للحصول على القنبلة النووية إلى هجوم إسرائيلي أو أميركي. ويُتوقع أن يكون دونالد ترامب، في حال استمراره في البيت الأبيض، اللاعب الرئيسي في تحديد مستقبل الشرق الأوسط"، وفق ما ورد.
أما عن غزة، قال يوآف ليمور: "سيكون هذا العام حاسمًا بالنسبة لمستقبل القطاع وسبل ربط إعادة المختطَفين بوقف القتال، وقد يتطلب الأمر إبرام صفقة تطبيع مع السعودية ودول أخرى. وفي الشمال، سيظل الوضع في لبنان وسوريا موضوع تساؤلات حول ما إذا كان لبنان سيعود لهيمنة حزب الله، أو يتحرر منها"، بحسب قوله.
أما على الصعيد الداخلي، استعرض الكاتب التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي في إعادة بناء الثقة، والتعامل مع قضايا حساسة تتعلق بالخدمة العسكرية ومستقبل الخدمة العسكرية الاحتياطية، بالقول: "كما أن إسرائيل ستواجه تحديات داخلية تتمثل في ضرورة إتمام التحقيقات العسكرية، وبداية عملية التعافي. وستكون هذه السنة التي سيضطر فيها الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ خطوات كبيرة في بناء الثقة مجددًا في نفسه، إضافة إلى مواجهة قضايا حساسة مثل تجنيد المتدينين الحريديم، واستمرار الأزمة في قادة الجيش، وحجم القوات النظامية".
ويتطرق المحلل العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم"، إلى حالة الانقسام السياسي التي تُضعف إسرائيل، وتؤثر سلبًا على قدرتها في التعامل مع التحديات، قائلًا: "المنظومة السياسية في إسرائيل عادت إلى وضع يشبه ما كان عليه الحال قبل الحرب، إذ يواصل السياسيون التركيز على قضايا جانبية مثل التهرب من التجنيد وفرض قيود على القضاء، في الوقت الذي تستمر فيه الحرب وتتكبد إسرائيل الخسائر اليومية. كما تواصل إسرائيل محاولاتها لمواجهة تلك التحديات عبر التركيز على أمنها الداخلي، مع بعض الإشارات إلى مسارات قد تغير الواقع، كتحسن الوضع الأمني على بعض الجبهات، ومن ثم إمكانية التوصل إلى حلول أكثر توازنًا للأزمات الداخلية والخارجية".
ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن العام 2025 يحمل العديد من "الفرص والتحديات"، التي ستحدد مصير إسرائيل في ظل التحولات الجيوسياسية والأمنية الكبرى، بالقول: "عام 2025 سيكون مليئًا بالتحديات والفرص على حد سواء، وإذا تمكنت إسرائيل من تنظيم صفوفها ومواءمة مصالحها مع التغيرات السياسية الدولية، فقد يكون لديها فرصة للانتصار في مجمل المعركة السياسية والعسكرية على الساحة الإقليمية والدولية"، وفق تعبيره.