لبنان يضع لمساته الأخيرة على المقترح الأميركي قبيل زيارة هوكشتاين

لبنان يضع لمساته الأخيرة على المقترح الأميركي قبيل زيارة هوكشتاين

زمن برس، فلسطين:  يتعامل لبنان "بإيجابية كبيرة" إزاء مقترح أميركي لوقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل ويعمل على صياغة "ملاحظات نهائية" قبل نقل الرد إلى الجانب الأميركي، كما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأفاد مصدر رسمي مطلع على الاتصالات، الإثنين.

يأتي ذلك وسط ترقب لوصول المبعوث الأميركي، عاموس هوكشتاين، إلى بيروت؛ ومنذ تصعيد إسرائيل عدوانها على لبنان في 23 أيلول/ سبتمبر، باءت الجهود الدولية التي تقودها واشنطن وباريس، للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، بالفشل.

وأكد ميقاتي، في مقابلة مع "التلفزيون العربي"، أن بلاده تتعامل بإيجابية مع المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، رغم وجود نقاط تحتاج إلى مزيد من التوضيح والنقاش، ونفى أن تتضمن مسودة المقترح الأميركي منح إسرائيل حرية العمل العسكري داخل الأراضي اللبنانية.

وأوضح ميقاتي أن هدف لبنان الأساسي هو إعادة الهدوء إلى جنوب البلاد، وتطبيق القرار الدولي 1701، إلى جانب ترسيم الحدود مع إسرائيل استنادًا إلى خط الهدنة لعام 1949؛ مؤكدا أن رئيس البرلمان، نبيه بري، يقود مفاوضات وقف إطلاق النار مع الأطراف الدولية.

 

وقال مسؤول لبناني فضّل عدم الكشف عن هويته، الإثنين، "يمكن القول إننا قطعنا شوطا كبيرا"، مضيفا أن "التوجه إيجابي ولبنان يتعاطى بإيجابية كبيرة مع المقترح". وأوضح المصدر "نحن نضع ملاحظاتنا النهائية على الصياغة الأميركية".

وقال مصدر حكومي لبناني آخر تحدث لوكالة "فرانس برس"، "ننتظر قدوم (المبعوث الأميركي الخاص عاموس) هوكشتاين، لبحث بعض النقاط العالقة معه"، علما بأن هوكشتاين يصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء.

وفي وقت لاحق مساء الإثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة عرضت "مقترحات على كل من الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية"، وشدد على أنه "لقد رد الطرفان على المقترحات التي قدّمناها".

وأوضح في تصريح للصحافيين "جرى تبادل للأفكار" حول آلية "التطبيق الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي نعتبر أنه يصب في مصلحة الجميع"، مؤكدا أن واشنطن "ملتزمة في هذه العملية".

هوكشتاين يصل بيروت في موعده... بعد "توضيحات إيجابية" من لبنان

بدوره، أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، في تصريحات صحافية، أن زيارة هوكشتاين إلى بيروت في موعدها، الثلاثاء، مستغربًا كل ما أشيع عن إلغائها وتسبب في "تبديد التفاؤل الذي ساد الأجواء الإيجابية التي يبنى عليها لتقديم الحل السياسي على الخيار العسكري".

وأفادت مصادر مطلعة بأن حزب الله سلم بري ملاحظاته على مسودة المقترح الأميركي. وتشمل أبرز الملاحظات طلب ضمانات دولية، وخاصة أميركية، تلتزم بموجبها إسرائيل بتنفيذ الاتفاق، مع التأكيد على توفير هذه الضمانات من قبل كل من إدارة جو بايدن والإدارة القادمة برئاسة دونالد ترامب.

وأوضح بري أن هوكشتاين سيتسلم الرد اللبناني على المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار؛ في المقابل، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن واشنطن أطلعت تل أبيب على تفاصيل زيارة هوكشتاين الوشيكة إلى لبنان.

وثيقة أميركية تضمن حرية العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان؟

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن زيارة هوكشتاين إلى بيروت تقررت بعد أن "حصل على توضيحات (إيجابية) تسمح بالتقدم نحو توقيع اتفاق" على وقف إطلاق النار لإنهاء العدوان الإسرائيلي المتصاعد على لبنان.

وتحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن وجود وثيقة "ضمانات أميركية" لإسرائيل قد ترفق مع الاتفاق المحتمل بشأن لبنان، رغم نفي الجانب اللبناني أن تكون مسودة المقترح الأميركي تتضمن منح إسرائيل حرية العمل العسكري داخل الأراضي اللبنانية.

ونقلت القناة مقتطفات مما قيل إنها "رسالة الضمانات الأميركية"، التي تشير إلى أن "إسرائيل تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها وضمان أمنها على الحدود الشمالية. الولايات المتحدة تؤكد التزامها بمساعدة إسرائيل في حماية نفسها ودعمها لحق إسرائيل في اتخاذ إجراءات ضد التهديدات الفورية القادمة من لبنان".

في موازاة ذلك، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الإثنين، إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد حزب الله حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وذلك خلال خطاب له أمام الهيئة العامة للكنيست.

وقال نتنياهو إن الشروط الأساسية لإسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان هي "إبعاد حزب الله عن الحدود، والحفاظ على حرية عمل إسرائيل (في لبنان)، وإغلاق خط أنابيب الأكسجين (خطوط الإمداد) عبر الحدود السورية لمنع التسلح في المستقبل".

مقترح أميركي من 13 نقطة

والجمعة، قال مسؤول لبناني رفض الكشف عن اسمه إنّ السفيرة الأميركية، ليزا جونسون، التقت يوم الخميس رئيس حكومة تصريف الأعمال، ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، بري، مضيفا أنّها عرضت "مقترحا أميركيا من 13 نقطة".

وأشار إلى أنّ "بري طلب مهلة ثلاثة أيام" لدرس المقترح.

ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح الأميركي، غير أنّه أوضح أنّه "في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإنّ الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان"، مضيفا أنّه "سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود".

من جانبه، أفاد مصدر حكومي آخر، الجمعة، بأنّ "الصياغة المقترحة ناتجة من آخر لقاء بين بري وهوكشتاين حصل خلاله تفاهم على خارطة طريق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701".

وأشار المصدر الحكومي نفسه إلى أن لبنان سيعارض اتفاقا يعطي إسرائيل حرية في تنفيذ عمليات ضد حزب الله في لبنان. ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مقربة من بري أن "المقترح الأميركي الأخير أخذ بكثيرٍ من الملاحظات اللبنانية".

وأضافت أنه "كما بات معروفا فإنّ المسودة لا تتضمن أي نوع من حرية الحركة لجيش الاحتلال في لبنان، الأمر الذي كنّا نعارضه ونعتبره مسّا بالسيادة الوطنية، كما لا تتضمن بند نشر قوات من حلف شمال الأطلسي أو غيرها في لبنان، والنقاش هو حول لجنة الإشراف على تنفيذ القرار 1701".

لجنة إشراف لفترة محددة وبمهام محدودة

وأوضح ميقاتي في مقابلته مع "التلفزيون العربي" أن لجنة الإشراف على تنفيذ المقترح الأميركي، في حال تم التوصل إلى اتفاق، ستكون ذات طبيعة إشرافية ولمدة زمنية محدودة، مع التأكيد على أنها لا تتعارض مع القرار الدولي 1701.

وأوضح أن اللجنة ستتعامل مع المستجدات التي قد يصعب على الجيش اللبناني معالجتها بمفرده. وشدد ميقاتي على تمسك لبنان بسيادته الكاملة على المعابر والحدود، لافتًا إلى أن نشر الجيش اللبناني في الجنوب يحظى بإجماع داخلي وليس موضع خلاف.

وأضاف أن الجيش، الذي يتمتع حاليًا بغطاء سياسي، جاهز لتنفيذ المهام المطلوبة منه، مشيرًا إلى اجتماعه مع قيادات الجيش للاطلاع على خطط بسط سيادة الدولة جنوب الليطاني.

التنسيق مع فريق ترامب

وحول الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أوضح ميقاتي أن هناك تواصلًا مع فريق ترامب لضمان استمرار الالتزام بما يتم الاتفاق عليه مع الإدارة الحالية.

وأكد وجود توافق على ضرورة وقف إطلاق النار وإعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان.

وأوضح ميقاتي أنه لا يراهن على مدى جدية نتنياهو والتزامه بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، بل على الإرادة الدولية، خاصة أن نتنياهو سبق له التنصل من موافقة حكومته على بيان أميركي- أوروبي- عربي، صدر عشية زيارته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فما إن وصل هناك حتى تراجع عما أعلن عنه من نية لتخفيض التصعيد.