فضائح فساد وتواطؤ مع الإرهاب: بن غفير يعزز سيطرته على الشرطة

زمن برس، فلسطين:  كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء أمس الإثنين، عن سلسلة ترقيات جديدة أجراها وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير لثلاثة من كبار ضباط الشرطة المقربين منه. شملت الترقيات تعيين نيسو جواتا قائدًا للشرطة العسكرية في الضفة الغربية، بعد تبرئته من تهم الاعتداء على المتظاهرين، وترقية تساحي شرعابي ليقود منطقة اليركون المسؤولة عن التعامل مع المظاهرات المناهضة للحكومة، بالإضافة إلى تعيين ليليت تيبر نيتسان ضابطة للتحقيقات في وحدة "لاهاف 433" التابعة لوزارة بن غفير، مما يعزز من سيطرته على إدارة التحقيقات الأمنية.

وأتت هذه الترقيات في وقت حساس تزامنًا مع فضائح فساد تورط فيها مقربون من بن غفير، بعد اتهامات بتقديم رشوة لترقية مسؤول الشرطة "أفيشاي معلم". وكان بن غفير قد دافع عن سياسته قائلًا: "من يلتزم بسياستي يتقدم في الشرطة، وهذا جزء من الديمقراطية وليس جمهورية الموز".

وجه عدد من كبار ضباط الشرطة السابقين رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طالبوا فيها بإقالة بن غفير من منصبه

وفي 10 تشرين الثاني\نوفمبر 2024، كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن تسجيلات تؤكد تحريض بن غفير مقربيه على تصعيد الاستفزازات ضد الفلسطينيين، خاصة في المسجد الأقصى المبارك، بتوجيه تعليمات لتفجير الوضع في الأماكن المقدسة.

من جانبها، أشارت القناة 12 إلى أن المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف-ميارا قدمت أدلة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول انتهاكات بن غفير للقانون، مطالبة بإقالته لما يمثله من تهديد للأمن الداخلي. وردًا على ذلك، اتهم بن غفير المستشارة القانونية بالتآمر للإطاحة بحكومة اليمين.

وفي 3 كانون الأول\ديسمبر 2024، اندلعت فضيحة جديدة تتعلق بمكتب بن غفير، بعد اعتقال كوبي يعقوبي مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية وعدد من كبار ضباط الشرطة بتهم فساد تشمل الرشوة واستخدام السلطة بشكل غير قانوني. ورفض بن غفير هذه الاتهامات، معتبرًا أنها "مؤامرة" ضده، في حين أكدت وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة (ماحاش) وجود أدلة دامغة ضد المتورطين، مشيرة إلى تورط بعض الضباط في تسريب معلومات لبن غفير لتعزيز سيطرته على جهاز الشرطة.

وكشفت تحقيقات مشتركة بين جهاز الشاباك ووحدة ماحاش عن تدخل بن غفير في القضايا الأمنية، خاصة فيما يتعلق بالإرهاب اليهودي، حيث أظهرت الوثائق تعليمات مباشرة من بن غفير للشرطة بعدم تنفيذ القانون ضد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية. وذكرت القناة 12 في 23 تشرين الثاني\نوفمبر 2023 وثيقة سرية أعدها رئيس جهاز الشاباك رونين بار، تؤكد هذه التعليمات، وترافق التقييم مع تحذيرات من أن هذا التراخي سيفاقم العنف والتصعيد في المنطقة.

وفي السياق ذاته، أبدى جهاز الشاباك استياءه من طريقة إدارة الشرطة لملف "الإرهاب اليهودي"، محذرًا من العواقب الأمنية للتراخي في تطبيق القانون على المستوطنين. كما أشار قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال إلى نقص الأدوات اللازمة للتصدي لهذه الظاهرة، محذرًا من تصعيد جديد قد تشهده الضفة الغربية نتيجة هذا التراخي.

وفي خضم هذه الأزمات، وجه عدد من كبار ضباط الشرطة السابقين رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طالبوا فيها بإقالة بن غفير من منصبه، محذرين من أن سياسته تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الداخلي الإسرائيلي، خاصة في ظل استمرار الأزمات السياسية والفساد المتفشي داخل أجهزة الشرطة.